بعد انقضاء المنافسات الشديدة التي استمرت لثلاثة أيام، كان الجميع على موعد في يوم الخميس الماضي، مع الحفل الختامي للدورة الـ 24 للمسابقة الإقليمية لحفظ القرآن «جائزة رئيس الدولة». وكالمعتاد ترأس هذه المناسبة، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري، بحضور وزراء الداخلية والتعليم العالي والبحث العلمي، والتربية الوطنية والتكوين المهني، والعمل والحماية الاجتماعية، والتجارة والسياحة والمرأة والأسرة، والشئون الاجتماعية والتضامن، بالإضافة إلى كبار مسئولي وزارة الشئون الإسلامية. كما شارك في الحفل رئيس لجنة التحكيم الشيخ محمود أحمد أبسييه، ولفيف من العلماء والأئمة والدعاة، فضلا عن ممثلين لمراكز تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في عموم التراب الوطني، والتي أضحت تلعب دورا مهما في تربية الأجيال الجديدة على قراءة وحفظ القرآن الكريم وفهم معانيه، مما يعزز القيم الإسلامية في نفوسهم. وجمعت هذه المسابقة القرآنية التي تقيمها وزارة الشئون الإسلامية، كوكبة من الحفاظ والحافظات قدموا من الصومال وإثيوبيا واليمن وكينيا وأوغندا وتنزانيا وجزر القمر، فضلا عن جيبوتي البلد المضيف والمنظم. وعلى مدار الأيام الثلاثة التي سبقت الخميس المنصرم، تبارى المتسابقون على المستويات الثلاثة من المسابقة وهي: حفظ القرآن الكريم كاملا (30 جزء)، وحفظ 20 جزء،وحفظ 10 أجزاء. ونُظمت هذه المسابقة عقب اتخاذ إدارة الشئون الإسلامية بالوزارة، كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة لضمان نجاحها، من خلال تهيئة الأجواء المناسبة للمتسابقين، الذي واجهوا هذا التحدي الشريف بإصرار وطموح نحو النجاح والتألق. وفي مستهل المناسبة تناوب المتسابقون المشاركون في هذه الدورة من المسابقة الإقليمية لحفظ القرآن الكريم، على منصة الكلام، لإمتاع الحضور بتلاوات رائعة من كتاب الله الكريم صدحت بها حناجرهم الذهبية، فلقيت إشادة الجمهور الحاضر، الذين أبدوا إعجابهم الشديد بهذه الأصوات الندية. وقد ألقى وزير الشئون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري، كلمة قيمة في الحفل، شدد فيها على الأهمية الكبيرة لتكريم الفائزين في المسابقة الإقليمية الرابعة والعشرين لحفظ القرآن الكريم «جائزة رئيس الدولة»، والتي تنظمها دائرته الوزارية برعاية سامية من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، مشيرا إلى أن هذا الدعم والاهتمام يؤكد عمق ارتباط الشعب الجيبوتي بكتاب الله حفظاً وتلاوة. وأكد الوزير بري أن مسابقة «جائزة رئيس الدولة» أصبحت بفضل الله محط الأنظار في كل من جيبوتي ودول الجوار، بحيث تجمع متسابقين يتمتعون بمهارة وكفاءة عالية أظهروا مستوى متميزاً في حفظ القرآن وتلاوته، مضيفا «لقد أنهت لجنة التحكيم مداولاتها وأعلنت النتائج النهائية للمسابقة وترتيب الفائزين بكل حياد وإنصاف». وانتهز وزير الشئون الإسلامية والأوقاف هذه الفرصة السانحة لتهنئة الفائزين الذين حازوا المراتب الأولى في مستويات المسابقة، مشيرا إلى أن الاهتمام المتزايد بهذه التظاهرة القرآنية في منطقة القرن الإفريقي وشرق أفريقيا وجنوب البحر الأحمر، يعكس ما حققته من إنجازات متراكمة وثمار دانية على مدى أكثر من عقدين. ونوه في ختام كلمته إلى أن دائرته الوزارية تحرص على أن تبْرُزَ بلادنا في المسابقات القرآنية الإقليمية والدولية، موضحا في هذا السياق أنه تم إنشاء قسم للدراسات القرآنية والقراءات بمعهد الوسطية وثقافة السلام، بهدف تكوين حفظة متقنين وأئمة وخطباء يتميزون بفهم عميق لمقاصد الدين الحنيف وغاياته، بما يعزز الانسجام والوئام والسلام في مجتمعاتنا. من جهته، أوضح رئيس لجنة التحكيم الشيخ محمود أحمد أبسيه أن مسابقة حفظ القرآن الكريم الإقليمية «جائزة رئيس الدولة» هي من أهم المسابقات القرآنية إذ أنها تشجع الشباب على حفظ القرآن الكريم، واعتبر ازدياد أعداد الحفاظ

وانتشار مراكز وحلقات تحفيظ القرآن في البلد بأنه نتيجة من نتائجها وثمرة من ثمارها الطيبة طيلة هذه الفترة المباركة، سائلا الله تعالى عز وجل أن يكتب لها القبول ويجزي رئيس الجمهورية عنها خير الجزاء. وأشاد بجهود وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري لتطوير العمل القرآني في البلد، واهتمامه بذلك عبر توجيهاته المستمرة ورعايته الكريمة للحفلات التشجيعية للحفاظ ، مردفا القول «كما أشيد بجهود زملائي، أعضاء لجنة التحكيم الذين لم يدخروا وُسعاً في سبيل إجراء المسابقة وإخراج نتائجها بكل نزاهة وشفافية». وفي نهاية المطاف، تُوجت المناسبة بتكريم الفائزين الأوائل في المستويات الثلاثة لهذه المسابقة التي استغرق التحضير لها أسابيع عديدة للإسهام في المحافظة على تراث الإسلام ونقل القيم والأخلاق التي يحملها القرآن إلى الأجيال الجديدة. وفي هذا الصدد، قدم الوزير مؤمن حسن بري وبقية الوزراء جوائز قيمة للفائزين في المرتبة الأولى وهم على النحو التالي: - المتسابق يوسف حمد عباس من جيبوتي، الذي احتل المرتبة الأولى في المستوى الأول (30 جزء). - المتسابق محمد فادي من اليمن، الفائز في المرتبة الأولى في المستوى الثاني (20 جزء). - المتسابق أمين عبد القادر محمد من إثيوبيا، الحائز على المركز الأول في المستوى الثالث من المسابقة (10 أجزاء). وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، استقبل هؤلاء الفائزين في مقر إقامته في حي هرموس، حيث قدم لهم هدايا قيمة، كما هنأهم بالفوز في المراتب الأولى للمسابقة التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف سنويا خلال شهر رمضان المبارك..