اختتمت يوم الجمعة الماضي في فندق كمبنسكي بلاس ، اعمال الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، والذي استضافته جيبوتي يومي الخميس والجمعة الماضيين، وذلك بمشاركة ممثلين عن أكثر من 20 دولة ومنظمة إقليمية والدولية. وفي كلمته خلال افتتاح الاجتماع، قال وزير التعليم العالي البحث ، وزير خارجية جيبوتي بالإنابة، الدكتور نبيل محمد أحمد،

إن السودان «يشهد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم»، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب في البلاد. ودعا المجتمعين الإقليمي والدولي إلى بذل الجهود وتضافرها لوقف الحرب المدمرة في السودان. وأكد الوزير أهمية مواصلة المساعي التي بدأت على منبر جدة، لإنهاء الحرب من خلال مواكبة المبادرات الأخرى للوصول إلى حل ينهي الأزمة. كما أكد التزام جيبوتي التي ترأس الدورة الحالية لمنظمة «الإيجاد» بالعمل بشكل وثيق مع كافة المبادرات المقترحة التي من شأنها إنهاء القتال في السودان ومعالجة الوضع الإنساني الصعب. وبعد عودته من فرنسا ، ترأس أعمال اليوم الثاني لهذا الاجتماع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمود علي يوسف. ووصف الوزير يوسف الوضع الإنساني في السودان بالخطير للغاية، مؤكداً على ضرورة التحرك الجماعي والفوري لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، لافتاً إلى أن السودان يواجه حالياً خطر الانهيار إن لم تتضافر الجهود لإنقاذه. وحذّر المشاركون في ختم الاجتماع من تداعيات الأوضاع الإنسانية والأمنية المعقدة هناك، داعين إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوار سياسي سوداني شامل، واستعادة السلام والاستقرار في البلاد. ورحب الاجتماع بالمبادرة الأميركية لرعاية مفاوضات بين طرفي القتال، معتبرا المحادثات غير المباشرة التي اختتمت مؤخرا في جنيف للأطراف السودانية المتحاربة «خطوة مشجعة لاستكشاف سبل المساهمة في تخفيف معاناة السكان المدنيين في السودان». وعبّر البيان الختامي للاجتماع عن «القلق العميق إزاء الانتهاكاتوالتجاوزات المستمرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حالات العنف الجنسي والتقارير عن الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي للمدنيين»، ودعا إلى إجراء تحقيقات ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات والتجاوزات. كما أكد «أهمية اتباع نهج منسق متعدد الأطراف في السعي إلى تعزيز جهود السلام من خلال تضافر الجهود نحو مفاوضات وقف إطلاق النار والحوار السياسي وحماية المدنيين، ومعالجة الوضع الإنساني المتردي». وشدد البيان على التزام الأطراف المشاركة بتكثيف التنسيق والتعاون بين المؤسسات المتعددة الأطراف والأعضاء الحاضرين الذين يرعون المبادرات الرئيسية التي تهدف إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوار سياسي سوداني شامل، واستعادة السلام والاستقرار في السودان. وكشف البيان الختامي عن مؤتمر متابعة يعقد في سبتمبر المقبل بنيويورك، لمتابعة التعهدات الإنسانية والعملية السياسية ومنتدى المجتمع المدني لاحقًا للمؤتمر الدولي الإنساني الدولي للسودان ودول الجوار الذي عقدته فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في 15 أبريل الماضي في باريس.