منذ تدشين جهاز مسح التصوير الطبقي المحوري المتطور في المستشفى الإقليمي الدكتور أحمد عبد الله عبسيه في علي-صبيح في 11 مايو 2023، لوحظ تحسن ملحوظ في مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وخاصة لأولئك القادمين من المناطق الجنوبية للبلاد.

جاء إدخال هذا الجهاز المتقدم في الخِدمة استجابةً للمبادرة الرئاسية التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية، السيد إسماعيل عمر جيله، ليشكِّل خطوة استراتيجية هامة في مسار تطوير قطاع الصحة في المنطقة. يتميز جهاز التصوير الطبقي المحوري بقدرات معالجة متطورة، إذ بإمكانه إجراء نحو 60 فحصًا يوميًا، كما يقدِّم صورًا شعاعية ثلاثية الأبعاد بدقة عالية تصل إلى 120 صورة بصيغة مصغرة.

هذه الإمكانيات تجعل الجهاز أداة حيوية في تقديم خدمات طبية متميزة في مجالات متعددة، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية بشكل شامل.

من أهم الفوائد الرئيسية لهذا الجهاز المتطور، تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث كان العديد من المرضى من مناطق علي صبيح ودِخِل يضطرون في الماضي للسفر إلى جيبوتي العاصمة لإجراء فحوصاتهم الطبية، لاسيما التصوير الطبقي.

ومع تركيب هذا الجهاز المتطور، أصبح بالإمكان إجراء هذه الفحوصات في المستشفى الإقليمي نفسه، ما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى تحويل المرضى إلى المراكز الطبية في العاصمة. وتسعى هذه المبادرة إلى تحسين جودة الرعاية الصحية في المناطق النائية، بالإضافة إلى تعزيز الاستقلالية في التشخيص الطبي في المستشفى.

وبفضل هذا الجهاز، يتم تقديم رعاية طبية أسرع وأكثر توافقًا مع احتياجات السكان المحليين. تعزيز البنية التحتية للصحة العامة، وتدريب الكوادر الطبية، وتوفير الأدوية والمعدات اللازمة للمرافق الصحية، تظل من أولويات السياسة الصحية التي يتبناها الرئيس في سبيل تحسين مستوى الخدمات الصحية في البلاد.

هذه الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من قبل الطاقم الطبي والمجتمع المحلي في علي-صبيح، ، حيث أبدوا حماسة كبيرة إزاء إدخال هذه التقنية الحديثة إلى المستشفى،ما يرفع مستوى الرعاية الصحية ويضمن تقديم خدمة أفضل للمواطنين في المناطق الجنوبية.

وأشار مدير المستشفى الإقليمي في علي صبيح، السيد محمد مغيل حسن، إلى أن جهاز التصوير الطبقي المحوري يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الرعاية الصحية في المناطق الجنوبية من جيبوتي، لا سيما في منطقتي علي-صبيح ودِخِل.

وأردف بالقول» قبل تدشين هذا الجهاز المتطور، كان العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى فحوصات شعاعية يضطرون للسفر إلى العاصمة، جيبوتي، في ظروف صعبة وأحيانًا مع تأخيرات طويلة في الحصول على العلاج اللازم، أما اليوم، فبفضل هذا الجهاز المتقدم، لم يَعُد من الضروري نقل المرضى إلى العاصمة،حيث أصبح بإمكانهم الاستفادة من نفس الخدمات عالية الجودة في مواقعهم، مما يساهم في تقليص التكاليف وتقليل أوقات الانتظار».

ونوه أن هذه المبادرة تسهم بشكل مباشر في تحسين وصول السكان في المناطق الريفية إلى الرعاية الصحية، بينما تعزز من استقلالية المنشآت الصحية الإقليمية.

وأضاف «تندرج هذه التحسينات التكنولوجية ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث قطاع الصحة في جيبوتي، وهي رؤية تهدف إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية، ليس فقط في العاصمة، بل أيضًا في المناطق النائية».

يشار إلى أن هذا التوجه يضمن تحقيق تغطية صحية عادلة تشمل كافة أنحاء البلاد، مما يعزز من فعالية النظام الصحي ويتيح لجميع المواطنين فرص الحصول على الرعاية الطبية اللازمة دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة.