شهد الحي الخامس من بلدية بلعوص ليلة مأساوية، حيث اندلع حريق هائل في تمام الساعة الثانية بعد منتصف ليل امس الاول السبت، وانتشر بسرعة رهيبة أتى خلالها على ثلاثة عشر منزلاً، وأسفر عن فاجعة إنسانية راح ضحيتها أم وثلاثة من أطفالها، فيما فقدت عشرات الأسر مأواها وكل ما تملكه جراء الحرائق .
وبحسب المعلومات الأولية الصادرة عن فرق الإطفاء، فقد نشب الحريق نتيجة تماس كهربائي داخل أحد المنازل.
وعلى الرغم من التدخل السريع لعناصر الدفاع المدني، إلا أن قوة النيران وسرعة انتشارها حالتا دون السيطرة عليها في بدايتها، ما أدى إلى تدمير كامل للمنازل المتضررة وتحويل ممتلكات الأسر إلى رماد. ومع بزوغ الفجر، توافدت الشخصيات الرسمية إلى موقع الحادث، يتقدّمهم وزير الداخلية السيد/ سعيد نوح، ووزير الزراعة السيد/ محمد أحمد عواله ، وكبار مسؤولي بلدية بلعوص.
وقد عبّرت هذه الزيارة الميدانية عن وقوف الحكومة إلى جانب المواطنين المنكوبين ونقل رسالة دعم صريحة إليهم.
وفي بادرة تضامنية مع الأسر المنكوبة، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية تدخلاً طارئاً وفورياً، تم خلاله توزيع مساعدات إنسانية شملت مواد غذائية، وأغطية، وخياماً، وأدوات أساسية، بإشراف نائب حاكم الدائرة الثانية، لتأمين احتياجات الأسر في الأيام الأولى من المحنة.
في الأثناء، فتحت السلطات الأمنية تحقيقاً شاملاً لكشف ملابسات الحادث وتحديد أسبابه بدقة، فيما واصلت القوات الأمنية تمشيط المكان وضمان سلامة الحي ومنع تكرار أي حوادث مشابهة.
وفي أرجاء الحي، خيّم الحزن وسادت مشاعر الذهول، وتناقل السكان شهادات مروّعة عن تلك الليلة التي امتلأت بالصرخات والدموع ومحاولات الفرار من ألسنة اللهب.
ورغم فداحة الخسارة، مثّلت الاستجابة الرسمية الفورية، والتضامن الشعبي الواسع، شعاع أمل في ظلمة الكارثة.
وقد شرعت الأسر المتضررة، بدعم من الجهات المختصة، في استعادة بعض ملامح الاستقرار، وبدأت أولى خطوات إعادة بناء ما تهدّم، مادياً ومعنوياً.
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذا الموسم، تدعو السلطات السكان إلى توخّي الحيطة والحذر، وإجراء فحوصات دورية للتمديدات الكهربائية، وتجنّب التحميل الزائد على المقابس، وعدم ترك الأجهزة تعمل دون مراقبة، فإجراءات بسيطة كهذه، قد تُجنّب الجميع كوارث مدمّرة.