مُمثلاً جمهورية جيبوتي، شارك وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، السيد/ مؤمن حسن بري، في أشغال الدورة الرابعة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، الذي عُقد في العاصمة المصرية القاهرة يومي الثاني والثالث من يوليو الجاري، وبرفقته المدير العام لمعهد الوسطية والثقافة من أجل السلام، السيد/ ألسلي أحمد عبد الله. وجمع المنتدى الذي انعقد تحت عنوان «إفريقيا في عالم متغير… إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية»، أكثر من 400 مشارك رفيع المستوى لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه إفريقيا. وقد افتتح المنتدى من قبل وزير الخارجية المصري، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء ووفود رفيعة المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السلام والأمن. واستهدفت النسخة الرابعة من المنتدى إلى المساهمة في صياغة رؤى إفريقية محددة من خلال حوارات بناءة وتبادل للخبرات والدروس المستفادة بما يساهم في بلورة استجابات شاملة لمواجهة التحديات ذات الطبيعة المتشابكة والمعقدة التي تواجهها القارة مع مراعاة مبدأ الملكية والوطنية وخصوصية السياقات، واتساقاً مع أجندة الاتحاد الإفريقي ٢٠٦٣ وأجندة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة. وتزامن انعقاد هذه النسخة مع الذكرى العشرين لتأسيس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، مما استلزم مناقشة الأولويات والإجراءات اللازمة لتوسيع نطاق الحلول الأكثر فعالية التي تراعي خصوصية السياقات الأفريقية، وتعمل على إدماج المرأة والشباب في مواجهة تحديات السلم والأمن وتتبنى النُّهُج المتكاملة لمعالجة الأزمات المعقدة التي تواجه القارة الإفريقية، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز وتفعيل العلاقة بين السلام والتنمية. وسلط وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، أثناء المناقشات التي أدارها مركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وبناء السلام، الضوء على التحديات الخاصة التي تواجهها منطقة القرن الإفريقي، نظراً لموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر والهشاشة المستمرة في المنطقة. وأكد السيد/ مؤمن حسن بري أن النزاعات والعنف تعيق جهود التنمية المستدامة وبناء السلام، مما يستدعي تبني نهج شامل ومتكامل. ملفتا في ذات الوقت إلى الدور المحوري الذي تضطلع به جيبوتي لترسيخ دعائم السلام والاستقرار في المنطقة. كما أوضح أنه رغم هذا السياق الصعب، تبرز جيبوتي كواحة للسلام وكفاعل إقليمي رئيسي في الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية تحت القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، ودعا إلى استراتيجية شاملة ومتكاملة ترتكز على السلام والتماسك الاجتماعي، مجددا التزام جيبوتي بدعم جهود السلام والتنمية في القارة السمراء». ويعدُّ منتدى أسوان منصة رفيعة المستوى تجمع الأطراف الفاعلة من الحكومات وقادة المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لمُناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية وطرح مقاربات شاملة ومبتكرة للتصدي لها، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين. تجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة من المنتدى شكَّلت فرصة لإطلاق عدة مبادرات مهمة من أبرزها، تبني حلول متكاملة للسلام والأمن والتنمية، بهدف معالجة الأسباب الجذرية للصراعات في إفريقيا، وإنشاء شبكة إفريقية لمكافحة الإرهاب لتعزيز التصدي للتهديد المتطرف في القارة. كما يجدر بالذكر الإشارة إلى أن مشاركة جيبوتي في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، أتاحت تأكيد التزامها بالسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا.