أقام السفير الجزائري لدى جيبوتي الدكتور محمد ناصر بساقلية، يوم الاثنين الماضي حفل استقبال في فندق كمبنسكي،بمناسبة تخليد الذكرى الـ70 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية في الفاتح من نوفمبر 1954 تحت شعار: «نوفمبر المجيد وفاء وتجديد».

وذلك بحضور رئيس الجمعية الوطنية السيد/دليتا محمد دليتا،وعدد من أعضاء الحكومة بينهم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/مؤمن حسن بري، ووزير التعليم العالي والبحث الدكتور نبيل محمد أحمد، ووزير الصحة الدكتور احمد روبله عبدالله، ورؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدي بلادنا، وممثلي المنظمات والهيئات الأممية، فضلا عن أعضاء البعثة الجزائرية، وعدد آخر من كبار الشخصيات المدنية والعسكرية ورجال المال والأعمال، والإعلاميين،ومدعوين آخرين.

وفي مستهل هذا الحفل عزف النشيد الوطني للبلدين الشقيقين، جمهورية جيبوتي والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

وفي كلمته بالمناسبة، قال وزير الشؤون الإسلامية:» يطيب لي ان أشارك اليوم في هذا الحفل الكريم الذي تنظمه سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في جيبوتي، احتفاء بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة عام 1954 ، التي ألهمت العالم برمزيتها وبطولاتها .

وبهذه المناسبة التاريخية ، يسرني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن حكومة جمهورية جيبوتي ، ان ارفع اصدق التهاني لسعادة السفير الدكتور محمد ناصر ، ولأعضاء البعثة الدبلوماسية والجالية الجزائرية في جيبوتي .

ونتمنى للشعب الجزائري دوام النجاح والازدهار ، وان يواصل مسيرته نحو التقدم والرقي.

وأشاد الوزير بمستوي العلاقات والتعاون المتميز القائم بين البلدين الشقيقين. وتابع بالقول « ان العلاقات الأخوية المتينة بين بلدينا تمثل نموذجا للتعاون البناء، تحت القيادة الحكيمة لكل من فخامة الرئيس السيد/ إسماعيل عمر جيله، وأخيه فخامة الرئيس السيد/ عبد المجيد تبون، وتستند الى رؤى مشتركة على الصعيدين الدولي والإقليمي، خاصة من خلال الدور الفعال الذي يضطلع به البلدان ضمن جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي .

وأضاف السيد الوزير قائلا «وفي هذه المناسبة الغالية،نؤكد حرصنا على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة .

كما نعول علي دور متميز سيلعبه سعادة السفير الدكتور محمد ناصر في ترسيخ هذه العلاقات من خلال تواصله الدائم ومشاوراته البناءة ، بما يعزز التوجهات المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن والاستقرار لما فيه خير البلدين وشعبيهما».

كما اغتنم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف هذه السانحة للتذكير بدعم مرشح جيبوتي لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمود علي يوسف الذي يعتبر الأجدر والأفضل لهذه المنصب، بفضل خبراته الدبلوماسية الواسعة والمشهود لها.

وأعرب عن تطلع بلادنا لدعم الجزائر الشقيقة لمرشحها، مثمنا في ذات الوقت جهود السفير محمد ناصر بساقلية المؤمل بهذا الخصوص. وانهي معالي السيد /مؤمن حسن بري، كلمته بالقول «في الختام ، نجدد التهاني الحارة لجمهورية الجزائر الشقيقة وسعادة السفير وأعضاء السفارة في جيبوتي بمناسبة إحياء هذه الذكرى العظيمة التي مثلت نقطة تحول تاريخية مكنت الجزائر من أداء دورها الفاعل في الساحتين العربية والإفريقية وعلى الصعيد الدولي».

من جانبه القي السفير الجزائري الدكتور محمد ناصر بسقلية كلمة ضافية بهذه المناسبة،استذكر في مستهلها التضحيات الجسام التي بذلها الشعب الجزائري في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، وصراعه المرير من أجل استرجاع سيادته وكرامته، مؤكدا أن هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد مع شهداء الجزائر الأبرار وبطولاتهم واستلهام العبر من مآثرهم وتأكيد العزم على مواصلة مسار التشييد وبناء صرح الجزائر التي حلم بها من قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

 ونوه سعادة السفير الجزائري بمستوى وعمق العلاقات الثنائية التي تربط الجزائر بجيبوتي، وما تشهده على الدوام من تعزيز علاقات التعاون المتميزة؛ والروابط الأخوية المتجذرة في التاريخ؛ وقال السفير محمد ناصر بساقلية : «أهلا وسهلا بكم معنا في هذا الحفل البهيج الذي يصادف الذكرى السبعين لا ندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة 1954 ، اليوم التاريخي في الذاكرة الجزائرية الذي قرر من خلاله الشعب الجزائري وضع حد لتواجد الاستعمار الفرنسي بعد احتلاله لبلادنا 132 سنة.

وتابع «نحتفل بهده المناسبة لنقف تحية إجلال لشهدائنا الأبرار وكذا شهادة عرفان لكل من ناصر القضية الجزائرية العادلة،تواجدنا اليوم على أرض جمهورية جيبوتي الشقيقة يزيدنا فخرا بهذا الشعب المضياف والبلد الآمن في منطقة القرن الافريقي» .

