استقبل رئيس الجمهورية، رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد)، السيد/ إسماعيل عمر جيله، يوم الاثنين الماضي، الموافق الـ29 من أبريل المنقضي، في القصر الجمهوري، المبعوث الخاص للهيئة إلى السودان السيد/ لورانس كورباني. وفي مستهل اللقاء أجرى الجانبان تقييما شاملاً للوضع في السودان، إضافة إلى تحديد الأولويات والمشاكل العاجلة التي يواجهها هذا البلد الشقيق، الذي يشهد صراعًا منذ أكثر من عام، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير هائل للبنية التحتية. وأبرزت المحادثات -في هذا الصدد- تطابقا كاملا في الرؤى حول ضرورة إعطاء الأولوية لمنظمة الإيجاد، فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين. ويتصدر جدول أعمال الهيئة الحكومية للتنمية، «الإيجاد» تحقيق الأهداف السالفة الذكر، ومن ثم التأثير على الأطراف الرئيسية بهدف إطلاق تسوية سياسية للأزمة السودانية، من المتوقع أن تتم في مرحلة لاحقة. شارك في المقابلة، وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد/ محمود علي يوسف، وسفير جمهورية جيبوتي لدى السودان، السيد/ عيسى خيري روبله، والمستشارة الدبلوماسية لرئيس الجمهورية، السيد/ فتحية جامع عدن، بالإضافة إلى الأمين التنفيذي للإيجاد، الدكتور/ ورقيني جبييهو. وفي تصريح مقتضب، اعتبر وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، تعيين الدبلوماسي والقانوني الجنوب سوداني السيد/ لورانس كورباني، أنه مرحلة مهمة في الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في السودان، ملفتا في ذات الوقت إلى وجود خارطة طريق تركز على جمع الأطراف الرئيسية على طاولة واحدة ووقف الأعمال العدائية، ومن ثُم الانتقال إلى عملية سياسية لتسوية الأزمة.

وأكد السيد/ محمود علي يوسف، في هذا التصريح على أهمية تسريع المساعي الجارية من أجل وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، مشددا من جهة أخرى على ضرورة أن تكون الهيئة الحكومية للتنمية «الإيجاد» الجهة المشرفة على المبادرات الرامية لإعادة السودان إلى حضن المنظمة الإقليمية. وأوضح رئيس الدبلوماسية الجيبوتية أن الشعب السوداني يقاسي معاناة كبيرة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن نزوح أعداد كبيرة، ومغادرة نحو ستة ملايين شخص أو يزيد منازلهم، بالإضافة إلى مليونَين غادروا إلى خارج البلاد، فيما يعيش ما يقدر بـ 26 مليون شخص في حالة من انعدام الأمن الغذائي. من جانبه، أفاد السيد/ لورانس كورباني، أن المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية تركزت حول المساعي التي تبذلها الهيئة الحكومية للتنمية «الإيجاد» في سبيل إيجاد حل للأزمة السودانية في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن الأوضاع في هذا البلد أصبحت كارثية. وأضاف قائلا « لقد شكرت رئيس الجمهورية رئيس الدورة الحالية للإيجاد على إعطائي هذه الفرصة لكي أقوم بعملية سلمية في السودان، موضحا أن خريطة الطريق المرسومة من قبل المنظمة تدعو قبل كل شيء إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتمكين السكان من العودة إلى ديارهم.