أحيت سفارة جمهورية رواندا المعتمدة لدى جمهورية جيبوتي والمقيمة في أديس أبابا، بالتعاون مع الحكومة والجالية الرواندية في جيبوتي، يوم الخميس الماضي ،الذكرى الحادية والثلاثين للإبادة الجماعية التي ارتُكبت ضد التوتسي في رواندا عام 1994.
وأقيمت مراسم إحياء الذكرى تحت شعار: «نتذكر، نبني، معاً»، في قصر الشعب، بحضور وزير الاقتصاد والمالية المكلّف بالصناعة السيد إلياس موسي دواله، ممثلاً لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومةو البرلمان، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد لدى جيبوتي، وقيادات عسكرية وأمنية، وقادة القواعد العسكرية، وممثلين عن منظمات دولية ومؤسسات جامعية، وأصدقاء رواندا، بالإضافة إلى أبناء الجالية الرواندية.
وشهدت المناسبة مشاركة قرابة 300 شخص، جاؤوا لإحياء الذكرى، وتكريم أرواح أكثر من مليون ضحية، والتعبير عن تضامنهم مع الناجين من المجازر.
وتضمنت مراسم الحفل دقيقة صمت ترحماً على أرواح الضحايا، وإشعال شعلة الذكرى التي ترمز إلى الأمل والانبعاث، إلى جانب عرض فيلم وثائقي يستعرض أحداث الإبادة التي استهدفت التوتسي، وبث شهادة مصورة تجسّد صمود الشعب الرواندي في مسيرة إعادة البناء بعد المجزرة.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالإنابة، السيد إلياس موسى دواله، أن المشاركة في إحياء الذكرى تُعبّر عن موقف من الذاكرة والاحترام والمسؤولية، مشيراً إلى أن هذه الجريمة التي لا مثيل لها وقعت أمام أنظار العالم، وسط صمت دولي مخزٍ. وأشاد الوزير بالجهود الكبيرة التي تبذلها رواندا في مجالات متعددة، من بينها الحوكمة الرشيدة، وتطوير السياحة، والاستثمار في الشباب، وتعزيز الابتكار، مضيفاً: «هذا الجيل الشاب يجسّد اليوم مستقبل بلدٍ اختار، بفضل تضحيات أسلافه، الوحدة والسلام والتقدّم.» وأكد أن رواندا تُعد نموذجاً يُحتذى به في مجالات السلام والمصالحة والتنمية، ومرجعاً للعديد من الدول في إفريقيا وخارجها. من جانبه، عبّر سفير جمهورية رواندا لدى جيبوتي، اللواء المتقاعد تشارلز كارامبا، عن شكره وتقديره لجمهورية جيبوتي، حكومةً وشعباً، على دعمهم المتواصل في هذه الذكرى. وذكّر بأن الفترة الممتدة من 7 أبريل إلى 3 يوليو 2025 تشهد فيها رواندا وأبناء الجالية الرواندية حول العالم إحياء فترة المائة يوم للذكرى، تحت الشعار ذاته: «نتذكر، نبني، معاً.» وشدد السفير في كلمته على أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية، ومكافحة إنكار المجازر والإفلات من العقاب، داعياً الدول إلى سنّ تشريعات تجرّم الإبادة الجماعية، بما يتيح ملاحقة الجناة ومحاكمتهم محلياً أو تسليمهم إلى رواندا. كما حيّا شجاعة جيش الجبهة الوطنية الرواندية، الذي قدّم التضحيات لوقف المجازر وتحرير البلاد، وحذر من التهديدات المستمرة التي تشكلها الجماعات المسلحة ذات الفكر الإبادي، مشدداً في الوقت نفسه على مسؤولية المجتمع الدولي في التصدي لخطاب الكراهية والأيديولوجيا الإبادية. وتطرق السفير إلى التحول العميق الذي شهدته رواندا خلال السنوات الـ 31 الماضية، بفضل القيادة الرشيدة للرئيس بول كاغامي، مشيراً إلى أن رواندا باتت نموذجاً يُحتذى به في الصمود والمصالحة والحكم الرشيد والتنمية المستدامة. وفي ختام كلمته، أشاد السفير بمستوى العلاقات الدبلوماسية المتميزة التي تجمع بين جيبوتي ورواندا، والتي تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون في شتى المجالات.