وصل الرئيس المنتخب لمفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد/ محمود علي يوسف، مساء يوم الاثنين الماضي إلى العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، حيث يستعد رسميًا لخلافة سلفه، التشادي الدكتور موسى فقي محمد في قيادة المنظمة القارية.

وكان في استقباله وزير الخارجية الإثيوبي وعدد من كبار المسؤولين، حيث من المقرر أن يبدأ سلسلة من المشاورات المكثفة مع القادة الأفارقة وكبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأفريقي، وذلك لبحث أولويات المرحلة المقبلة والاستراتيجيات التي سيتبعها خلال ولايته.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار التحضير لمراسم التنصيب الرسمية، التي ستشكل الإعلان الرسمي عن انطلاق فترته الرئاسية على رأس المنظمة القارية، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في مسيرة الاتحاد الأفريقي.

وتأتي بداية ولاية السيد/ محمود علي يوسف في سياق حافل بالتحديات الكبرى، حيث تواجه القارة أزمات أمنية متزايدة، فيما يشهد مسار التكامل الاقتصادي تسارعًا ملحوظًا، لا سيما في ظل تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.

وإلى جانب ذلك، تسعى القارة إلى ترسيخ دبلوماسية أفريقية أكثر تأثيرًا على الساحة الدولية، عبر تعزيز موقعها في مراكز صنع القرار العالمي، وإعادة رسم علاقاتها الاستراتيجية بما يحقق مصالحها المشتركة ويعزز استقلاليتها الاقتصادية والسياسية.

وفي ظل هذه المتغيرات، تبرز طموحات لتعزيز السيادة الاقتصادية وفق أجندة 2063، التي تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتكامل اقتصادي أعمق، واستقلالية في صنع القرار التنموي.

ومع تصاعد الاهتمام الدولي بالدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأفريقي، تتجه الأنظار نحو أديس أبابا، حيث يستعد السيد/ محمود علي يوسف لتولي مهامه، واضعًا بصمته الخاصة على مستقبل المنظمة القارية، في مرحلة تتطلب قيادة حاسمة ورؤية طموحة لمواجهة التحديات وتحقيق آمال الشعوب الأفريقية.