قدَّمت جمهورية جيبوتي يوم الاثنين الماضي، الموافق الـ29 من يوليو المنقضي، ملف ترشيح وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد/ محمود علي يوسف، لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وقام بتقديم ملف الترشيح إلى المستشار القانوني للمفوضية، سفير بلادنا في أديس أبابا، ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، السيد/ عبدي محمود هيبي. ويعدُّ السيد/ محمود علي يوسف، الذي يشغل منصب وزير الشئون الخارجية منذ العام 2005، لاعباً أساسياً في مبادرات السلام الأمن في منطقة القرن الأفريقي، خاصة من خلال مشاركته في حل الأزمات في دول من قبيل السودان والصومال وجنوب السودان. وتتطلب العملية الانتخابية تقديم الدول لملفٍ يتضمن السيرة الذاتية للمرشح وبيان يوضح رؤيته لكيفية تحقيق أجندة التحول للاتحاد الإفريقي والتصدي للتحديات التي تواجهها القارة، وقد حُدد الموعد النهائي لتقديم الترشيحات الإقليمية لمفوضية الاتحاد الإفريقي في موعد أقصاه 6 أغسطس 2024. وتلعب مفوضية الاتحاد الإفريقي، الجهاز التنفيذي والإداري للاتحاد الإفريقي، دورًا رئيسيًا في تنفيذ القرارات التي يتخذها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 55 دولة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الترشيحات تأتي في وقت حاسم للمنظمة القارية، التي تستعد لتجديد قادتها. وسيكون على الرئيس القادم لمفوضية الاتحاد الإفريقي مهمة توجيه المنظمة عبر تحديات معقدة، بدءًا من تعزيز التكامل الاقتصادي إلى إدارة الأزمات السياسية والأمنية في القارة. ويحظى ترشيح السيد/ محمود علي يوسف بدعم العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، التي ترى فيه قائداً محنَّكاُ قادرا على تحقيق رؤية الاتحاد لأفريقيا متكاملة، مزدهرة، ومسالمة. ويُنظر إلى خبرته والتزامه بالتعددية من العوامل الأساسية التي من شأنها أن تـعزز فعالية وتأثير المنظمة على الساحة الدولية. منذ استقلالها في عام 1977، كانت جيبوتي دائمًا عضوًا نشطًا في الاتحاد الإفريقي، ولعبت دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، وظلت مدافعة قوية عن التعاون الإفريقي. جدير بالذكر أن ترشيح رئيس الدبلوماسية الجيبوتية لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي يأتي في إطار هذا التقليد من الدبلوماسية الفعالة والبحث عن حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية.