استضاف معهد الدراسات الدبلوماسية في جيبوتي، يوم الاثنين الماضي،مؤتمرا هاما حول القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.المؤتمر الذي حضره مسؤولون كبار من وزارة الشؤون الخارجية ،وممثلين لعدد من الوزارات الاخري بالإضافة إلى ممثلي عدد من المؤسسات والمنظمات،انعقد تحت رئاسة كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي، السيد/ محمود علي يوسف، وسفير دولة فلسطين في جيبوتي، دكتور رويد عادل أبو عمشه.

ركز المؤتمر على مناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وبالأخص في قطاع غزة الذي يعاني من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر من العام الماضي.

تم استعراض حجم الدمار الذي ألحقه العدوان بمرافق القطاع، وأسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى من المدنيين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والمرافق الخدمية الحيوية في غزة.

والايغال في سياسة الحصار والتجويع.وأكد المشاركون على أهمية تكثيف الجهود الدولية والعربية للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف العدوان وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وشددوا على ضرورة تعزيز التضامن العربي والإسلامي والدولي لدعم القضية الفلسطينية.

وفي مداخلة له لدي افتتاح هذا المؤتمر أدان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق باسم الحكومة ، السيد /محمود علي يوسف، القتل الممنهج والمجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، واصفًا هذه الأفعال بأنها «جريمة حرب» تتناقض مع المواثيق والحقوق الإنسانية والدولية.

وأكد أن جيبوتي تقف بشكل كامل ومستمر إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة ستظل ثابتة.

كما جدد الوزير تأكيده على الموقف الثابت لجمهورية جيبوتي في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معبرًا عن تأييد جيبوتي الكامل لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وفي ختام مداخلته، دعا إلى تكاتف المجتمع الدولي بشكل أكبر لوقف المجازر في غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفي كلمته خلال المؤتمر، استعرض السفير الفلسطيني في جيبوتي، دكتور رويد عادل أبو عمشه، المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء العدوان المستمر، مشيرًا إلى الأعداد الكبيرة من الشهداء والمصابين في غزة، مؤكدًا على الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.

وأضاف قائلا « إنه لشرف عظيم لي أن أشارككم في هذا المؤتمر الهام حول الأوضاع الراهنة في فلسطين ، في وقتٍ تمر فيه قضيتنا الفلسطينية بمنعطفات صعبة وتحديات متزايدة.

وأشار إلى أن إن ما نشهده اليوم من تصعيد في الضفة الغربية وحرب ابادة جماعية في قطاع غزة، ومن محاولات تهويد القدس، ومن استمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، إنما هو جريمة حرب فادحة لا يمكن السكوت عنها.

مؤكدا على أن الإرادة القوية والعزيمة للشعب الفلسطيني لا تلين رغم كل التحديات. واغتنم الدبلوماسي الفلسطيني هذه الفرصة السانحة للتعبير عن شكره لجمهورية جيبوتي على موقفها المشرف في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية.

تجدر الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة يثير بشكل خاص قلقًا دوليًا متزايدًا بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بالبنية التحتية والمدنيين في القطاع، مما يزيد من الدعوات العالمية إلى وقف إطلاق النار وممارسة المزيد من الضغوط على الكيان الإسرائيلي لوقف المجازر البشعة التي يرتكبها في القطاع على وجه الخصوص. هذه الدعوات تتزايد مع ارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية وتدهور الوضع الإنساني ، مما يضع المجتمع الدولي في اختبار حقيقي حول قدرته على التوصل إلى حلول فعالة تنهي هذه المجازر وتحقيق العدالة للفلسطينيين.