أقام سفير دولة قطر لدى جيبوتي الدكتور/ راشد بن شفيع المري، مساء أمس الأربعاء حفل استقبال في فندق جيبوتي أيلا جراند، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة، وذلك بحضور رئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا،ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/مؤمن حسن بري، وزير الصحة الدكتور/ أحمد روبله عبدالله،ووزير التعليم العالي والبحث الدكتور/ نبيل أحمد محمد، ووزير العمل المكلف بالرسمنة والحماية الاجتماعية السيد/عمر عبدي سعيد، وعدد آخر من المسوؤلين المدنيين والعسكريين وشخصيات ثقافية وإعلامية، بالإضافة الى سفراء الدول العربية والأجنبية ورؤساء المنظمات والهيئات المعتمدة لدى جيبوتي.

وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي»إنه لمن دواعي سرورنا البالغ أن نشارك مع أشقائنا في دولة قطر احتفالاتهم بالعيد الوطني المجيد، وبهذه المناسبة السعيدة أتقدم بالأَصَالَةِ عن نفسي وبالنيابة عن الشعب الجيبوتي وحكومته بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سعادة السفير والأخ العزيز الدكتور/ راشد المري، ومن خلاله إلى الشعب القطري الشقيق وقيادته الكريمة. 

وتابع بالقول «إن جمهورية جيبوتي قيادة وشعبا تَعْتَزُّ بِرَوابِطِ الأخوة المتينة وعلاقات التعاون الوطيدة التي تجمعها بدولة قطر الشقيقة، وإننا إذ نُثَمِّن عاليا الزخم الذي تشهده هذه العلاقات، فإننا نجدد التأكيد على حرصنا الراسخ على مُواصلةِ العمل المشترك بُغْيَةَ تعزيزه والارتقاء به إلى أعلى المراتب والمستويات، لما فيه خير الشعبين الشقيقين ومصلحتهما المشتركة.

وأضاف وزير الخارجية «في هذا الوقت الذي أصبحت فيه اِلْإِنْتِقَائِيَّةُ وَإِزْدَوَاجِيَّةُ المَعَايِيْرِ السّمِةَ الغَالِبَة، وبَاتَتِ العَدَالَةُ تَنْصَاعُ لمنطق القوة، فإننا نُشَدِّدُ على مواقف البلدين الشقيقين، جمهورية جيبوتي ودولة قطر الثابتة والراسخة في نُصْرَةِ قضايا الحق والإنسانية، والدفاع عن مَصَالح الأمَّةِ ومُقَدّسَاتها.

إننا نأمل بِكُلِّ صدق أن تنجح الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في غزة حتى تَتَوَّقَفَ الفَظَائِعُ التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وتَنْتَهِيَ الكارثة الإنسانية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري الحديث.

ونعبر عن تقديرنا البالغ للدور المَشْهُود، الذي تقوم به دولة قطر الشقيقة وجمهورية مصر العربية الشقيقة، لرفع المعاناة عن أهلنا وأشقائنا في قطاع غزة. وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا، فإننا نؤكد على وقوف جمهورية جيبوتي الكامل إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخِيَارَاتِهِ في هذه المرحلة المِفْصَلِيَّةِ التي يَمرُّ بها. 

كما نشدد على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية وَمُقَدَّرَاتِ الدَّوْلَة، وندعو كافة الأَطْيَافِ السورية إلى التوحد وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وإطلاق عملية سياسية شاملة لرسم مستقبل زاهر يُلَبِّيْ تطلعات الشعب السوري الكريم في الأمن والاستقرار والرخاء. 

أجدد لكم التهاني والتبريكات سعادة السفير، متمنيا المزيد من الرقي والازدهار لدولة قطر الشقيقة وشعبها العزيز، في ظِلِّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني». من جانبه ألقى سفير دولة قطر الشقيقة الدكتور/ راشد بن شفيع المري كلمة ضافية بهذه المناسبة، قال فيها:- يسعدني أن أرحب بكم في هذه المناسبة الوطنية الغالية، وهي اليوم الوطني لدولة قطر.

