من المقرر أن تختتم اليوم الخميس الندوة الإقليمية للاتصالات الراديويه 2025 لإفريقيا المنعقدة في فندق أيلا جراند، والتي انطلقت يوم الاثنين الماضي برعاية وزير الإعلام المكلف بالبريد والاتصالات السيد/ رضوان عبد الله بهدون، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب، بالإضافة إلى مدير عام شركة جيبوتي تليكوم السيد/ محمد عسووه بوح ، ومدير إدارة تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوزارة الإعلام المكلفة بالبريد والاتصالات السيد/ فيصل خيري شردون، وممثل الأمين العام للاتحاد الأفريقي للاتصالات السيد/ جون أومو، والمدير الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات السيد/ إيمانويل ماناسيه، وممثلين لـ47 دولة أفريقية.

 ناقشت الندوة خلال الأيام الثلاثة الماضية ثلاث محاور رئيسية، يناول الأول مفاهيم تتعلق بالطيف الدولي وإجراءات تسجيل تخصيصات في السجل الدولي للتردادت، ويتبع هذا المحور مراجعة جدول أعمال المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية 2027، ويغطي المحور الإطار التنظيمي الحالي لإدارة الترددات الدولية وتوصيات الاتحاد الدولي للاتصالات الراديويه والممارسات الفضلى المتعلقة باستخدام الطيف للخدمات الأرضية والفضائية.

 ويتضمن المحور الثاني ورش عمل عملية حول استخدام هذه الأدوات للمحطات الأرضية والفضائية، وتمكن هذه الورش المشاركين من اكتساب الخبرة في إجراءات الإخطار الخاصة بالاتحاد الدولي للاتصالات وكذلك البرامج والمنشورات الإلكترونية التي يوفرها مكتب الاتصالات الراديويه للإدارات في الدول الأعضاء وأعضاء قطاع الراديو في الاتحاد الدولي للاتصالات.

فيما يتناول المحور الثالث أنظمة الاتصالات الراديو الحديثة ، حيث يستعرض المشاركون أحدث التطورات التكنولوجية والأطر التنظيمية الأساسية وأفضل الممارسات للاستخدام الأمثل والعادل لطيف التردد.

 في مستهل كلمته الافتتاحية للندوة، أعرب وزير الإعلام المكلف بالبريد والاتصالات شكره للاتحاد الدولي للاتصالات على دعمه تنظيم هذه الندوة، كما الشكر أيضاً للدول الصديقة والشقيقة التي دعمت ترشح بلادنا لاستضافة هذه الندوة التدريبية المهمة.

وأضاف قائلا : إن حضوركم، أيها المشاركون الكرام، هو شهادة على التزامنا الجماعي بمهمة مشتركة ألا وهي الاستثمار في تنمية مواردنا البشرية في قطاع ديناميكي وحيوي مثل قطاع الاتصالات الراديويه، لان الكفاءة هي المفتاح للابتكار والكفاءة، وتقدم بلداننا في نهاية المطاف.

ونوه وزير الإعلام الي أن قطاع الاتصالات الراديويه يتطور بسرعة فائقة وأن التكنولوجيات آخذة في الظهور، والاستخدامات تتغير، وأن التحديات تصبح أكثر تعقيدا ، وعليه ، فإن النهج المبني على المهارات لم يعد ترفا، بل بات ضرورة فهو يسمح لنا ببناء بنى تحتية قوية ونشر خدمات عالية الجودة وضمان الإدارة المثلى لمواردنا.

وأكد وزير الإعلام أن هذه الندوة تشكل فرصة لتعزيز معرفتنا وتبادل أفضل الممارسات وتنمية الخبرات الأفريقية المتطورة في مجال الاتصالات الراديويه.

واردف قائلا:» تكتسب هذه الندوة أهمية خاصة في ضوء انعقاد مؤتمر الاتصالات الراديوية العالمي المقبل (WRC-2027).

 إذ يعد هذا المؤتمر منتدى حيويا حيث سيتم فيه اتخاذ القرارات التي ستشكل مستقبل الطيف الراديوي العالمي.

بالنسبة لأفريقيا، من الضروري أن يكون لدينا صوت موحد وقوي، للدفاع عن مصالحنا المشتركة وخصوصياتنا الإقليمية. وستمكنكم هذه الندوة، بصفتكم مسؤولين عن تمثيل بلدانكم، من مواجهة المواقف الأفريقية مع مواقف مناطق أخرى تتسم بثقة وخبرة.

