رعى رئيس الوزراء، السيد/ عبد القادر كامل محمد، يوم الاثنين الماضي، الموافق الـ11 من ديسمبر الجاري، في القاعة الصغرى بقصر الشعب، حفل إطلاق الأسبوع الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب «السيدا»، والذي يتزامن هذا العام مع الاحتفاء بالذكرى العشرين لبدء استخدام مضادات الفيروسات القهقرية في جيبوتي، لعلاج عدوى فيروسVIH.

وجرت مراسم الحفل بحضور وزير الصحة، الدكتور/ أحمد روبله عبدِ الله، ووزيرة المرأة والأسرة، السيدة/ منى عثمان آدم، بالإضافة إلى ممثلة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، «اليونيسف، وممثل منظمة الصحة العالمية، ومدير مركز الوقاية والتثقيف الصحي لدى مركز يونس توسان.

وفي هذا الصدد، يقوم المركز بمهام منها إجراء الفحوص مجانا لجميع المواطنين، وللأجانب المقيمين في جيبوتي، الراغبين في التأكد من سلامتهم من الإيدز، مع المحافظة على النتائج بسرية تامة، لاسيما في حال كانت إيجابية.

ويضطلع هذا المركز المذكور بدوري ملموس في تقديم الرعاية الطبية والدواء للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي الضروري لهم.

وألقى رئيس الوزراء خطاباً بالمناسبة، أشار فيه إلى أن الطريق الذي سلكته بلادنا للحد من السيدا، كان طريقا طويلا ومتعرجا للوصول إلى البيانات المعروضة من قبل وزارة الصحة، والتي تتضمن التقدم المحرز على مدار 20 عاماً، في جهود القضاء على هذا الوباء الفتاك.

وأضاف قائلا « في هذه اللحظة المهيبة، أود أن نتذكر جميع الصعوبات وسوء الفهم والمزالق التي واجهتنا خلال السنوات الأولى من ظهور هذه الآفة العالمية في جمهورية جيبوتي، ولاسيما إنكار القبول والوصم والتفسيرات الخاطئة أحيانا ذات الطابع الديني والثقافي وما إلى ذلك، ولهذا، فقد تطلب الأمر جهودا حثيثة، والتزامات قوية جديرة بالثناء من وزراء الصحة في ذلك الوقت».

وثمن السيد/ عبد القادر كامل محمد عاليا الإرادة الحازمة والتشجيع المحفز لرئيس الجمهورية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، الذي أولى هذا الأمر بالغ الاهتمام، الأمر الذي هيأ مناخا هادئا للقيام بمكافحة منهجية ومنظَّمة ضد فيروس نقص المناعة البشرية على عدة جبهات.

وأوضح أن إنشاء برنامج الوصول إلى مضادات الفيروسات القهقرية في أوائل عام 2000 أثار آنذاك جملة من المخاوف المتعلقة بالصحة العامة، لاسيما فيما يتعلق بعدم كفاية المعرفة العلمية في ذلك الوقت، إضافة إلى فعالية هذه العلاجات على المدى الطويل والقصير.

 ولفت الانتباه إلى أن الوضع الصحي في بلدان الجنوب، والتعقيدات العلاجات المستمرة على طوال الحياة يتطلب مراقبة طبية معمقة، كما لفت الانتباه إلى الحاجة إلى مستوى جيد من تطوير البنى التحتية الصحية لتنفيذ هذه العلاجات، والتكلفة العالية من الأدوية.

وأردف بالقول «كأيَّ برنامج صحي آخر، طالبنا بأن تفي برامج الوصول إلى مضادات الفيروسات القهقرية بأربعة متطلبات للصحة العامة: الإنصاف، والفعالية المثلى من حيث التكلفة، وإمكانية الوصول والمقبولية للسكان المعنيين، والاستدامة.

لقد أصبحت العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية أبسط بكثير بالنسبة لغالبية المرضى، وبالتالي فإن التقدم المحرز مقارنة بالمعالجات المعقدة للغاية في الماضي يعدُ تقدمًا كبيرًا.

ومع الأخذ في الاعتبار التقدم المحرز على مدى العقود الماضية، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2016 قرارا للجمعية العامة يعلن «تسريع الاستجابة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية وإنهاء وباء السيدا بحلول عام 2030».

وعلى مدى العقد الماضي، أضحى الوصول إلى العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية ممكنا على نطاق واسع في أفريقيا، وبالتالي لم نعد في الصيغة المثيرة للجدل المذكور «العلاجات في الشمال، والمرضى في الجنوب».

وشدد رئيس الوزراء في كلمته على ضرورة مواصلة وتعزيز الالتزامات السياسية المتعددة الأطراف التي أدت إلى هذا التقدم من خلال إعادة تأكيد الالتزام بالتضامن العالمي وإقامة شراكات أكثر فعالية، مضيفا «بينما نطلب المزيد من الدعم من شركائنا الفنيين والماليين، أود أن أعرب من هذا المنبر عن شكري الحار بشكل خاص للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا على دعمه المستمر».

وأشار إلى أن تسريع التقدم في مكافحة هذا المرض واستدامته يتطلب مشاركة قوية من جانب أصحاب المصلحة والمجتمع المدني للقضاء على الوصمة وتعزيز مساءلة البرامج القطاعية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/السيدا، فضلا عن تعزيز النظام الصحي ومعالجة الأسباب الاجتماعية التي تهدد التقدم المحرز، منوها أنه لا يمكن لأي بلد في المنطقة أن يتخلف عن الركب في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، حتى نتمكن من الوفاء بالتزامنا الجماعي لإيجاد جيل خال من الإيدز بحلول عام 2030.

وفي ختام كلمته، هنأ السيد/ عبد القادر كامل محمد، أعضاء شبكة جيبوتي الوطنية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتحملون المسؤولية والذين يجب أن نتذكر أنهم يقودون كفاحاً يومياً شرساً لدعم الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب.

من جهته، استعرض وزير الصحة، جانبا من الجهود التي قامت بها دائرته الوزارية، والأنشطة المنفذة طيلة الفترة الماضية بالتعاون مع الشركاء الفنيين والماليين، بهدف الحد من انتشار الوباء وتقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة للمصابين في عموم التراب الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن العالم يحتفل في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز، حيث يتحد الناس في كل بقاع الأرض لإبداء دعمهم للمصابين بالسيدا والمتأثرين به، ولإحياء ذكرى من قضوا بسببه.

كما يجدر بالذكر إلى أن اليوم العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب، أكثر من مجرد احتفال بإنجازات المجتمعات؛ فهو دعوة للعمل لتمكين المجتمعات ولدعمها في أداء أدوارها القيادية.