شهد مجمع الرحمة التنموي في بلبلا، بعد عصر الخميس الماضي، حفلا مكرساً لإطلاق قوافل «كويت الرحمة 4»، وهي مبادرة إنسانية رائدة تنفذها جمعية الرحمة العالمية بالتعاون مع مستشفى الرحمة في جيبوتي. وجرت الفعالية التي تتزامن مع احتفالات دولة الكويت الشقيقة بالعيد الوطني ويوم التحرير، برعاية الأمين العام لوزارة الصحة، السيد/ محمد علي محمد والسفير الكويتي لدى جيبوتي، السيد/ سعود السعيدي، ورئيس قطاع إفريقيا بالرحمة العالمية، السيد/ يوسف الطويل إلى جانب المدير الإقليمي للجمعية، السيد عبد الغني القرشي، ومدير مستشفى الرحمة الدكتور محمد عباس إضافة إلى مدير المشروعات، السيد/ علمي يوسف طاهر، ومراقب المشروعات السيد/ خالد أبو هرج.

قافل «كويت الرحمة 4»، تقدم خدمات صحية مجانية للمحتاجين، مع التركيز على جراحات حيوية تشمل إصلاح الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق، إضافة إلى جراحات المياه البيضاء في العيون، التي ستُجرى داخل مستشفى الرحمة.

كما ستنطلق القوافل الطبية العامة إلى المناطق الداخلية أيضا، لتقديم الرعاية الصحية للجمهور ويأتي هذا المشروع امتدادًا للعلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، حيث تلعب الكويت، عبر مؤسساتها الخيرية، دورًا محوريًا في دعم القطاع الصحي في جيبوتي.

ومن المتوقع أن يستفيد المئات من المرضى من هذه القوافل الطبية، التي يتم تنفيذها تحت إشراف وزارة الصحة، مما سيسهم في تخفيف معاناتهم وتحسين جودة حياتهم، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الرعاية الطبية.

 تجدر الإشارة إلى أن جمعية الرحمة العالمية -دولة الكويت، تواصل من خلال هذه المبادرة الجديرة بالتقدير والاحتذاء دورها الريادي في مجال العمل الخيري، مؤكدة التزامها بتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين وتعزيز التضامن الإنساني بين الكويت وجيبوتي. وفي الكلمة التي ألقاها بهذ المناسبة، أشار الأمين العام لوزارة الصحة السيد محمد علي محمد، إلى أن هَذَا المَشْرُوعِ الإِنْسَانِي الَّذِي يَعْكِسُ رُوحَ العَطَاءِ وَالبَدْلِ الَّتِي تُمَيِّزُ دَوْلَةَ الكُوَيْتِ، حُكُومَةً وَشَعْبًا، وَالَّتِي جَعَلَتْ مِنَ العَمَلِ الخَيْرِي وَالإغَاثي نَهْجًا ثَابِتًا فِي سِيَاسَتِهَا الدَّاخِلِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ، مُسْتَنِيرَةً بِتَوْجِيهَاتِ قِيَادَتِهَا الحَكِيمَةِ، وَبِمَا جُبِلَ عَلَيْهِ أَهْلُ الكُوَيْتِ مِنْ حُبِّ الخَيْرِ وَمَدَ يَدِ العَوْنِ لِلمُحْتَاجِينَ فِي شَتَّى بِقَاعِ الْأَرْضِ.

