عبر وزير الإعلام المكلف بالبريد والاتصالات، السيد/ رضوان عبد الله. بهدون، عن «حزنه العميق» في وفاة السيد/ عمر علي عجه، مدير إدارة الأخبار في إذاعة وتلفزيون جيبوتي (RTD).
ووصف الوزير رحيله بأنه خسارة كبيرة للأمة، حيث فقدت البلاد مهنياً متمرسا كان لتفانيه والتزامه المستمر أثر كبير في تاريخ الإعلام الجيبوتي.
وقال وزير الإعلام في بيان صدر مساء يوم أمس الأحد: «لم يكن الإعلامي عمر علي عجه مجرد صحفي متمرس، بل كان رمزاً بارزاً في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقد تميز بانضباطه ونزاهته في مجال عمله».
وأضاف: «من خلال موهبته واحترافيته، استطاع أن يكتسب احترام زملائه ومرؤوسيه وكافة المجتمع الإعلامي».
وفي هذه اللحظات الحزينة، توجه وزير الإعلام بخالص تعازيه وصادق مواساته، باسمه الشخصي وباسم منسوبي الوزارة، إلى أسرة الفقيد وأقاربه وجميع منتسبي RTD.
وقال: «نشارككم الألم ونعرب لكم عن دعمنا وتضامننا»
وانتقل الإعلامي المخضرم، عمر علي عجه، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز وضع خلالها بصمته على فضاء الصحافة المرئية والمسموعة على وجه الخصوص، ليل الخميس على الجمعة، إلى جوار ربه، لتنطوي برحيله صفحة مشرقة تحكي سيرة رجل كرَّس حياته وجهده لخدمة الهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.
وفاة هذه القامة الكبيرة تمثل صدمة كبيرة، إذ خسر المشهد الإعلامي بذلك أحد أبرز رموزه المؤثرة، لاسيما وأن الصحفي القدير عمر علي عجه تميز عن زملائه بجودة فكرية عالية وحرص شديد على العمل، فضلا عن التزامه الثابت بميثاق الشرف والقيم الأخلاقية التي لا تنفصل عن مهنة الصحافة. وقد حاز المتوفى -بفضل حسه العميق بالتواصل البشري الذي جعله أكثر تأثيراً، ناهيك عن تواضعه وطيبته- محبة كبيرة في جميع الأوساط، بدء من الأقرباء وانتهاء بالأصدقاء الذين أحسوا من أعماق قلوبهم بالحزن والأسى إثر سماع خبر وفاته رحمه الله تعالى. كان أن هذا الصحفي المحترف من جهة أخرى، من ضمن أولئك الذين يفضلون العمل بتفان وإتقان في الظل على الضوء، حيث قضى أربعين عاماً من الخدمة في نفس المؤسسة، أي إذاعة وتلفزيون جيبوتي .
(RTD) قبل أن يقتحم مجال الصحافة، بدأ المرحوم عمر علي عجه مسيرته المهنية في السلك التعليمي، كمعلم شغوف،سعى لغرس القيم النبيلة في نفوس الشباب، قيم ظل يحملها طوال حياته.
لم يتوقف المرحوم أبداً عن التعليم حتى بعد أن غادر قاعات التدريس إلى استوديوهات هيئة الإذاعة والتلفزيون، إذ كان كل تقرير يعدُّه وكل كلمة ينطق بها تحمل بصمة ذلك المعلم في أعماقه. كان دائماً في الصفوف الأمامية، يوجه، ويوجه، ويحمي، وقد تقلد مناصب عديدة حتى ارتقى إلى مساعد المدير العام المكلف بالأخبار.
عمر علي عجه كان على مدار تلك العقود بمثابة اليد الثابتة التي تربّت على كتف فرق العمل، والنظرة الصادقة التي تقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، حتى في أصعب اللحظات، كما كان لهم بمثابة العمود الفقري الذي يستندون إليه لمعالجة المواضيع الصحافية، حيث لا تكون النزاهة والمسؤولية خيارا بل واجبا مقدسا. برحيلها المفاجئ، تكون هذه الشخصية الوطنية، قد تركت فراغاَ هائلا، فراغ ستشعر به عائلته وزملاؤه وأصدقاؤه في محيط العمل وخارجه.
رحل عمر علي عجه عن دنيانا، ، لكن صدى صوته سيظل يتردد دوماً عبر أثير الإذاعة والتلفزة الوطنية. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.