اختتم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد/ محمود علي يوسف، زيارة رسمية إلى جوبا، رافقه خلالها نائب الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد)، السيد/ محمد عبد الله ويري، وذلك في إطار تنسيق الجهود الدولية لدعم استقرار جنوب السودان في ظل التحديات السياسية والأمنية المستمرة.

 تأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لجنوب السودان، حيث يواجه البلد تحديات كبيرة في تنفيذ اتفاق السلام الذي وُقع في 2018 بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار.

ورغم الجهود السابقة التي بذلتها أطراف محلية ودولية، فإن الوضع على الأرض لا يزال هشًا، حيث تستمر المعارك منذ بداية مارس/آذار الماضي، مما يهدد بفشل الاتفاق وعودة الصراع.

في هذا السياق، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال محادثاته مع الرئيس سلفاكير وأعضاء الحكومة على أهمية «الحفاظ على السلام والاستقرار» في البلاد، معربًا عن قلقه إزاء احتجاز رياك مشار والعديد من القادة المعارضين.

 كما تم التطرق إلى كيفية الحفاظ على المكاسب التي تحققت في إطار اتفاق السلام وتعزيز الحوار الوطني الشامل.

كما ناقش الجانبان ضرورة تنفيذ سريع وشفاف لخطة الطريق الانتقالية، وتعزيز المؤسسات الحكومية في البلاد.

كذلك دعا السيد/ محمود علي يوسف إلى تسريع الإجراءات القضائية إذا كانت هناك أدلة تدعم الاتهامات ضدهم.

ورغم عدم تمكنه من لقاء رياك مشار، الذي لا يزال محتجزًا منذ أكثر من شهر، أعرب عن أمله في أن يتم استئناف الحوار بين الأطراف المعنية في أقرب وقت. 

وأصدرت مفوضية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) بيانًا مشتركًا أكدتا فيه دعمهما الثابت لحكومة وشعب جنوب السودان في سعيهم المستمر لتحقيق السلام، والوحدة الوطنية، والحكم الديمقراطي، والتنمية المستدامة.

 البيان أشار إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي تأتي في وقت مفصلي، حيث يمر جنوب السودان بمرحلة انتقالية في إطار الاتفاق المنقّح لحل النزاع في البلاد.

كما شمل اللقاء أيضًا محادثات مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك السفراء الأفارقة وممثلو مجموعة «ترويكا» (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، والنرويج)، بهدف تحسين التنسيق وتعزيز الدعم للمرحلة الانتقالية في جنوب السودان.

تعد هذه الزيارة خطوة إضافية في سلسلة من المحاولات التي تبذلها الجهات الإقليمية والدولية من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان، وسط تحديات مستمرة، يقول مراقبون إنها تتطلب توحيد الجهود وتعميق التعاون بين الأطراف كافة من أجل مستقبلٍ أفضل للبلاد.