وأضاف قائلا « تأتي هذه الفعالية بِمُنَاسَبَةِ العِيدِ الوَطَنِيّ لِدَوْلَةِ الكُوَيْتِ، وَيَوْمِ التَّحْرِيرِ ، تَتَجَسَّدُ أَسْمَى مَعَانِي الْإِخَاءِ وَالتَّضَامُنِ بَيْنَ الشُّعُوبِ، حَيْثُ تَمْتَدُّ أَيَادِي الخَيْرِ الْكُوَيْتِيَّةُ إِلَى جِيبُوتِي، فَتَكُونُ الفَرْحَةُ مُشْتَرَكَةً، وَالبَسْمَةُ تَعُمُّ وُجُوهَ الْمُحْتَاجِينَ، فِي نَمُوذَج إِنْسَانِي مُشْرِقٍ يُجَسِّدُ قِيَمَ العَطَاءِ وَالإِيثَارِ كما عبر الأمين العام لوزارة الصحة باسم جُمْهُورِيَّةِ جِيبُوتِي، حُكُومَةً وَشَعْبًا ، عَنْ بَالِعْ الشُكْرِ وَالتَقْدِيرِ لِدَوْلَةِ الكُوَيْتِ الشَّقِيقَةِ، عَلَى مَا تُقَدِّمُهُ مِنْ دَعْمٍ وَمُسَانَدَةٍ فِي مُخْتَلَفِ المَجَالَاتِ، وَعَلَى رَأْسِهَا القِطَاعُ الصَّحِيُّ، هَذَا القِطَاعُ الحَيَوِيُّ الَّذِي يَحْطَى بِعِنَايَةٍ خَاصَّةٍ مِنْ قِبَلِ دَوْلَةِ الكُوَيْتِ مِنْ خِلَالِ المُبَادَرَاتِ الصَّحِيَّةِ وَالمَشارِيعِ التَّنْمَوِيَّةِ الَّتِي كَانَ لَهَا بَالِغُ الْأَثَرِ فِي تَحْسِينِ الرِّعَايَةِ الصَّحِيَّةِ لِلْمُحْتَاجِينَ. وَأردف بالقول « لَا يَقُوتُنَا في هذا المقام أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ خَالِصِ شُكْرِنَا وَتَقْدِيرِنَا لِسِفَارَةِ دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ فِي جِيبُوتِي، وَعَلَى رَأْسِهَا سَعَادَةُ السَّفِيرِ الأُسْتَاذُ سُعُودُ السَّعِيدِي، الَّذِي لَا يَأْلُو جُهْدًا فِي تَعْزِيزِ العَلَاقَاتِ بَيْنَ بَلَدَيْنَا ، وَدَعْمِ المَشارِيعِ الخَيْرِيَّةِ الَّتِي تَخْدِمُ الشَّعْبَ الجِيبُوتِيَّ، وَتَوْثِيقِ أَوَاصِرِ التَّعَاوُنِ المُثْمِرِ بَيْنَ الكُوَيْتِ وَجِيبُوتِي فِي مُخْتَلَفِ المَجَالَاتِ.

/واختتم كلمته بتوجيه ِالشَّكْرِ وَالعِرْفَانِ لِجَمْعِيَّةِ الرَّحْمَةِ العَالَمِيَّةِ، هَذِهِ المُؤَسَّسَةِ الخَيْرِيَّةِ الرَّائِدَةِ الَّتِي أَفْنَتْ أَكْثَرَ مِنْ عَقْدَيْنِ مِنَ الزَّمَنِ فِي خِدْمَةِ الشَّعْبِ الجِيبُوتِي، مِنْ خِلَالِ مَشَارِيعِهَا الصَّحِيَّةِ وَالتَّعْلِيمِيَّةِ وَالإِغَاثِيَّةِ، وَالَّتِي لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى تَقْدِيمِ المُسَاعَدَاتِ،بَلِ امْتَدَّتْ إِلَى إِحْدَاثِ تَأْثِيرِ إِيجَابِيَ مَلْمُوسٍ فِي حَيَاةِ الْآلَافِ مِنْ أَبْنَاءِ جِيبُوتِي. بدوره سلط السفير الكويتي في جيبوتي، السيد سعود السعيدي، الضوء على العلاقات الأخوية المتينة، بين الكويت وجيبوتي، وأضاف قائلا» استمراراً لمسيرة الخير الكويتية تَنطلق بإذن اللّٰه تعالى، قوافل كويت الرحمة الطبية والإغاثية الرابعة بالتعاون بين دولة الكويت وجمهورية جيبوتي الشقيقة،وذلك في إطار احتفالات دولة الكويت بعيدها الوطني ويوم التحرير.

