امتدادا لبرامجه في مجال الدعم الاجتماعي، أقام ديوان الزكاة يوم أمس الأربعاء، الموافق الـ 20 من سبتمبر الجاري، في القاعة الكبرى بقصر الشعب، حفلا مكرسا لتوزيع الدفعة الأولى من كفالة الأيتام للعام 2023، تحت رعاية وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، السيد/ مؤمن حسن بري.

مراسم الحفل جرت بحضور وزراء البنية التحتية والتجهيزات، والتجارة والسياحة، والزراعة والمياه، والبيئة والتنمية المستدامة، واللامركزية، إلى جانب مدير عام مؤسسة ديوان الزكاة، وممثلين لكبار الكافلين من المؤسسات المدنية والعسكرية.

وتم خلال المناسبة التي جاءت بعد فترة وجيرة من انطلاق العام الدراسي الجديد 2023-2024، توزيع الدفعة الأولى من مستحقات الأيتام للعام 2023 على 1160 يتيما ويتيمة، من مختلف الأحياء الشعبية بمدينة جيبوتي وضاحية بلبلا.

وألقى وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، خطابا ضافيا في حفل التوزيع، أشار فيه إلى أن كفالة الأيتام أصبحت جزءًا من قيم المجتمع الجيبوتي والسياسة الاجتماعية التي تقوم بها الدولة، موضحا أنها مبادرة إنسانية انطلقت منذ بدايتها برعاية كريمة من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله.

وأضاف السيد/ مؤمن حسن بري قائلا « لقد أضحى برنامج كفالة الأيتام أحد أهم البرامج الاجتماعية التي يقوم بها ديوان الزكاة بالوزارة، ومن أهدافه مساعدة الأيتام في مواصلة تعليمهم. ولا يزال برنامج الكفالة يقدم خدمة جليلة ويحقق نتائج مشجعة بفضل دعم الكافلين والمساهمين في هذا العمل الخيري.

لقد أولى الإسلام أهمية كبيرة لرعاية الأيتام، حيث جعل لمن يكفل اليتيم مكانة عظيمة، وإن كفالة الأيتام تُعد من أعظم أبواب الخير والعطاء، ومما يلفت النظر أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم 23 مرة، وفي ذلك إشارة لأهمية رعاية اليتيم في المجتمع المسلم».

واغتنم وزير الشئون الإسلامية والأوقاف الفرصة لحث جميع الكافلين على الالتزام بدفع مساهماتهم، سواء كانت شهرية، نصف سنوية أو سنوية. وهذا يشمل الجهات الراعية الرئيسية من المؤسسات العامة وبعض شركات القطاع الخاص، وأيضًا الأفراد الذين يتطوعون للمساهمة شهريًا، مؤكدا في ذات الوقت على أن هذه المشاركة الطوعية تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية للأيتام وتوفير الاحتياجات الضرورية لتعليمهم، وهو أقل ما يمكن تقديمه لهذه الشريحة.

وأردف بالقول « مع زيادة عدد الأيتام في كل عام، نحن بحاجة إلى مزيد من الكافلين والمؤسسات الراعية، ومن ثم نعمل بجهد على مواصلة التوعية وتذكير الناس بأهمية هذا العمل الخيري، 

ودعا الوزير بري في ختام كلمته إلى نشر هذا الوعي وهذا السلوك التضامني لدى الأفراد وداخل كافة الهيئات والمؤسسات لمنح هذا البرنامج الاجتماعي الاستمرارية، وتوسيع نطاقه ليشمل أكبر عدد ممكن من الأيتام.

وعبر عن شكره العميق لجميع المشاركين في هذا البرنامج الخيري، ودعاهم مجددا إلى الالتزام بدفع مساهماتهم في وقتها المحدد، متمنيا للأسر الأيتام المستفيدة من هذه الدفعة كل التوفيق والنجاح.

بدوره، أشار مدير عام ديوان الزكاة إلى أن توزيع هذه الدفعة الأولى من الكفالة على أيتام العاصمة يأتي في أعقاب الانتهاء من توزيعات مماثلة على مستوى الأقاليم الخمسة، مضيفا القول «تصادف هذه التوزيعة بداية العام الدراسي وما يحمله من أعباء على أولياء الأمور، كما تصادف أيضا احتفالات المولد النبوي الشريف في مقبل الأيام، وفي هذه المناسبة الأخيرة -أي المولد النبوي- كان تأسيس مشروع كفالة الأيتام بمبادرة كريمة من رئيس الجمهورية الحاج إسماعيل عمر جيله في بيته في 2007م.

وفي هذه المناسبة لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى رئيس الجمهورية، والشكر موصول إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري الذي بفضله وبدعمه الدؤوب يواصل الديوان مهامه ومن ضمنها هذا المشروع وإلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة الديوان وخاصة الكافلين منهم».

واعتبر السيد/ سليمان حسين موسى، ثقافة كفالة أيتام لا تصل بالكافل صلة القرابة وبشكل مؤسساتي بأنها ثقافة حديثة في بلدنا رغم أنها من تعاليم ديننا الحنيف منذ الرسالة المحمدية، ملفتا في هذا الصدد إلى أن الديوان يسعى في الحفاظ على الكفالات المكتسبة وزيادة عدد المكفولين بزيادة كفالات جديدة وتقوية التنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية العاملة في مجال العمل الإنساني وخاصة في مشروع كفالة الأيتام بغية التدارس حول سبل تطوير شؤون المكفولين باستخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة. 

وفي معرض حديثه عن الأعداد المستفيدة من هذه المستحقات قال المدير العام لديوان الزكاة «يستفيد اليوم من هذه التوزيعة أكثر من 1160 يتيم ويتيمة في أحياء مدينة جيبوتي المختلفة وضاحية بلبلا، ومن خلال هذا المنبر أناشد الكافلين المقتدرين دعم إخوانهم المحتاجين عبر مؤسسة ديوان الزكاة، والانضمام إلى قافلة الكافلين».