على غرار الأعوام الماضية، أقامت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، يوم الخميس الماضي الموافق الـ 2 من مايو الجاري، لقاء توعويا حول مناسك الحج، شكَّل فرصة رائعة لتقديم النصائح والتوجيهات للحجاج الجيبوتيين الجدد قبل توجههم إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. وكالمعتاد ترأس هذا اللقاء الذي انعقد في القاعة الكبرى بقصر الشعب، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، السيد/ مؤمن حسن بري، بحضور كبار مسئولي الوزارة، بالإضافة إلى أعضاء البعثة الجيبوتية والتي تضم عددا من اللجان، من بينها اللجنة الطبية، ولجنة الخدمات، ولجنة النقل، ولجنة التوعية، ولجنة الإعلام. ويبلغ إجمالي عدد الحجاج الجيبوتيين المسجلين لدى وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف للعام 1445ه، الموافق 2024 م، نحو 1400 حاج وحاجة. هذا اللقاء سلَّط الضوء على أهمية الحج في الإسلام كواجب ديني وفرصة للتطهر والتجديد الروحي، إلى جانب تذكير الحجاج بأهمية الالتزام بالتدابير الأمنية والسلامة الشخصية والعامة خلال أداء مناسك الحج. كما تركزت فعاليات هذا الاجتماع، الذي دأبت الوزارة على إقامته بصورة سنوية في مثل هذا التوقيت، على أهمية الحفاظ على الصحة الشخصية واتباع الإرشادات الطبية المطلوبة خلال فترة الحج. وهنأ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، في مستهل كلمته، الحجاج الجيبوتيين الذين فازوا بقرعة الحج هذا العام، حاثا إياهم على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الثمينة. وأشار إلى أن المولى جل وعلا استجاب لدعاء هؤلاء الحجاج، ومنَحهم فرصة زيارة بيته المحرَّم، التي انتظروها بفارغ الصبر، وأن عليهم بالتالي شُكر الله تعالى ومن ثم التعرُف على الواجبات والشروط وكذلك مبطلات الحج. ولفت الوزير مؤمن حسن بري الانتباه إلى أن الدولة لم تدخر وسعا في سبيل تهيئة الأجواء المواتية للحجاج، مشيرا في هذا الصدد إلى تشكيل بعثة الحج الجيبوتية التي تضم كوكبة من العلماء والأطباء، بالإضافة إلى اللجان المكلفة بخدمة الحجاج وتذليل الصعوبات التي قد تعترضهم أثناء أدائهم فريضة الحج. من جهة أخرى أكد وزير الشئون الإسلامية والأوقاف، أن بلادنا تصدرت بفضل الله تعالى ثم بتأقلمها مع التكنولوجيا الجديدة البلدان التي أتمت إجراءات الحج كافة، متوجها بالتهنئة للمسئولين المكلفين بشئون الحج. كما اغتنم السيد/ مؤمن حسن بري، هذه الفرصة لحث الحجاج الجيبوتيين على تمثيل بلدهم خير تمثيل قائلا: «إنكم بمثابة سفراء لجيبوتي، فكونوا نماذج جديرة بالتقدير والاحتذاء في الصبر والتحمل والمساعدة البينية، ومد يد العون للنساء والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة». وفي الختام حض وزير الشئون الإسلامية الحجاج الجيبوتيين مجددا على التقيد والالتزام بالتوجيهات والإرشادات الصادرة من السلطات المختصة، وتقديم صورة رائعة عن بلادهم، جمهورية جيبوتي. بدورهم، اعتبر أصحاب الفضيلة العلماء توعية الحجاج بأنها أساسية للغاية لتحقيق فهم صحيح وتنفيذ سليم لشعائر الحج، مما يسهم في تجربة حج ممتازة ومرضية لهم. وفي معرض حديثهم عن أهمية الركن الخامس من أركان الإسلام، أكدوا أن من أهم مقاصد هذه العبادة العظيمة، تحقيق التوحيد والإخلاص لله عز وجل، فضلا عن التأكيد على روح المساواة بين الناس، وتربية المسلم على الدقّة والانضباط. من جهتهم، دعا كل من مدير الشؤون الإسلامية، السيد/ إسماعيل حسن روبله، ومدير إدارة الأقاليم، السيد/ إبراهيم إسماعيل إلى الالتزام بالتوجيهات والإرشادات الخاصة بالحج لتحقيق تواصل سلس وفعال بين الحجاج والجهات الرسمية، مما يساعد في تسهيل أي إجراءات ضرورية وتقديم الدعم في حالات الطوارئ. كما أوضحوا أن على الحجاج التحضير بشكل جيد قبل السفر، بما في ذلك التأكد من الصحة البدنية والنفسية واكتساب المعرفة اللازمة حول مناسك الحج، فضلا عن التحلي بالصبر والتحمل والتواضع خلال أداء المناسك والتعامل بشكل مناسب مع أي تحدٍ قد يواجههم، إضافة إلى تجنب المخالفات والتصرفات السلبية. يُشار إلى أن السلطات السعودية تقوم بصورة سنوية بتصميم لوائح وخطط عملية لضمان سلامة الحجاج، تشمل على سبيل المثال، قواعد المرور وتنظيم التدفقات المرورية لتجنب الحوادث، مما يساعد في الحد من الفوضى والازدحام غير المرغوب. من جهتها، أشارت الطبيبة فتحية حسين إلى أن الإرشادات الطبية للحجاج تعتبر أمراً بالغ الأهمية، لكونها تهدف إلى ضمان سلامة الحجاج وحمايتهم من الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تواجههم أثناء أداء فريضة الحج. وأضافت قائلة «ينبغي على الحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو الذين يعانون من أمراض القلب أو الكلى تناول الأدوية بانتظام واستشارة الطبيب قبل مغادرة البلاد». كما حذرت الدكتورة فتحية حسين عثمان من مغبة إرسال أشخاص يعانون من الأمراض العقلية إلى الديار المقدسة، طلبا للعلاج وأخيرا اغتنمت هذه الفرصة لدعوة الحجاج الجدد إلى التزود بالأدوية اللازمة والتي تكفيهم لمدة شهرين، وكذلك الإكثار من تناول مياه الشرب في موسم الحج بالنظر إلى الحرارة المرتفعة في المشاعر. تجدر الإشارة إلى ان وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، اتخذت كافة الترتيبات لتمكين الحجاج الجيبوتيين من أداء فرضة الحج هذا العام في أجواء مواتية.