على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة-خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الأمريكية- التحديات التي تواجه جيبوتي والعقبات التي تعترض طريق التنمية المستدامة، مؤكداً بقوة عزم بلادنا على المضي قدماً في مسيرتها للوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق تطلعات وآمال الشعب.

 وأضاف السيد/ محمود علي يوسف قائلا «إن أهداف التنمية المستدامة هي في صميم استراتيجيتنا.

ومع ذلك، فإن النتائج المحققة حتى الآن لا تلبي التوقعات». ملفتا إلى أن هذا اعتراف مرير تشترك فيه العديد من الدول النامية.

واعتبر رئيس الدبلوماسية الجيبوتية ومرشح البلاد لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي نقص الموارد المالية أحد أكبر العقبات أمام تحقيق هذه الأهداف، متسائلا «كيف يمكن بناء مدارس ومستشفيات وتطوير اقتصاد أخضر عندما تكون الأموال شحيحة؟

وأوضح السيد/ محمود علي يوسف من جهة ثانية أن المشكلة ليست فقط في الموارد في ظل حالة الفوضى التي تسود العالم، مؤكدا أن الصراعات، والحركات الإرهابية التي تمزق منطقة الساحل، والاستقطاب بين القوى الكبرى، تشكّلُ عوامل تعرقل مسار التنمية الطبيعي، ومن ثم فإن وعود أهداف التنمية المستدامة تتبخر وسط أزمة عالمية.

وأردف بالقول «ومع ذلك، فإن جيبوتي لا تستسلم...لا نقول إننا سنحقق ذلك غداً، لكننا نعمل على تحقيقه».

وتعليقاً على العلاقات الجيبوتية الصينية الممتدة لنحو45 عاما،

أشار وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي إلى أن شراكة جيبوتي مع جمهورية الصين الشعبية أخذت بُعداً جديداً خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أضحت بلادنا الآن لاعباً رئيسياً في مبادرة الحزام والطريق الطموحة، وهي مشروع ضخم يربط آسيا بأفريقيا عبر شبكة من البنى التحتية.

وقال في هذا الصدد: «لقد وقَّعنا اتفاقية دفاعية مع الصين، كما أن بكين تمول مشاريع البنية التحتية الكبرى في جيبوتي، مما يجسد عمق التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين».

وأفاد بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله إلى بكين عززت هذا التحالف، حيث ارتقت العلاقات إلى مرتبة الشراكة الإستراتيجية.

قائلا «يرمز هذا الاتفاق الجديد إلى 45 عامًا من الصداقة والدعم المتبادل».

 وخلال هذه المقابلة التلفزيونية، ندد السيد/ محمود علي يوسف بالواقع المؤلم الذي يواجه القارة الأفريقية، كما أدان بشدة تردد القوى الكبرى في مواجهة الأزمات الأفريقية، مقارنة بالاهتمام الكبير الذي يُمنح لصراعات مثل الأزمة الأوكرانية.

وأضاف في هذا السياق قائلاً: «كل الدعم، سواء المالي أو العسكري، يُوجه إلى أوكرانيا، بينما تظل نداءات الاستغاثة من غزة أو السودان دون إجابة».

وفي هذا التجاهل البارد، تكافح أفريقيا، ضحية نظام عالمي لا يعير سوى القليل من الاهتمام لمعاناتها.

ولمعالجة هذا الظلم التاريخي، تدعو جيبوتي، إلى جانب دول أخرى في القارة، إلى إصلاح عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وصرّح رئيس الدبلوماسية الجيبوتية في هذا الإطار قائلاً: «نطالب بمقعدين دائمين لأفريقيا، مع حق النقض (الفيتو)»، وإن هذه المطالبة ليست مجرد طلب اعتراف، بقدر ما هي تعويض عن عقود من الظلم».