دشن رئيس الوزراء السيد/عبد القادر كامل، يوم الخميس الماضي في منطقة الكيلو 13، هيكلا جديدا بمركز الموارد والمهارات، يُعنى بتدريب الكوادر في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والموانئ، وذلك بحضور الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ووزيرة المرأة والأسرة، وزيرة التربية الوطنية والتكوين المهني بالإنابة السيدة/ منى عثمان آدن، ورئيس غرفة التجارة السيد/ يوسف موسى دواله، بالإضافة إلى عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى بلادنا، ومسئولين من القطاعين العام والخاص ولفيف من رجال الأعمال ومدعوين آخرين.يعد المرفق الجديد جزءا من مركز الموارد والمهارات، وتم إنشاؤه في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو مخصص لتدريب الكفاءات البشرية في المهن المرتبطة بمجالات النقل والخدمات اللوجستية والموانئ.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، وصف رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، تدشين المرفق الجديد، بأنه خطوة أخرى حاسمة يتم تسجيلها في مجال التزام الحكومة بتنمية وتعزيز رأس المال البشري، مؤكدا أن افتتاح هذا المركز ليس مجرد افتتاح لمبنى جديد، بل هو تحقيق لرؤية جماعية، وأشار إلى أن هذا المرفق الجديد سيلبي الحاجة الملحة للتدريب على المهارات القوية، لمواجهة تحديات المهن المينائية والخدمات اللوجستية والنقل، والتي تعتبر ركائز الاقتصاد الوطني.
وتابع قائلا: «إن الموقع الجيوستراتيجي الفريد لبلدنا هو ثروتنا، وطموحنا هو تحويله إلى فرصة، لضمان حصول الشباب الجيبوتي على المهارات اللازمة ليكونوا قادة الغد، ولا شك في أن هذا المركز يجسد رؤية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، الذي يضع التنمية البشرية في صميم التحول الذي تشهده جيبوتي من خلال تحفيز وتدريب جيل من الجيبوتيين المستعدين لمواجهة تحديات العالم الحديث.
وكما نردده دائما، فإن (الثروة الحقيقية لجيبوتي تكمن في كفاءة وإمكانات بناتها وأبنائها) وبالتالي فإن هذا المركز يجسد بشكل جوهري هذه القناعة ويعزز مسيرتنا الجماعية نحو أمة أقوى وأكثر مرونة».
وأكد رئيس الوزراء أن مركز الموارد والمهارات يشكل استجابة مباشرة لمتطلبات العصر الحديث، مضيفا بالقول في هذا السياق «إننا نواجه منافسة إقليمية متزايدة من جيراننا الذين يستثمرون أيضا في البنية التحتية لموانئهم ونحن نتصدى لهذا التحدي من خلال تعزيز ممرنا اللوجستي، والذي باعتباره امتدادا طبيعيا لموانئنا، يسمح لنا بربط الموارد البشرية والبنية التحتية والتكنولوجيات بشكل أكثر فعالية، إن شبابنا يتدربون اليوم على المهن التي تركز على المستقبل : علم البيانات، وتحليل بيانات الموانئ، والصيانة عالية الدقة، وغير ذلك من المهن الحديثة».
وبين أن التكنولوجيا الرقمية والابتكار والذكاء الاصطناعي لم تعد مفاهيم بعيدة المنال، بل أصبحت حقائق على الأرض تم دمجها بالفعل في مهن الغد ومن خلال هذا المركز، موضحا أنه من خلال هذا المركز، سيتم إعداد شبابنا لهذا التحول، وأن برنامج ترانسفورم الذي يعتبر أساس هذه المبادرة، يجسد رغبة الحكومة والجهات الفاعلة الأخرى في تزويد جيبوتي بالقوى العاملة المؤهلة، وذكر أنه بدعم من الغرفة التجارية والشركاء الدوليين مثل الاتحاد الأوروبي ووكالة التنمية الفرنسية، تم الوصول إلى مراحل متقدمة في هذا المضمار.
وأضاف في هذا الصدد قائلا «لقد تم حتى الآن تدريب أكثر من 3000 شاب وشابة بمعدل إندماج مهني يصل إلى 67%، وهذا رقم يشير إلى التأثير الحقيقي لهذه المبادرة.
واليوم، فإن مركز الموارد والمهارات (CRC) جاهز لاستقبال المزيد من الملتحقين بالتدريب، في هذه المباني الحديثة والمكيفة، بالقرب من ميناء دوراله متعدد المهام».
وأردف رئيس الوزراء قائلا: «لكي يستمر هذا المركز في لعب دور ريادي في تطوير المهارات الوطنية، من الضروري أن تلتزم الجهات الفاعلة المعنية بتعزيز دعمها له، سياسيا وتقنيا وإن نموذج إدارة هذا المركز هو مثال على التعاون الناجح بين القطاعين العام والخاص، وهو ما يسعدني.
ومن خلال توحيد جهود الوزارات المختلفة والغرفة التجارية والجمعيات المهنية، نضمن أن يظل التدريب ملائمًا ويتماشى مع احتياجات السوق.
إن هدفنا بسيط وهو: بناء جيبوتي قوية ومرنة، قادرة على المنافسة على الساحة الإقليمية والدولية». بدورها، عبرت وزيرة المرأة والأسرة ، وزيرة التربية الوطنية والتكوين المهني بالإنابة السيدة/ منى عثمان آدن عن سعادتها بتدشين مرفق تدريب الكوادر في مجال النقل والخدمات اللوجستية والموانئ الكائن بمركز الموارد والمهارات، وأشار إلى أن هذا المرفق يعتبر رافعة حقيقية للعمل والتشغيل تلبي احتياجات سوق العمل المتزايدة، وذكرت أيضا أن المركز سيقوم بتخريج الكثير من الموظفين المؤهلين في المهن المرتبطة بالموانئ، والنقل، والخدمات اللوجستية.
وأعربت الوزيرة منى عثمان آدن عن قناعتها بان هذا المركز، والمبادرات الأخرى التي تقودها الحكومة، ستسمح لجيبوتي بتعزيز مكانتها كمركز لوجستي بارز في أفريقيا، ودعت كافة الجهات الوطنية المعنية بالأمر وجميع الشركاء إلى دعم المركز بغية النهوض بدوره كلاعب رئيسي، وذلك تأكيدا على الالتزام الجماعي بمواصلة جعل التعليم والتدريب المهني ركيزة حقيقية للتنمية الوطنية. من جانبه، أشار رئيس الغرفة التجارية الجيبوتية إلى أن المركز الجديد المفتتح سيضمن الملاءمة بين احتياجات السوق وفرص التدريب، واصفا إياه بأنه مؤسسة فريدة من نوعها ونموذج للإدارة تجمع بين المؤسسات العامة والخاصة في رابطة مشتركة. وأوضح السيد/ يوسف موسى دواله أن هذا النموذج توافقًا دائمًا بين احتياجات السوق وعروض التدريب، مضيفا أن هذا البرنامج يتيح التآزر بين المؤسسات الحكومية والشركات القطاع العام لتحقيق مهمة مزدوجة وهي إعداد الشباب لمهن واعدة في المستقبل.