استقبل وزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية، السيد يونس علي جيدي، يوم الاثنين الماضي، في مكتبه بالمجمَّع الوزاري، السيد بيشوش راج، الخبير الدولي في منظمة كاربون تشيك الهند المحدودة (CCIPL)، والمتخصصة في مجالات التصديق وتوثيق واعتماد الشهادات الخاصة بتأثير البيئة للمشاريع المتعلقة بالطاقة المتجددة.
تأتي زيارة هذا المتخصص في مجال الائتمان الكربوني إلى بلادنا في سياق الجهود المبذولة لتحقيق تحول بيئي مستدام، حيث تهدف إلى التصديق على أول مشروع طاقة متجددة واسع النطاق في البلاد، وهو مشروع مزرعة جوبيت لطاقة الرياح.
هذا المشروع لا يمثل فقط إنجازًا تقنيًا، بل يشكل حجر الزاوية لمستقبل طاقة نظيفة، حيث سيسهم في توليد الطاقة من الرياح ويعزز الجهود الوطنية لمكافحة التغير المناخي.
من خلال هذا المشروع، سيتم الحصول على أرصدة كربونية تعويضًا عن الانبعاثات التي تم تجنبها، مما يعكس التزام بلادنا العميق في الحد من تأثيرات الغازات المتسببة في حدوث الاحتباس الحراري.
وتم خلال هذا اللقاء الأول من نوعه، استعراض السبل والآليات التي من شأنها تمكين بلادنا من الاستفادة القصوى من الائتمانات الكربونية الناتجة عن مشاريع الطاقة الخضراء، سواء تلك التي تم تنفيذها بالفعل أو التي لا تزال قيد التنفيذ.
وقد استهل الوزير السيد يونس علي جيدي اللقاء باستعراض رؤية الحكومة لتطوير قطاع الطاقة، ولا سيما من خلال استغلال إمكانياتنا القوية في مجال الطاقات المتجددة (سواء كانت الرياح أو الطاقة الشمسية أو الطاقة الحرارية الأرضية أو المد والجزر أو الكتلة الحيوية، فضلا عن مشروع الهيدروجين الأخضر المبتكر).
ولم ينس وزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية التأكيد على أن تطوير الطاقات الخضراء كان في صميم السياسة الطاقوية الوطنية، بهدف رئيسي يتمثل في تلبية الاحتياجات الطاقوية للأسر الجيبوتية والنسيج الصناعي للبلاد بشكل كامل.
وفي هذا السياق، أطلع الوزير ضيفه على العديد من الإصلاحات التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة، ومن بينها إنشاء إطار قانوني وتنظيمي للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك تشجيع المستثمرين من القطاع الخاص،على الدخول في قطاع إنتاج الكهرباء بفضل القانون المتعلق بالمنتجين المستقلين للطاقة.
الوزير يونس علي جيدي وضع -خلال اللقاء- الخبير الدولي ، في صورة مختلف المشاريع الطاقوية التي تم إنجازها بالفعل في جيبوتي، من قبيل مزرعة جوبيت لطاقة الريا التي تتجاوز قدرتها 60 ميغاوات، وخط الربط الكهربائي بين جيبوتي وإثيوبيا من خلال استيراد الكهرباء المائية، كما عرض المشاريع قيد الاستكشاف، مثل مشروع الموارد الجيولوجية، والمشاريع الأخرى التي لا تزال في مرحلة التنفيذ، من قبيل مشروع بناء محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في منطقة بارا الكبرى بقدرة تزيد عن 25 ميغاوات + 5 ميغاوات عبر بطاريات التخزين، والذي يمكن توسيعه ليصل إلى 50 ميغاوات، بالإضافة إلى مشروع الهيدروجين الأخضر.
واكد السيد/ يونس علي جيدي في ختام حديثه على أهمية استفادة بلادنا من التعويضات التي يتيحها سوق الائتمان الكربوني من خلال تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بفضل المشاريع الخضراء المنفذة.
وتجدر الإشارة إلى أن سوق الائتمان الكربوني يعمل مثل بورصة الأوراق المالية من خلال نظام «التحديد والتبادل» (Cap and Trade)، حيث يتم تحديد حد أقصى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون،ومن ثم فإن الشركات التي تنبعث منها كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون من الحد المسموح به عالميًا يمكنها بيع الائتمانات الكربونية الفائضة لشركات أخرى تتجاوز الحد المقرر.
ووفقا للخبراء، يتم توليد أرصدة الكربون إما عن طريق مشاريع عزل الكربون (التي تهدف إلى احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون) أو عن طريق مشاريع تجنب الانبعاثات (مبادرات تسعى إلى منع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل حدوثها).
وبالتالي فإن أرصدة الكربون هي وحدات (رصيد كربون واحد يعادل تخفيض طن واحد من ثاني أكسيد الكربون) مملوكة لراعي المشروع.
وفي حال قام هذا الأخير بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة في مشروعه، فإنه يمكنه بيع الائتمانات الكربونية الخاصة به، مما يساعده في تمويل مشروعه في نهاية المطاف.
تجدر الإشارة أخيرا إلى أن كاربون تشيك الخاصة المحدودة (CCIPL) هي منظمة معترف بها عالميًا ومتخصصة في مجالات التحقق والتوثيق والشهادات الخاصة بتأثير البيئة للمشاريع.
وتتمثل مهمة هذه الجهة في التحقق من مشاريع الحد من انبعاثات الغازات المسؤولة عن حدوث الاحتباس الحراري (GHG) التي يتم تنفيذها في مختلف أنحاء العالم، وضمان صحتها من خلال إصدار الشهادات المعتمدة.
كما يتجسد التزامها في تقديم خدمات ضمان عالية الجودة، بالإضافة إلى التدريب وتوفير المعرفة المتخصصة من طرف ثالث في مجالات تغير المناخ والاستدامة، على مستوى عالمي، مع التأكيد على تقديم الدعم المحايد والموضوعي.