واغتنم الدبلوماسي الكويتي هذه الفرصة السانحة لتقديم جزيل الشكر ووافر التقدير لجمهورية جيبوتي حكومةً وشعباً وعلى رأسهم الرئيس إسماعيل عمر جيله، على تعاونهم وعلى التسهيلات المقدمة منهم التي ساهمت في إنجاح وتسيير هذه القوافل الإنسانية بشكل سنوي.

كما شكر المحسنين من دولة الكويت السيد/ يوسف الطويل، رئيس قطاع إفريقيا بجمعية الرحمة العالمية، والمدير الإقليمي للرحمة العالمية، السيد/ عبد الغني القرشي وكافة العاملين في مجمع الرحمة في جيبوتي.

بدوره أكد رئيس قطاع إفريقيا بالرحمة العالمية السيد/ يوسف الطويل، على التزام الجمعية بمواصلة جهودها في تقديم خدمات طبية نوعية للمجتمعات الأكثر احتياجًا.

وأشار إلى أن قوافل «كويت الرحمة» ليست مجرد حملة طبية، بل هي رسالة إنسانية تعبر عن قيم العطاء والتضامن، «إننا إذ نحتفل بإطلاق النسخة الرابعة من هذه القوافل، فإننا نطمح إلى توسيع نطاق خدماتنا في المستقبل، لتشمل المزيد من التخصصات الطبية والمزيد من المناطق التي تحتاج إلى الدعم الصحي.» كما عبر عن امتنانه للجهات الحكومية الجيبوتية التي سهلت تنفيذ هذه المبادرة، مشيدًا بالتعاون المثمر بين الرحمة العالمية ووزارة الصحة الجيبوتية /أما مدير مستشفى الرحمة الدكتور محمد عباس، فقد رحب باسم المستشفى الرحمة بكبار المسئولين، كما توجه بخالص الشكر لرئيس الجمهورية، السيد إسماعيل عمر جيله، لرعايته المستمرة للمستشفى، منوها أن هذا المشروع يتميز في هذه الدورة بالتنوع والتخصصية.

وأشار من جهة أخرى، إلى أن مستشفى الرحمة يهتم في عمله الطبي بالجانب الخيري في أداء رسالته السامية في علاج المرضى غير القادرين، وذلك بتسيير القوافل الطبية العامة والمتخصصة على مدار العام وفي كافة التخصصات.

وفي ختام الحفل، قام الأمين العام لوزارة الصحة السيد محمد علي محمد، والسفير الكويتي لدى جيبوتي، السيد سعود السعيدي، ورئيس قطاع إفريقيا بالرحمة العالمية، السيد يوسف الطويل إلى جانب المدير الإقليمي للجمعية، السيد عبد الغني القرشي، ومدير مستشفى الرحمة الدكتور محمد عباس، بزيارة تفقدية للمبنى الجديد التابع لمستشفى الرحمة والذي لا يزال قيد البناء.

ومن المقرر أن يحتضن هذا المبنى الجديد، الذي دخلت عمليات تشيده في مراحلها الأخيرة مختبرا متطورا وثلاث وحدات لغسيل الكلى ومخزن للأدوية وقسم العناية المركزة، وآخر للعناية المتوسطة، فضلا عن قسم رجال الأعمال وغرف الرقود ووحدة تمريض واستعلامات.

ووفقا للقائمين عليه سيعزز هذا المرفق الجديد الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى الرحمة العالمية، والذي يعدُّ من الهياكل الصحية الحيوية في المنطقة.

سيتمكن المستشفى من تقديم رعاية صحية أفضل وأكثر شمولاً للمجتمع المحلي والوافدين على حد سواء، وذلك من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير أحدث المعدات الطبية.