تعتبر المواقع الأثرية من الكنوز الثقافية التي تعكس تاريخ الشعوب وتراثها الغني، فهي تحكي قصص الحضارات القديمة، وتساهم في فهم تطور المجتمعات عبر الزمن، ومن خلال دراسة النقوش، والمباني، والأدوات المستخدمة، يمكن للباحثين استكشاف جوانب الحياة اليومية، والعقائد، والنظم الاجتماعية التي سادت في فترات معينة.
وبفضل الحفاظ على هذه المواقع وتطويرها، يمكن للمجتمعات الاستفادة من قيمها الثقافية والاقتصادية على حد سواء، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة.
من هذا المنطلق، قادت وزيرة الشباب والثقافة، الدكتورة/ هبو مؤمن عسووه، وفدًا رسميًا إلى ناحية مكاراسُو في منطقة تجوره، وتحديدًا موقع أبورما (Abourma) التاريخي.
وضم الوفد كلاً من رئيس المجلس الإقليمي في تجورة، السيد/ عمر حسين، والنائبة البرلمانية أمّة محمد، ومساعد الوالي السيد/ حبيب جيلاني، والعقيد علي شحم، وممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» السيدة/ إدِل موسى، بالإضافة إلى باحثين من المركز الإقليمي للدراسات والتنمية، ومسئولين رفيعي المستوى من الوكالة الوطنية لتنمية الثقافة التابعة لوزارة الشباب والثقافة.
ويعدُّ موقع أبُورما، الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، واحدًا من أهم المواقع الأثرية في شرق إفريقيا، وهو يحتوي على نحو 3 كيلومترات من النقوش الصخرية التي تعكس تنوع الثيمات المتعلقة بثراء الموارد الطبيعية القديمة من حيوانات ونباتات، بالإضافة إلى التنظيم الاجتماعي والحياة الرعوية التي سادت في الماضي.
من خلال هذه الرحلة الاستكشافية، أرادت الوزيرة هبو مؤمن عسووه الاطلاع عن قرب على الثروة الكامنة في الموقع تمهيدًا لتقديم الترشيح الثالث لجيبوتي إلى سجل التراث العالمي لليونسكو.
ويهدف هذا الترشيح إلى تسريع وتيرة عملية المحافظة على الموقع المذكور ودعمه عن طريق الدراسات العلمية والأكاديمية المرتبطة به.
وتجدر الإشارة إلى أن المواقع الأثرية تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد المحلي من خلال السياحة الثقافية، حيث تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تنمية المجتمعات المحيطة بها عبر توفير فرص العمل وتحسين البنية التحتية.
كما تسهم في تشجيع الأبحاث والدراسات الأكاديمية، مما يعزز المعرفة الإنسانية.