شارك وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن برّه، في مدينة جدة السعودية في أعمال الدورة التاسعة والأربعين لندوة الحج الكبرى، التي انعقدت هذا العام تحت شعار: «الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة».
وتُعد هذه الندوة من أبرز الملتقيات السنوية المتخصصة في تنظيم وإدارة شؤون الحج، حيث تجمع نخبة من كبار القادة الدينيين والعِلماء والمسئولين الحكوميين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، لمناقشة القضايا الراهنة ذات الصلة بشعيرة الحج، خاصةً فيما يتعلق بمفهوم الاستطاعة في ظل المستجدات المعاصرة.
وقد افتُتحت الندوة بجلسة وزارية رفيعة المستوى بعنوان: «تيسير مناسك الحج وتمكين الحجاج وفقًا لرؤية المملكة» شارك فيها عدد من كبار المسئولين في المملكة العربية السعودية، من بينهم: الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، والسيد فهد الجلاجل، وزير الصحة، والفريق محمد بن عبد الله البسامي، مدير الأمن العام، بالإضافة إلى المهندس صالح الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمكة المكرمة.
وتضمّن برنامج الندوة جلسات علمية متخصصة، ولقاءات ثنائية مع رؤساء بعثات شؤون الحج، إلى جانب حلقات نقاش هدفت إلى تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق بين الوفود المشاركة.
وفي تصريح أدلى به على هامش الندوة، ثمّن الوزير مؤمن حسن برّه الجهود المقدرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في تطوير منظومة الحج، مؤكدًا التزام جمهورية جيبوتي بتعزيز التعاون الثنائي بما يخدم راحة وأمن الحجاج الجيبوتيين، سواء على المستوى الروحي أو التنظيمي.
وأضاف قائلا «تأتي مشاركتنا في هذه الندوة حرصا منا على مواكبة المستجدات التنظيمية والفقهية المتعلقة بالحج، بما يضمن لحجاجنا أداء المناسك في ظروف آمنة وميسّرة».
وأشار وزير الشئون الإسلامية والأوقاف إلى أن بلادنا تواصل العمل على الارتقاء بخدمات الحجاج وتحسين مستوى التأطير، معتبرًا هذا النوع من الندوات منصات حيوية لتبادل التجارب واستشراف التحديات.
وشدد على أن تنظيم الحج مسؤولية جماعية لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن التنسيق الدولي، وأنها تتطلب رؤية موحّدة وتعاونًا دائمًا واستجابة مرنة للتحولات، ملفتا إلي أن الندوة الكبرى للحج تمثل إطارًا مثاليًا لترسيخ هذه المبادئ وتعزيز التكامل بين الدول الإسلامية. جدير بالذكر أن البيان الختامي للندوة أكد أن موضوع هذا العام جاء مواكبًا لحاجة ملحّة في عصر تتعدد فيه التحديات الصحية والتنظيمية والبيئية، ويزداد فيه ارتباط أداء الشعيرة بالقدرة العلمية والتنظيمية، إلى جانب الاستطاعة البدنية والمالية.
كما أجمع المشاركون في جلسات الندوة على أهمية توضيح المفهوم الصحيح للاستطاعة، وضرورة توعية الحجاج بمعانيها وأبعادها، بما يكفل أداء الفريضة وفق ما يرضي الله تعالى، دون مشقة أو تفريط، وتبصير الحجاج بالأنظمة والتعليمات المرتبطة بشعيرة الحج، وعَدّوها جزءًا من الاستطاعة الشرعية.
وفي ختام البيان، ثمّن المشاركون الجهود المبذولة في تنظيم الندوة، والإعداد لها، واختيار موضوعها، مؤكدين أن ما تحقق جاء بتوفيق الله، ثم بفضل الدعم والتمكين من القيادة الرشيدة بالمملكة العربية السعودية، سائلين الله أن يبارك في هذه الجهود، وأن يحفظ الحجيج، ويكتب للجميع حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا.