إحياءً للذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال جمهورية جيبوتي، شهدت ساحة «الحرية» الشهيرة - المَعْلَم الوطني الخالد الذي رُفع منه علم الجمهورية لأول مرة في 27 يونيو 1977، مساء الأربعاء الماضي، السادس والعشرين من يونيو 2025، أمسية احتفالية كبرى، عكست عمق الانتماء الوطني وبهجة المناسبة التاريخية.
وجاءت هذه التظاهرة الثقافية، التي اتخذت من شعار «الوحدة والفخر الوطني» عنوانًا لها، وسط أجواء مفعمة بالفرح والحماسة، حيث توافد آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية،من مختلف أحياء جيبوتي العاصمة، مجسّدين لوحة وطنية نابضة بالحياة، تروي قصة ارتباط شعب بوطنه واعتزازه بمسيرته التحررية.
وكما جرت العادة في السنوات الماضية، زخرت السهرة، التي امتدت حتى منتصف الليل، بفقرات فنية وموسيقية متنوعة قدّمتها نخبة من أبرز الفنانين المحليين، إضافة إلى عروض راقصة وأناشيد وطنية ومشاهد مسرحية جسّدت رمزية الاستقلال ومحطات النضال التي توّجت بانتزاع السيادة الوطنية من الاستعمار الفرنسي.
وشهدت الأمسية حضورًا رسميًا لافتًا، تقدّمه رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا، إلى جانب عدد كبير من أعضاء الحكومة والبرلمان، فضلًا عن شخصيات أخرى رفيعة المستوى.
وفي كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة، أكّد رئيس الوزراء على «التمسك الراسخ بالمبادئ التأسيسية التي قامت عليها الجمهورية»، موجهًا «أسمى آيات التقدير والامتنان إلى الأجيال التي مهّدت الطريق نحو الحرية وأسست لدولة مستقلة وذات سيادة».
وشكَّلت هذه الأمسية الحاشدة على غرار سابقاتها بمثابة انطلاقة شعبية ورسمية لاحتفالات العيد الوطني، التي بلغت ذروتها في يوم الجمعة الماضي، الموافق الـ 27 يونيو، حيث أقيمت في ساحة العروض العسكرية بلبلا، مراسم رسمية مهيبة برعاية رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ، السيد/ إسماعيل عمر جيله وتضمنت المراسم رفع العلم الوطني عند بزوغ الفجر، ، وعرضًا عسكريًا مهيبًا شاركت فيه مختلف تشكيلات قوات الدفاع والأمن، ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الوطن في مشهد جليّ يعبّر عن الجاهزية الوطنية وروح الفداء والاعتزاز بالتاريخ.
يُشار إلى أن هذه الأمسية الوطنية، بما حملته من مضامين رمزية ومشاركة جماهيرية واسعة، رسّخت من جديد روح التلاحم الشعبي، وعبّرت عن وحدة الصف الجيبوتي، وصلابة الهوية الوطنية، والتفاف المواطنين حول قيادتهم ومشروعهم الوطني الطموح.