احتضنت القاعة الكبرى بقصر الشعب يوم أمس الأول الثلاثاء،  ندوة علمية تلقي الضوء على جهود المملكة العربية السعودية لتعليم اللغة العربية في القرن الإفريقي.

ونظمت الندوة العلمية المذكورة من قبل المعهد الإسلامي في جيبوتي، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك تحت رعاية سفير خادم الحرمين الشريفين في جيبوتي، السيد فيصل بن سلطان القباني.

وشهدت الندوة التي قام بتنشيطها عدد من الأساتذة الجامعيين من ذوي الاختصاص، الذين أغلبهم من أعضاء هيئة التدريس بقسم التعليم الجامعي بالمعهد، بحضور سفير جمهوريه جيبوتي لدى اليمن السفيـر/ محمد علي عيسى ، والأمين التنفيذي للمجلس الأعلى الإسلامي الشيخ/ عكيه قورح فاتح، ورئيس المحكمة الابتدائية للأحوال الشخصية السيد/ إبراهيم فارح، بالإضافة إلى مستشار وزير الصحة للشئون العربية السيد/ أبو بكر حوش، ومدير المهد الإسلامي في جيبوتيالدكتور/ صالح بن سعيد الشِّهري، والعديد من المثقفين والمفكرين والعلماء، بالإضافة إلى طلاب وطالبات المعهد.

وتم خلال الندوة تقديم أوراق علمية عن دور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تعليم العربية في القرن الإفريقي، وعن المنح الدراسية ودورها في نشر والنهوض بتعليم اللغة العربية، ودور المعهد الإسلامي في نشر اللغة العربية في جمهورية جيبوتي، والدور الذي يضطلع به هذا الصرح التعليمي  في تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية، والهوية العربية.

كما جرى استعراض مراحل تطور اللغة العربية في جيبوتي بعد الاستقلال والعوامل المساعدة، إلى جانب دورة المملكة العربية السعودية في نشر اللغة العربية في القارة السمراء.

كما شكَّل هذا اللقاء العلمي فرصة لإبراز أهمية المنح الدراسية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،المخصصة لأبناء العالم الإسلامي، ودورها المحوري في نشر لغة الضاد.

وأشار المتحدثون الذين قدَّموا الأوراق العلمية إلى أن المملكة دأبت ومنذ نشأتها على إيلاء اللغة العربية عناية فائقة، لكونها قبل كل شيء لغة الدِّين الإسلامي، ولسان القرآن الكريم، ملفتين في هذا الصدد، إلى أن عناية المملكة جاءت إيمانًا بالواجب الديني الذي يمثل الارتباط بين اللغة العربية والدين، وحفاظًا على هوية الأمة ومستقبلها، ومكانتها المرموقة بين الأمم، وتأكيدًا على أن اللغة وسيلة لتقدم الأمة وازدهار علومها وشعوبها.

وفي كلمة ألقاها في افتتاح هذه الندوة، شدد مدير المعهد الإسلامي على الأهمية الكبرى التي تكتسيها العربية قائلا» تُعدّ اللغة العربية من أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، وهي لغة ضاربة في جذور التاريخ، ولا شك أنّ اللغة التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ستة عشر قرناً، وقد ارتقت على مدارج سموٍّ وعلوٍّ تقاصرت دونها اللغات الأُخَري بأسرها بعدما أنزل الحقّ بها قرآناً يُتلى، وتكفل بحفظها حتى يرث الله الأرض ومن عليها».

واعتبر الدكتور صالح بن سعيد الشهري، المملكة العربيّة السّعوديّة في مُقدّمة الدّول العربيّة التّي تولي اهتمامًا بالغًا لخدمة لغة القرآن: اللّغة العربيّة، ونشرها في العالم كلّه؛ وأن ذلك واضح جليّ من خلال الجامعات السّعوديّة الّتي فتحت أبوابها لقبول أبناء المسلمين من كافة أصقاع المعمورة، وفتْح باب المنح الدراسيّة من لدنْ حكومة خادم الحرميْن الشّريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز، وسموّ وليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وأضاف قائلا « لقد حظيت دول القرن الأفريقيّ بحظٍّ وافر في هذا الجانب؛ إذ قامت حكومتنا الرّشيدة ممثّلةً في جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة بفتح معهد عريق في تلك المنطقة: المعهد الإسلاميّ في جيبوتي الّذي يواصل عطاءه للشّعب الجيبوتي الشّقيق والدول المجاورة منذ أكثر من أربعين عامًا، لمراحل التعليم العام (المتوسطة والثانوي) والتعليم الجامعي للطلاب والطالبات في جمهورية جيبوتي.

ومن هنا، أرفع آيات الشّكر وعظيم الامتنان إلى مقام خادم الحرميْن الشّريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ووليّ عهده الأمين صاحب السّمو الملكي الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله، كما أقدم شكري لرئيس جمهورية جيبوتي السيد/ إسماعيل عمر جيله، على دعمه اللامحدود والتسهيلات التي حظي بها المعهد الإسلامي منذ إنشاءه عام 1981م حتى وقتنا الحاضر».

وفي ختام كلمته، توجه مدير المعهد الإسلامي في جيبوتي، بجزيل الشكر ووافر التقدير إلى سفير خادم الحرمين الشريفين على تشريفه هذا اللقاء، كما شكر للجان والمتحدثين والحضور الكرم على مشاركتهم في إنجاح هذا الملتقى العلمي.