شارك رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد في أعمال الدورة الأولى للقمة الكورية الإفريقية، والتي اختتمت فعالياتها يوم أمس الأربعاء بمدينة إلسان بضاحية العاصمة الكورية سيول. وكانت القمة قد انطلقت يوم أمس الأول الثلاثاء تحت شعار:”المستقبل الذي نصنعه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن“، وذلك بحضور وفود تمثل أكثر من 48 دولة إفريقية. وكرست القمة لمناقشة قضايا مختلفة منها تعزيز التعاون الاقتصادي من أجل النمو المشترك، وتطوير البنية التحتية الصناعية وتحقيق التحول الرقمي، وإنشاء نظام للاستجابة المشتركة للتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي وأزمات المناخ. وفي كلمته في افتتاح القمة، أعرب رئيس الوزراء عن شكره لحكومة وشعب كوريا الجنوبية على حفاوة الترحيب وحسن الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق له منذ وصولهم الى البلاد.

وأشار إلى أن هذه القمة التي تنعقد تحت «المستقبل الذي نبنيه معا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن»، تشهد على التصميم المشترك القوي بين كوريا الجنوبية وأفريقيا على الارتقاء بالتعاون بينهما إلى مستوى جديد. وأضاف « اليوم، تضع أفريقيا نفسها كشريك مهم للعالم، ووفقا للخبراء المطلعين، تعد أفريقيا، أكثر من أي قارة أخرى، موطنا لأصغر السكان سنا وتتمتع بأكبر الإمكانات غير المستغلة، وتحافظ على معدلات عالية من النمو الاقتصادي وتحتوي على احتياطيات وفيرة من المعادن الضرورية للثورة الصناعية الرابعة. وإن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) يسلط الضوء على ظهور القارة كسوق موحدة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 3.4 تريليون دولار. ومن ناحية أخرى، فإن التصدي للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والاستقرار الدولي يتطلب التزاما وتضامنا مشتركا وملموسا. وأنا على قناعة بأن كوريا الجنوبية سوف تستكشف خلال هذه القمة الحلول المناسبة مع أفريقيا، الشريك القيم في مواجهة هذه التحديات المشتركة، بهدف تعزيز التنمية المستدامة، وذلك على ضوء رغبة كوريا في لعب دور حاسم في ديناميكية النمو الاقتصادي العالمي وفي تحقيق طموحها لأن تصبح دولة محورية عالمية». وأردف رئيس الوزراء «إن كوريا الجنوبية، التي ارتقت بجهودها الدؤوبة إلى المرتبة التي تحتلها اليوم، ليس لديها ماض استعماري، وهي بذلك قادرة على تقديم دروس قيمة للدول الأفريقية على طريق الرخاء. ولذلك فإنها تضع نفسها في موقع متميز لإقامة روابط خاصة يمكن أن تكون بمثابة مصدر إلهام للتنمية الاقتصادية للقارة السمراء. ومن المؤكد أن تقاسم تجربتها التنموية الفريدة سيكون موضع ترحيب في ظل الرغبة الحقيقية في التعاون من جانب أفريقيا الناشئة». ومضى قائلا» لقد أقام بلدي، جمهورية جيبوتي، علاقات تعاون مثمرة للغاية مع كوريا الجنوبية، لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والتجارة ومكافحة القرصنة. ونحن نعمل على تمكين الطرفين من تعزيز هذا الشعور بالتضامن وتشكيل مستقبل من الرخاء المشترك المستدام كشركاء متميزين وتوسيع تعاوننا ليشمل مجالات أخرى ذات أولوية مثل التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الأزرق وتغير المناخ. ولا يمكن تحقيق التعاون إلا إذا كافحنا بفعالية ضد الإرهاب والقرصنة في منطقتنا». وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء إلتزام جمهورية جيبوتي الكامل بأهداف القمة الكورية-الإفريقية متعددة الأطراف وبإعلانها المشترك. لقاءات على هامش القمة هذا والتقى رئيس الوزراء على هامش القمة، نظيره الكوري الجنوبي السيد/ هان داك سو، وتمحورت المباحثات خلال هذا اللقاء حول تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ضمن إطار القرارات المتخذة في الإعلان الختامي للقمة. وشكر رئيس وزراء كوريا الجنوبية الحكومة الجيبوتية على الدعم الذي قدمته جيبوتي لمرشحي بلاده لتولي مناصب في المنظمات الدولية، وكذلك على إدانتها لنشر الصواريخ الكورية الشمالية، وطلب مجددا دعم جيبوتي لترشح كوريا الجنوبية في الانتخابات المقرر إجراؤها هذا العام لمجلس حقوق الإنسان في الفترة 2025 - 2029. كما التقى رئيس الوزراء على هامش القمة كلأ من رئيس المفوضية الأفريقية السيد/ موسى فكي، ورئيس جمهورية ساحل العاج السيد/ الحسن واتارا، ورئيسة تنزانيا السيدة/ سامية سولوهو، وتركزت المحادثات خلال هذه اللقاءات على مستجدات الأوضاع في المنطقة، سيما الأزمة السودانية، وتأييد بلدان هؤلاء القادة لترشح جيبوتي لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.