استقبل وزير الشئون الإسلامية والأوقاف،السيد/ مؤمن حسن بري، يوم الخميس الماضي، في مكبته بالمجمَّع الوزاري، أعضاء هيئة التدريس الأزهرية بمعهد الوسطية وثقافة السلام في جيبوتي.

وانعقدت المقابلة بحضور مدير معهد الوسطية وثقافة السلام، السيد/ السلي أحمد عبدَ الله، والأمين التنفيذي للمجلس الأعلى الإسلامي، الشيخ عكيه قورح فاتح، بالإضافة إلى مسئولين كبار من الوزارة.

وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، رحب الوزير بري بهذه   بعلماء جامعة الأزهر الشريف، الذين قدموا إلى جيبوتي في أطار التعاون المثمر بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي،والأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية الشقيقة. 

ولفت أن انضمامهم لهيئة التدريس بمعهد الوسطية وثقافة السلام بجيبوتي يعكس عمق علاقات التعاون مع الأزهر الشريف التي تمتد لسنوات طويلة، منذ البعثات الأزهرية المتوالية إلى بلادنا، إلى جانب خريجي الأزهر الشريف من الطلاب الجيبوتيين الذين حملوا رسالة الوسطية والاعتدال والانفتاح والتسامح.

وأضاف قائلا «بهذه المناسبة، أودّ أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لجامعة الأزهر لإيفادها هذه الكوكبة من العلماء الأفاضل لمشاركة خبراتهم وعلومهم مع معهد الوسطية وثقافة السلام.

وإنّ هذا التعاون المثمر هو نتاج مساعٍ حثيثة بذلتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وتُوجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الوسطية وثقافة السلام وجامعة الأزهر الشريف في ديسمبر 2021، وهي مذكرة تؤكّد على التزام المؤسستين بتطوير التعليم الإسلامي النوعي ونشر ثقافة الاعتدال».

كما أكد السيد/ مؤمن حسن بري، من جهة أخرى، علي أن معهد الوسطية يلقى دعمًا كبيرًا من فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، لتعزيز الثقافة الإسلامية التي تشكل الوعي الحضاري للشعب الجيبوتي، وذلك إيماناً منه بأهمية دور الدِّين في تحقيق التنمية الشاملة والوئام والانسجام في المجتمع. 

واغتنم الوزير هذه الفرصة لإطلاع هذه الكوكبة من العلماء علي البرامج التعلمية والأنشطة المنوطة بمعهد الوسطية وثقافة السلام والتي تشمل: التعليم النظامي للطلبة الجيبوتيين المسجلين في السنة الأولى للحصول على دبلوم عال في الدراسات الإسلامية،وتنظيم دورات تأهيلية للأئمة والخطباء والدعاة،إضافة إلى الإشراف على الدراسات والبحوث، والمساهمة في تنظيم المؤتمرات والملتقيات الفكرية.

كما أشار السيد بري إلى الدور المحوري الذي سيضلع به هذا الصرح لتعزيز ودعم اللغة العربية في جيبوتي، ونشر فكر الاعتدال والوسطية والتسامح، وإعداد المناهج الخاصة بالطلبة حاملي الثانوية العامة المنتسبين للمعهد، بالإضافة إلى رفع المستوى العلمي والمهارات لدى أئمة المساجد والدعاة، وتكوين الداعيات وتمكينهن علميا وفكرياً، وتكييف المناهج الدراسية مع الواقع الاجتماعي والثقافي الجيبوتي.

وأردف بالقول « ويعمل معهد الوسطية بالتعاون مع البعثة الأزهرية على تشجيع مجال البحث الأكاديمي وإعداد الدراسات التي تخدم الانسجام المجتمعي وثقافة التعايش،وفقه المتغيرات المعاصرة ومعالجة مظاهر الغلو والتطرف وآثارها على الفرد والمجتمع.

وتابع بالقول يُعدّ معهد الوسطية مركزًا إقليميًا هامًا لتوجيه الفكر ونشر قيم الوسطية والتسامح وثقافة السلام في منطقة القرن الإفريقي.

ونسعى في المستقبل إلى استقبال طلبة من دول الجوار الإقليمي للالتحاق بالتعليم النظامي والحصول على مؤهل معترف به أو الانتساب إلى الدورات التي تنظم حسب السياقات الفكرية التي تمر بها المنطقة.»

وفي ختام كلمته أعرب وزير الشئون الإسلامية والاوقاف عن تطلعه بأن يصبح معهد الوسطية منارةً للعلم والفكر والتسامح في منطقة القرن الإفريقي من خلال هذا التعاون المثمر مع الأزهر الشريف، متوجها بخالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، على دعمه ومساندته. وكذلك رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة جمعة علي داود، على حسن اختياره لأعضاء هيئة التدريس الأزهرية الموقرة.