وقَّع الهلال الأحمر الجيبوتي والوكالة الوطنية للأرصاد الجوية في يوم الخميس الماضي، اتفاقية تعاون تهدف إلى تعزيز استجابة البلاد لإدارة الأزمات المناخية.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار دمج الخبرة الإنسانية للهلال الأحمر مع البيانات الجوية الدقيقة التي توفرها الوكالة، ما من شأنه تحسين الاستجابة للكوارث الطبيعية والحد من تأثيراتها على المجتمعات المحلية.
ويسعى هذا التعاون إلى تعزيز التنبؤ بالكوارث المناخية، مما يساهم في توفير حماية أفضل للفئات السكانية الضعيفة من خلال استجابة إنسانية أكثر فعالية.
وقد أعرب المسئولون من كلا المؤسَّستَين عن ارتياحهم لتوقيع الاتفاقية، مؤكدين على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز قدرة المجتمعات الجيبوتية على التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.
كما شددوا على أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة التحديات البيئية العالمية من خلال العمل المشترك، مع تعزيز التكامل بين الخبرات الإنسانية والتقنيات الحديثة في مجال الأرصاد الجوية.
وأشاروا إلى أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار تعزيز التنسيق بين المؤسسات الوطنية المختصة بمواجهة التأثيرات السلبية لتغير المناخ، والتي تشمل موجات الحر، الفيضانات، والجفاف، التي تعاني منها المنطقة بشكل متزايد. ويتطلب تحقيق ذلك إيجاد بنية تحتية قوية ومستدامة، مع توفير الأنظمة والتقنيات الحديثة لمراقبة الظروف المناخية والتنبؤ بالكوارث بشكل مبكر. كما يستلزم الأمر تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني لضمان استجابة موحدة ومتكاملة، بما يقللُ الأضرار ويضمن توفير الدعم السريع للمتضررين.
وجدير بالذكر أن الهلال الأحمر الجيبوتي يعد أحد الركائز الأساسية في استجابة البلاد للأزمات الإنسانية، حيث يلعب دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الطارئة والإغاثية للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك تلك الناجمة عن تغير المناخ، ويوفر بالتالي خدمات طبية وإغاثية، فضلا عن الإسهام في تخفيف معاناة السكان من خلال تلبية احتياجاتهم الأساسية أثناء الأزمات، كما يركز الهلال الأحمر الجيبوتي على تعزيز الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع الأزمات المناخية والتقليل من آثارها، مما يجعله جزءًا أساسيًا في منظومة إدارة الأزمات الوطنية.
أما الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية في جيبوتي، فتتولى دورًا محوريًا في مراقبة وتوقع التغيرات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، وهو ما يساعد في اتخاذ تدابير وقائية مبكرة للتعامل مع المخاطر المناخية. وتقدم الوكالة - من خلال جمع وتحليل البيانات المناخية- معلومات دقيقة تسهم في تحسين استراتيجيات إدارة الأزمات والتخطيط للطوارئ. كما توجه إنذارات مبكرة للمجتمع المحلي والجهات المعنية، مما يعزز استعداد البلاد لمواجهة التحديات المناخية.