اختَتم بنك سبأ الإفريقي في جيبوتي يوم أمس الأربعاء الموفق الـ 3 من يناير الجاري، ندوة علمية حول الأصول والقوانين الحاكمة للمصرفية الإٍسلامية والمعايير الشرعية.

وقام بتنشيط هذه الندوة التي أقامها بنك سبأ والذي يعود أقدم البنوك الإسلامية في البلاد لصالح منتسبي هيئات الرقابة الشرعية في كل من جيبوتي وصومالي لاند، الدكتور/ فضل بن عبد الله مراد، أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر، أمين لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وافتتح أشغال هذه الندوة، يوم الاثنين الماضي، مدير عام بنك سبأ الإفريقي، السيد/ عبد الرقيب فارع سالم، بحضور رئيس الهيئة الوطنية للرقابة الشرعية، السيد/ إبراهيم عباد إبراهيم، وأقرب معاونيه، بالإضافة إلى مسئولين من هيئة الرقابة الشرعية في صومالي لاند، ولفيف من المشايخ والعلماء.

وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية، رحب مدير عام بنك سبأ بالدكتور فضل مراد، وشكره على تحمل عناء السفر لتقديم هذه الندوة، وإلقاء المزيد من الضوء على القواعد والأسس الحاكمة لعمل البنوك الإسلامية.

كما أعرب عن الشكر والتقدير للمشاركين على التفاعل والحضور، مبديا أمله في أن تكون هذه الندوة باكورة العمل المشترك لهيئات الرقابة الشرعية في جيبوتي وهرجيسا، بما يدفع قدما العملية التوعوية للمصرفية الإسلامية.

وتحدث السيد/ عبد الرقيب فارع سالم مطولا عن الدور المنوط بهيئات الرقابة الشرعية، لاسيما فيما يتعلق بتوجيه نشاطات المصارف الإٍسلامية، ومراقبتها والإشراف عليها للتأكد من التزام إدارات تلك البنوك بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية في المعاملات التي تجريها.

وأضاف مخاطبا أعضاء هيئات الرقابة الشرعية «إن الأعمال البشرية لا تكاد تخلو من الأخطاء، ومن ثم فإنكم أنتم الموجهون للبوصلة، فأنتم بمثابة الضابط أو ربان السفينة فيما يتصل بتصحيح مسار التنفيذيين في المصارف الإسلامية.

وجدد حرص بنك سبأ على ترسيخ تجربة آمنة وصحيحة ومتسقة في ذات الوقت مع الشرع الحنيف، وتعزيز الوعي المجتمعي حول الصيرفة الإسلامية، مشيرا إلى جيبوتي قطعت بالفعل شوطاً كبيرا في هذا المجال.

واختتم كلمته بتأكيد الحاجة إلى إيجاد دور أكبر للمشايخ وأعضاء هيئات الرقابة الشرقية في بذل المزيد من التعاون مع المصارف الإسلامية لمعالجة أي إشكالات تتعلق بالمعاملات المصرفية الإسلامية.

من جهته، أعرب رئيس هيئة الرقابة الشرعية في جيبوتي، عن شكره لبنك سبأ الإفريقي على تنظيم هذه الندوة المهمة، مضيفا القول «إن مثل هذه الندوات تكتسي أهمية كبرى في مجال التوعية بقضايا الصيرفة الإسلامية، وإن الهيئة رغم حداثة عهدها قامت بتنظيم العديد من الندوات بالتعاون مع البنوك والمؤسسات ذات الصلة».

وأوضح السيد/ إبراهيم عباد إبراهيم، أن تجربة الصيرفة الإسلامية في جيبوتي لا تزال حديثة العهد، إذ تعود بداياتها إلى العام 2006، بتأسيس بنك سبأ الإفريقي، والذي دشنه رئيس الجمهورية، السيد إسماعيل عمر جيله، داعيا في الوقت عينه إلى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية التي تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي إزاء المعاملات المالية ذات الطابع الإسلامي.

بدوره، تحدث مقدم الندوة الدكتور فضل بن عبد الله مراد بشكل مستفيض عن مسيرة الصيرفة الإسلامية، أو الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، والأصول والقواعد التي تحكمها، ملفتا إلى أن عقود الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية تستند إلى المشاركة وتقاسم المخاطر بين البنك وعملائه.