في أجواء احتفالية ، اقامت المدرسة اليمنية في جيبوتي، حفلا مكرسا لتوديع الدفعة الرابعة والثلاثين من طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي، التي حملت اسم «دفعة روح التميز»، وضمّت نحو 70 طالبًا وطالبة، وذلك بالتزامن مع ختتام الأنشطة الطلابية للعام الدراسي 2024-2025.

 واحتضنت القاعة الكبرى في قصر الشعب هذا الحفل السنوي، الذي أُقيم الأربعاء الماضي، بحضور الأمين العام لوزارة التربية الوطنية، السيد/ محمد عبد الله مهيوب،وتحت رعاية عميد السلك الدبلوماسي، السفير اليمني لدى جيبوتي، السيد/ عبدَ الله بن مُسَلَّم السقطري، وبمشاركة سفراء كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، ودولة فلسطين،ورئيس المجلس التأسيسي للمدرسة، الحاج عبد الرحمن أحمد طه، إلى جانب مدير المدرسة اليمنية، السيد/ عبد الرقيب محمد علي الدبُّعي، كما حضر الحفل عدد من ممثلي الجهات الراعية والداعمة، الذين كان لهم دور فاعل في نجاح الفعالية، واستمرار المسيرة التعليمية المتميزة لهذه المنارة العلمية.

 وشهد الحفل الذي أقيم برعاية كل من بنك كاك الدولي ومجموعة أبو احمد، ومؤسسة ديكو وبنك سبأ الافريقي ومؤسسة واصل عزف النشيد الوطني لبلادنا من والجمهورية اليمنية الشقيقة،في تعبير رمزي عن العلاقة الأخوية العميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وتخللت الحفل عروض وفقرات طلابية متميزة قدمها طلاب هذه المؤسسة التعليمية الرائدة، من أبرزها فقرة زفة الخريجين والخريجات، التي عكست مشاعر الفخر والانتماء.

كما جسَّدت تلك العروض أهمية التعليم، ورسّخت قيم الانضباط والاجتهاد في نفوس الطلبة، إلى جانب إبراز المواهب الطلابية في جو من الإبداع والتعبير الهادف.

 ولم تغب الشراكة عن الحفل، حيث قُدّمت فقرة «مونتاج شركاء الإنجاز»، التي سلطت الضوء على دعم المؤسسات والجهات التي واكبت المدرسة في مسيرتها وساندتها في تنفيذ برامجها.

كما لاقت فقرة التضامن مع فلسطين تفاعلًا كبيرًا من الحضور، إذ عبَّر الطلاب من خلالها عن وعيهم بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني.

 وفي الكلمة التي ألقاها في المناسبة، عبَّر السفير اليمني في جيبوتي راعي الحفل، السيد عبدَ الله بن مُسَلَّم السُّقطري، عن فخره واعتزازه بالدور التربوي الريادي الذي تضطلع به المدرسة اليمنية في جيبوتي، مشيدًا بالهيئة التعليمية والإدارية، وبالطلبة الذين يمثلون نموذجًا للانضباط والاجتهاد والتميز.

وأضاف في هذا السياق قائلا: « نحتفل اليوم بتخرج دفعة جديدة من الخريجين والخريجات،بعد عام حافل بالجد والاجتهاد والتفاني.

هذا النصر الكبير، الذي نعيشه هنا، لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود أولياء الأمور والهيئة التعليمية، وكذلك الطلاب والطالبات أنفسهم. نحتفي بهذه المناسبة تقديراً لجهودكم، وعرفانًا بمساهماتكم الكبيرة في هذا الإنجاز. فبفضل تعاونكم المثمر، أصبحنا اليوم أمام شباب متسلح بالعلم، ومؤهل علمياً وعملياً لمواجهة تحديات الحياة والانخراط في سوق العمل بكفاءة عالية.» ولفت الانتباه إلى أن هذه المنارة التعليمية قد بذلت منذ تأسيسها قبل 34 عامًا جهودًا كبيرة في مجال التعليم، حيث كانت وما تزال رافدًا مهمًا لبناء الأجيال وتأهيلهم علمياً وثقافياً، لتلبية متطلبات التنمية في الجمهورية، وأنها تميزت بطابعها الإسلامي، وبتقديمها تعليمًا يراعي مختلف الخلفيات الثقافية، مضيفا « ما كان لهذا الدور أن يتحقق لولا الرعاية الكبيرة والقيادة الحكيمة التي وفرتها الدولة لهذا القطاع، ممثلة بفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس الجمهورية، وبدعم الحكومة الجيبوتية بمختلف مؤسساتها.