ومن خلال تعزيز قدرتنا على صياغة واعتماد المقترحات المشتركة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي للاتصالات، سنعمل على تعظيم نفوذنا وضمان أن تكون القرارات المتخذة في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية 2027 تخدم تنمية قارتنا».

ونوه وزير الإعلام بأن رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يدرك تمام الإدراك الدور التحويلي الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنميتنا الاقتصادية والاجتماعية.

 ويعد تطوير البنية التحتية للنطاق العريض، والذي تم إدراجه كأولوية في برنامج النهضة بجمهورية جيبوتي، مثالاً ملموساً على ذلك.

ويفتح الاستثمار في النطاق العريض الأبواب أمام التعليم عبر الإنترنت، والطب عن بعد، والتجارة الإلكترونية، ومجموعة كبيرة من الخدمات الرقمية التي تعمل على تحسين حياة مواطنينا وتحفيز نمونا الاقتصادي. 

وتشكل الاتصالات الراديوية ركيزة أساسية لهذه البنية التحتية، ومن ثم فإن إدارتها الفعالة تشكل أهمية بالغة.

وأضاف» ويتمثل جوهر هذا التحول الرقمي في إدارة ما يسمى بالموارد النادرة: عناوين IP، وموارد الترقيم، وبالطبع الترددات الراديوية، الموضوع المركزي لمناقشاتنا.

 وتشكل هذه الموارد الأساس للاتصالات الإلكترونية الحديثة، التي أصبحت ممكنة بفضل التقارب الرقمي.

إن إدارتها الفعالة والعادلة والشفافة تشكل قضية استراتيجية كبرى بالنسبة لدولنا. ويتطلب ذلك خبرة متعمقة وتخطيطًا دقيقًا وتعاونًا إقليميًا معززًا لتجنب النزاعات حول الاستخدام وضمان الوصول المتناغم إلى هذه الموارد الحيوية.

ومن هذا المنظور، فإن إنشاء هيئة التنظيم المتعدد القطاعات في جيبوتي في عام 2020 ، يوضح التزامنا بمعالجة هذه التحديات بطريقة منظمة واستباقية.

 وإن هذه المؤسسة المكلفة بالمهمة الحاسمة المتمثلة في إدارة موارد الترددات، وتشكل ركيزة أساسية لسياساتنا التنظيمية العامة وخطتنا الاستراتيجية الخمسية 2035، والتي تعطي مكانة متميزة لإدارة هذه الموارد العامة بما يخدم المصلحة العامة.

 وأود أن أؤكد هنا التزام وزارتي الثابت بدعم كل الإجراءات الرامية إلى الإدارة السليمة والفعالة لموارد التردد، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وإن هذه الأيام الأربعة التي سنتقاسمها تشكل فرصة ثمينة للاحتفال بالتزامنا المشترك، وتبادل أفكارنا، ورسم خريطة مشتركة حتى يخدم التدريب حقًا تنمية قارتنا.

وإن هذه الورشة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي نقطة بداية، وحافز لتعزيز التعاون والإجراءات الملموسة.

 وأعتقد اعتقادا أن مناقشاتنا المثمرة وتبادل الخبرات سوف تسفر عن مقترحات واقعية ومبتكرة، والتي سوف تجد استجابة إيجابية من سلطاتنا الوطنية والمنظمات الدولية العاملة في قطاع الاتصالات الراديوية الحيوي».

بدوره، أوضح ممثل الأمين العام للإتحاد الإفريقي للاتصالات السيد/ جون أموا أن هذه الندوة تمثل بلا شك خطوة هامة في تحضير قارتنا للمؤتمر العالمي للاتصالات الرادية الذي سينعقد في جنيف 2027 ، وأشار إلى أنه من الضروري أن نغتنم هذه الفرصة لمناقشة الانتقال إلى التلفزيون الرقمي و العائد الرقمي وبعد البنود المدرج على جدول أعمال التي تهم إفريقيا.

 من جانبه، أشار مدير تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى ما شهدته الندوة من مشاركة واسعة شملت 200 مشارك من خلفيات متنوعة من 55 دولة، بما في ذلك ممثلي 47 دولة أفريقية، وأضاف أن هذا الحشد الاستثنائي يسلط الضوء على الالتزام الجماعي وعزم منطقتنا على صياغة مستقبل واعد للاتصالات الراديوية.