على الرغم من البيئة الاقتصادية الدولية المضطربة التي اتسمت بالتوترات الجيوسياسية وارتفاع حاد لتكاليف النقل، سجلت الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة في جيبوتي أداءً مميزًا في عام 2023، حيث ارتفعت الإيرادات الجمركية بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق. وأضحى السياق الدولي معقدًا بشكل خاص في عام 2023، جراء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط، مما زاد من الصعوبات المتعلقة بالتجارة العالمية، وأدت هذه الأزمات بالتالي إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري والتأمين، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في أسعار المنتجات النفطية والغذائية. ورغم هذه التحديات، ارتفعت الإيرادات الضريبية بنسبة 2.08%، وهي نتيجة متواضعة لكنها إيجابية. ويعود هذا الارتفاع إلى حدٍ ما لأداء بندَي الضرائب غير المباشرة الرئيسيين: ضريبة الاستهلاك الداخلي (TIC) وضريبة القيمة المضافة (TVA)، حيث سجلت الأولى زيادة بنسبة 4% مقارنة بعام 2022، بينما شهدت ضريبة القيمة المضافة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.62% نظرا لزيادة حجم البضائع المعفاة من هذه الضريبة. أما الإيرادات غير الضريبية فقد شهدت ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 702.24%، ما يعادل 2,323,499,869 فرنك جيبوتي. ويُفسر هذا الارتفاع الهائل في الإيرادات غير الضريبية جزئيًا بتأثير ارتفاع أسعار النفط على قاعدة فرض الضرائب على المنتجات المكررة، رغم أن الرسوم المفروضة على المنتجات النفطية شهدت انخفاضا كبيرا بسبب ارتفاع أسعار النفط للبرميل الواحد. ويُعدُّ عام 2023 أول عام منذ 2020 يسجل انخفاضًا في ضريبة القيمة المضافة، وهو مؤشر على التأثير المستمر لأزمة كوفيد-19 على الاقتصاد العالمي، فيما ساهمت الجهود المتزايدة لمكافحة الواردات غير القانونية وتقلبات أسعار النفط في تحسين الإيرادات الضريبية رغم الأوضاع الاقتصادية الدولية المعقدة. وأظهرت الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة مرونةً كبيرة في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية، حيث قامت بتكييف سياساتها الضريبية والمالية للحفاظ على أداء قوي في أوقات الأزمات.