امتدادا لجولته للأقاليم الداخلية، توجه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، السيد/ مصطفى محمد محمود، يوم الخميس الماضي، إلى إقليم أُبخ برفقة مسئولين كبار في دائرته الوزارية والعديد من الشخصيات المسؤولة المنحدرين من الإقليم، إلى جانب ممثلة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسيف» في جيبوتي.

وكانت المحطة الأولى لزيارة الوزير وأعضاء الوفد المرافق له في المنطقة بلدة ودي، حيث حظي باستقبال حار من قبل السكان، الذين احتشدوا للتعبير عن بالغ سرورهم وحماسهم الشديد، من خلال الأغاني والرقصات التقليدية.

وتَمثَّل الحدث الأبرز في هذه الزيارة افتتاح «مدرسة ودي الريفية المتكاملة «، وهي عبارة عن مؤسسة تعليمية تهدف إلى مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في المناطق الريفية.

وتعدُّ هذه المؤسسة نموذجًا متقدمًا يسهم في تحسين مستوى التعليم وتوفير الفرص المتكافئة لجميع الأطفال على مستوى القرى والبلدات المحيطة بناحية ودي.

وتستوعب هذه المدرسة المراحل الدراسية المختلفة، ابتداء من مرحلة ما قبل المدرسة حتى الصف التاسع، وتضم ست قاعات دراسية، ومكتبة وسكنًا للمعلمين، وعيادة صحية، إضافة إلى مهاجع للتلاميذ، ما من شأنه توفير بيئة تعليمية متكاملة تلبي احتياجات الطلاب والمعلمين على حد سواء.

ووفقا للوزارة، تُعتبر المدرسة الريفية المتكاملة في ودي خطوة هامة نحو الارتقاء بفرص التعليم للأطفال في خمس مناطق مجاورة هي: دادعتو، إليسولا، باداتوعيلا ، روره وعساسن. وسيتمكن الطلاب والطالبات بفضل هذه المؤسسة، من متابعة تعليمهم ما بعد المرحلة الابتدائية دون الحاجة إلى مغادرة مناطقهم ، مما يسهم أيضا في تقليص الهجرة الداخلية.وعقب حفل التدشين، التقى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، مع ممثلي المجتمع المحلي وأولياء الأمور، وقدم لهم شرحًا مفصلًا عن مفهوم المدرسة الريفية المتكاملة، الذي يعتمد على مبدأ أساسي يتمثل في : تعزيز وتطوير المناطق الريفية من خلال تجميع عدة مخيمات أو قرى صغيرة حول مركز تعليمي رئيسي.

ووفقا للوزارة، يُشجع هذا النموذج على استقرار السكان المعزولين بالقرب من المدرسة، بدلاً من توزيع المنشآت المدرسية على نطاق واسع- مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس مجتمعات محلية أكبر وأكثر تنظيمًا، ومن ثُم، تصبح المدرسة ليس فقط مؤسسة تعليمية، بل مركزًا حيويًا للتنمية المحلية.

وبالإضافة إلى تمكين الأطفال الصغار من الحصول على التعليم، تعزز المدرسة الريفية المتكاملة ظهور الهياكل الأساسية الضرورية لرفاهية السكان المحليين: إمدادات المياه، والمركز الصحي، والمتاجر المحلية، والأنشطة المدرة للدخل. من جهة أخرى، واستكمالاً لجولته الميدانية في شمال البلاد، قام وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بزيارة لناحية صُوالي (Souwali)، حيث افتَتح رسميا مدرسة ابتدائية تم إنشاؤها هناك، والتي توفر بيئة تعليمية متميزة تتيح للطلاب فرصًا أكبر للتعلُّم والنمو. وتتكون المدرسة من عدة فصول دراسية، بالإضافة إلى فصل خاص لمرحلة ما قبل المدرسة، الأمر الذي يَعكس اهتمام الوزارة بإيجاد تعليم شامل لجميع المراحل. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي تَرمز إلى افتتاح هذا المرفَق التعليمي، خصَّص الوزير بعض الوقت للقاء لجنة إدارة المدرسة وممثلي السكان المحليين. وقد أنثـى المتحدثون خلال اللقاء على هذا الإنجاز الذي يُعدُّ خطوة كبيرة إلى الأمام في تحسين مستوى التعليم لأطفال المنطقة، كما طلبوا من الوزير تلبية عدد من الاحتياجات من أجل التشغيل الأمثل للمدرسة، ولاسيما تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وبناء قاعة طعام وسكن للمعلمين. وأشار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى أن هذا المشروع يؤكد على أن التعليم حق لكل طفل، بغض النظر عن مكانه أو الظروف التي يعيش فيها. ورداً على مطالب السكان، أكد أن هذه الاحتياجات ستتم تلبيتها في أقرب وقت ممكن، وشدد على تدني نسبة الالتحاق بالمدرسة، حاثا السكان على تسجيل جميع الأطفال من المخيمات المجاورة من أجل تعزيز قدرة المدرسة على الاستمرار وضمان تطورها في المستقبل. يشار إلى أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، قام أيضا في إطار هذه الجولة بتدشين مرافق تعليمية مماثلة في ناحيتي ملوحلي وبِسيديرو. تجدر الإشارة إلى أن افتتاح هذه المدارس الريفية ليس مجرد حدث تقليدي، بقدر ما هو خطوة حقيقية نحو تحقيق العدالة التعليمية والتمكين الحقيقي لأطفالنا في الأرياف.