وفي ختام الكلمة، توجه السفير السقطري بشكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل من مؤسسات الدولة، والهيئات، والشركات، والجهات الراعية، ووسائل الإعلام. فبفضل تعاونكم، تحقق هذا النجاح.

من جهته، ألقى رئيس المجلس التأسيسي، الحاج عبد الرحمن أحمد طه، كلمة مؤثرة استعرض فيها تاريخ المدرسة ومسيرتها الممتدة منذ تأسيسها في عام 1991، مشيرًا إلى أنها لم تكن مجرد مبنى دراسي، بل منارة علمية وتربوية ساهمت في بناء أجيال من الشباب الواعي والمتمسك بهويته الوطنية.

وأردف بالقول « لقد أصبح التعليم هو طريق النجاح والنهضة، ولا مستقبل للأمم دون علم ومعرفة، ومنذ أن تولى الرئيس إسماعيل عمر جيله،قيادة البلاد، جعل من التعليم ركيزة أساسية في بناء الإنسان والوطن.

وقد عملت المدرسة الإسلامية، تماشيًا مع هذه الرؤية، على إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، والمشاركة الفعالة في تنمية المجتمع.

لقد تأسست المدرسة في العام 1991، وكان الهدف من إنشائها واضحًا: تقديم تعليم وطني متميز يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويستجيب لتطلعات الأسرة الجيبوتية. 

ومنذ انطلاقتها، التزمت المدرسة بتطبيق مناهج تعليمية متطورة، وسعت إلى تحسين أدائها باستمرار، سواء من حيث الكوادر البشرية أو الوسائل التعليمية.

كما شكّلت لجنة تأسيسية لتولي مسؤوليات الدعم والتخطيط والمشاركة في رسم السياسات».

ونوه الحاج عبد الرحمن أحمد طه أن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في المدرسة لم تكن لتتم لولا تضافر الجهود، وخاصة مساهمات رجال الخير والإحسان الذين دعموا هذه المسيرة، سواء بالمال أو بالأفكار أو بالأعمال.

لهم منا كل التقدير والعرفان. بدوره عبَّر مدير المدرسة اليمنية، السيد عبد الرقيب علي محمد الدبعي، عن بالغ شكره وتقديره، مشيدا بجهوده الكبيرة التي بذلتموه في تربية وتعليم أبنائكم، خاصاً بالشكر أولياء الأمور الذين دعموا أبناءهم طوال مسيرتهم التعليمية، حتى وصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة، مضيفاً « إن دعم الأسرة وتوفير بيئة سليمة نفسياً واجتماعياً هو أساس النجاح، فلكم منا كل الامتنان والعرفان».

وخاطب السيد/ الدبعي الخريجين قائلا « إن هذا اليوم ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمرحلة جديدة في حياة أبنائنا وبناتنا، مرحلة تتطلب منهم مزيدًا من الجهد والمثابرة والعمل الجاد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

 فنحن نؤمن أن التعليم رسالة سامية، تبني الأوطان وتصنع الحضارات، وأنتم اليوم على أعتاب المساهمة في بناء هذا الوطن المعطاء.

 واختتم كلمته بتقديم جزيل الشكر والتقدير إلى رئيس الجمهورية السيد الرئيس إسماعيل عمر جيله، الذي جعل التعليم من أولويات الدولة، وحرص على النهوض به عبر رؤى واضحة وطموحة.

 كما لا يفوتني أن أشكر مجلس الآباء، وعلى رأسه الأستاذ قاسم، وكل من ساهم في إنجاح هذا العام الدراسي.

وكان مسك الختام تكريم طلاب وطالبات دفعة روح التميز، وسط تصفيق الحضور ودموع الفرح والفخر من ذويهم، حيث تسلّم الخريجون هدايا رمزية تكريمية، في مشهد مهيب اختلطت فيه المشاعر بين وداع مرحلة، واستقبال أخرى تحمل معها آمالًا كبيرة.

واختُتم الحفل بالتقاط الصور التذكارية، التي خلدت هذه اللحظة التاريخية في ذاكرة المدرسة وخريجيها، كصفحة ناصعة في سجل الإنجاز والتميز.