شهدت بلدة «دورا»، الجبلية التابعة لإقليم تجوره في شمال البلاد، يوم الأربعاء الماضي نقلة جديدة في مسيرتها التنموية، تمثلت في وضع حجر الأساس لمشروع بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تبلغ 150 كيلوواط، مدعومة بنظام تخزين كهربائي بسعة 600 كيلوواط/ساعة، بهدف تزويد هذه البلدة الجبلية بالكهرباء بشكل مستدام.
وجرت مراسم وضع حجر الأساس برعاية وزير الطاقة المكلف بالمواد الطبيعة، السيد/ يونس علي جيدى، وأمين عام رئاسة الوزراء السيد/ نجيب عبد الله محمد كامل، إلى جانب عدد من البرلمانيين، والمسؤولين المحليين، وحشد من أهالي المنطقة الذين عبّروا عن فرحتهم بهذا المشروع، واصفين إياه بـ «المنعطف التاريخي» في حياتهم .
وستتولى تشييد هذه المحطة التي تقام على مساحة تُقدّر بـ 5,000 متر مربع، شركة «بروكسي جروب» بالتعاون مع شركة «هواوي» العالمية، على أن تُنجز خلال فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر.
ومن شأن هذه المحطة، عند تشغيلها، إيصال الكهرباء إلى جميع المنازل، والمتاجر، والمرافق العامة الأساسية في القرية، بما في ذلك مدرسة التعليم الابتدائي والمركز الصحي، اللذَين يفتقران حالياً إلى التيار الكهربائي. وفي تصريح أدلى خلال المناسبة، أشار وزير الطاقة إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن سياسة كهربة المناطق الريفية التي ينتهجها رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله، مضيفاً القول «ان هذا الإنجاز المنتظر «سيُحدث تحولاً هيكلياً حقيقياً في حياة السكان بالمناطق النائية».
ولفت الانتباه الوزير يونس علي جيدي إلى الفوائد العملية المرتقبة، من المحطة الجديدة للطاقة الشمسية في قرية «دورا» وفي مقدمتها تحسين جودة العملية التعليمية، وتسهيل حفظ وتخزين المواد الغذائية والطبية، وتعزيز الأمن، بالإضافة إلى تنمية النشاط التجاري.
ويعتمد تمويل المشروع بشكل رئيسي على الموارد العامة الوطنية، إذ تتولى الوزارة تغطية أكثر من 100 كيلوواط من القدرة الإنتاجية، فيما يُموّل «الصندوق الأخضر» الجزء المتبقي، في إطار شراكة ثلاثية تضم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة.
ويُعد مشروع «دورا» جزءاً من خطة أوسع وضعتها وزارة الطاقة لتركيب محطات مماثلة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في عدد من القرى غير المرتبطة بالشبكة الوطنية للكهرباء، علماً أن مشروعاً شبيهاً أُطلق مؤخراً في بلدة «عمر ججع بإقليم عرتا».
ولقي المشروع ترحيباً واسعاً على الصعيد المحلي، حيث عبّر الزعماء التقليديون والمنتخبون المحليون وسكان القرية عن امتنانهم العميق لرئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، لما يُبديه من اهتمام دائم بتنمية المناطق النائية.
بدوره وصف النائب عمر أدم سعيد، وهو من أبناء بلدة «دورا»، المشروع بأنه «خطوة ملموسة نحو تحقيق العدالة في توزيع الطاقة».
أما السلطات المحلية، فاعتبرت هذا المشروع بأنه يأتي تكملة للإنجاز السابق المتمثل في تعبيد الطريق الرابط بين «دورا» وبقية أنحاء المنطقة، مشيرة إلى أن الجمع بين الكهرباء والبنية التحتية للنقل يمثّل مؤشراً واضحاً على الاندماج الكامل لهذه القرية في النسيج الاقتصادي الوطني.