واشاد السيد/ السفير بعلاقات البلدين الشقيقين وأضاف قائلا «إن العلاقات السياسية ممتازة بين الجزائر وجيبوتي والسلطات العليا في البلدين تعمل جاهدة على تعميقها وتجسيدها لتشمل كافة مجالات التعاون اقتصاديا ،تجاريا وثقافيا».

واستطرد «هناك عدة زيارات سجلت بين البلدين ويمكن ذكر البعض منها : من الجانب الجيبوتي -زيارة فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله،الى الجزائر في نوفمبر 2022، للمشاركة في القمة العربية رافقه فيها على وجه الخصوص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي صاحب المعالي السيد/محمود علي يوسف .

-زيارة الأمين لوزارة الشؤون الخارجية إلى الجزائر للمشاركة في الدورة التاسعة لملتقى وهران عالي المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا 7-9 ديسمبر 2022.. - زيارة السيد/ علي محمد أحمد ، مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية إلى الجزائر للمشاركة في منتدى مؤسسات المجتمع المدني من تعزيز العمل المشترك العربي المنعقد من 10 الى 15 سبتمبر 2022 بوهران . -زيارة وزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية إلى الجزائر من 12الى15 مارس 2023بدعوة من نظيره وزير الطاقة والمناجم الجزائري .

-زيارة السيدة مريم حمدو علي ، وزيرة منتدبة مكلفة بالاقتصاد الرقمي والابتكار الى الجزائر للمشاركة في المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة،التي احتضنته الجزائر في الفترة الممتدة من 05الى07ديسمبر 2023. -واحدث هذه الزيارات تلك التي قام بها السيد/ ديليتا محمد ديليتا ، رئيس الجمعية الوطنية الجيبوتية الى الجزائر في الفترة من 25 و 26 مارس 2024 ، للمشاركة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .

أما من الجانب الجزائري: -زيارة وزير التجارة إلى جيبوتي في سبتمبر 2022 كمبعوث خاص للسيد رئيس الجمهورية لتسليم رسالة الدعوة لفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله،لحضور القمة العربية بالجزائر (نوفمبر 2022). -زيارة رئيس مجلس المحاسبة إلى جيبوتي للمشاركة في اجتماع الدورة 58 للمنظمة الإفريقية لمؤسسات الرقابة العليا للمالية العامة المنعقدة من 11ألى 13أكتوبر 2022 بجيبوتي . -زيارة وفد برلماني مشترك من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني للمشاركة في المنتدى الوطني البرلماني الإفريقي حول خطة التنمية المستدامة جيبوتي من 5-7ديسمبر 2022.

كما استعرض الدكتور محمد ناصر في كلمته جانبا من التطور والنهوض والارتقاء الذي تشهده الجزائر، وأضاف قائلا» أريد ان أعرج الآن على الوضعية الحالية بالجزائر فهي مستقرة امنيا وعرف اقتصادها أشواطا ايجابية كبيرة في مختلف المجالات : -لقد حققت الجزائر خلال التسعة أشهر من السنة الحالية 41 مليار دولار من الصادرات بما فيها 3.5مليار دولار خارج المحروقات . -وحسب تقرير البنك الدولي ، تعتبر الجزائر أكبر دولة في إفريقيا وثالث أكبر اقتصاد عربي، وقد عادت إلى فئة الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى وفقا لتصنيف البنك الدولي في يوليو 2024. -خلال العقدين الماضيين ،حققت الجزائر تقدما ملحوظا في التنمية الاقتصادية والبشرية ،من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، وتبني سياسات اجتماعية قائمة على إعادة التوزيع مما زاد في تحسين مؤشرات التنمية البشرية.

ولقد اتخذت الحكومة خطوات لتعزيز الاستثمار الأجنبي والمحلي من خلال إصدار قانون جديد للمحروقات ورفع القيود على الملكية الأجنبية للشركات المحلية، واعتماد قانون استثمار جديد ، وإصدار قانون جديد للنقد والقرض» .

وتابع بالقول» وقد سمح برنامج الحكومة الصادر في سبتمبر 2021 الانتقال إلى نموذج نمو وتوظيف يقوده القطاع الخاص أولوية تنموية،من خلال الدعوة الى ترشيد الإنفاق العام وخفض الواردات، وزيادة الصادرات غير النفطية وتحسين بيئة الأعمال بشكل كبير، بما في ذلك إصلاح البنوك العامة والشركات المملوكة للدولة . -وصل ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى نسبة 3.8%في 2021،و 3.6%في 2022، 4.1%في 2023. - ثقافيا ، في هذه الأيام ، تجري فعاليات الدورة ال 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب الذي يدوم لغاية 16 نوفمبر بمشاركة أزيد من 1000دار نشر من 40دولة .

وقد تم اختيار دولة قطر كضيف شرف الطبعة الحالية . واختتم سعادة السفير كلمته بالقول «إني في الأخير واثق من أن أفاق العلاقات الجزائرية الجيبوتية واعدة، طالما أن هذه العلاقات متينة وقائمة على الأخوة والصداقة والإيمان بالمصير المشترك» .