يشكل هذا اليوم رمزاً للفخر والانتماء، ويعكس اعتزازنا بما تحقق من إنجازات عظيمة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله.

كما أن احتفالنا باليوم الوطني هو إحياء لذكرى تأسيس دولة قطر على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، في 18 ديسمبر 1878م، وهو اليوم الذي بدأ فيه بناء الدولة وتقدمها.

وتابع بالقول «على مدار العام، حققت دولة قطر العديد من الإنجازات في مجالات متعددة، على الصعيد السياسي والإنساني والاقتصادي. فقد اتخذت دولة قطر دوراً مهماً في العديد من الوساطات الإنسانية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما في ذلك جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل وإطلاق سراح الرهائن، والمساهمة في وقف الصراعات في لبنان والسودان، ولم شمل الأطفال الأوكرانيين مع ذويهم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها الكثير.

كما ازدهرت دولة قطر على الصعيد الاقتصادي، حيث أظهرت تقدماً واضحاً في تقرير التنافسية العالمية لعام 2024، مما يعكس قوة اقتصادها وتطورها المستدام. وفي هذا السياق، أكد معالي الشيخ/ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في 7 ديسمبر 2024م، خلال افتتاح منتدى الدوحة، أن دولة قطر استأنفت جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكداً التزام دولة قطر بالاستمرار في جهودها لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق حتى انتهاء الأزمة.

وتنفيذاً لتوجيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) قامت دولة قطر بتسيير جسر جوي في 10 ديسمبر 2024م لإيصال المساعدات لإغاثة الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والمساهمة في معالجة أوضاعهم الإنسانية». 

وفيما يتعلق بالعلاقات الجيبوتية القطرية المتميزة، قال الدكتور/ راشد بن شفيع الفهيده المري:»على المستوى الثنائي، شهدت علاقات دولة قطر مع جمهورية جيبوتي تطوراً ملحوظاً، من خلال الزيارات المتبادلة والمشاريع الإنسانية والتنموية التي تم تنفيذها خلال العام، مما يعكس التعاون الوثيق بين البلدين.

 فقد شهد هذا العام زيارات متبادلة بين الجانبين، منها زيارة دولة رئيس الوزراء عبد القادر كامل محمد في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر 2024م، حيث تم استقباله من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المفدى (حفظه الله). كما بحث دولة رئيس الوزراء العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية.

هذا إلى جانب الزيارات العديدة للوفود الجيبوتية إلى الدوحة. وعلى الصعيد الإنساني، نفذت دولة قطر العديد من المشاريع الخيرية في جمهورية جيبوتي بهدف تحسين الظروف المعيشية ودعم المجتمع المحلي. وشملت هذه المشاريع تنفيذ مشاريع طبية لتطوير النظام الصحي في البلاد، بالإضافة إلى حفر آبار ارتوازية لتوفير المياه في إقليمي علي صبيح وتجوره. كما تعاونت سفارة دولة قطر مع جمعية قطر الخيرية لتوزيع السلال الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، مما ساعد في تلبية احتياجات الأسر المحتاجة .

علاوة على ذلك، تم تدشين «مشروع المنتجات التنموية والإغاثة، الذي تضمن شحنات من المواد الأساسية التي ساهمت في تحسين الحياة اليومية للسكان في جيبوتي. واختتم السفير القطري كلمته بالقول :»ختاماً، أرحب بكم مجدداً في هذه المناسبة الغالية، مؤكداً أن هذه الإنجازات والجهود تمثل دافعاً للمضي قُدماً في تعزيز وتطوير علاقاتنا الثنائية والارتقاء بها في مختلف المجالات لتحقيق التعاون المشترك بين بلدينا بما يساهم في المصالح المشتركة وتحقيق السلم والأمن الدوليين، تحقيقاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأخيه فخامة رئيس جمهورية جيبوتي السيد/ إسماعيل عمر جيله».