انطلقت يوم الاثنين الماضي في واغادوغو عاصمة جمهورية بوركينافاسو أعمال الاجتماع الوزاري الخامس لمبادرة «من الصحراء إلى الطاقة»، الذي ينظمه بشكل مشترك كلٌّ من البنك الإفريقي للتنمية، وحكومة بوركينا فاسو، تحت شعار: «تحسين الأداء الفني والمالي لشركات الكهرباء في منطقة الساحل.»
وشهد هذا اللقاء رفيع المستوى مشاركة وزراء الطاقة وممثلي حكومات أكثر من 11 دولة من دول الساحل، إلى جانب شركاء تقنيين وماليين، وذلك لمناقشة التقدم المُحرز في هذه المبادرة الطموحة التي تهدف إلى إنتاج 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وتوفير كهرباء نظيفة لأكثر من 250 مليون شخص في البلدان المعنية بحلول عام 2030.
ومثّل جمهورية جيبوتي في هذا الاجتماع وزير الطاقة المكلّف بالموارد الطبيعية، السيد/ يونس علي جيدي، والذي ترأس وفدا كبيرا من دائرته الوزارية.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزراء ومسؤولو البنك الإفريقي للتنمية مستوى التقدّم في تنفيذ المبادرة، وبحثوا سبل تسريع وتيرتها، إلى جانب مناقشة عدد من الملفات ذات الأولوية، كتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع شبكات الربط الكهربائي بين دول المنطقة.
وجدّد وزير الطاقة في كلمته في افتتاح الاجتماع التزام جيبوتي الراسخ بمبادئ المبادرة وأهدافها، مؤكدًا أن التحول الطاقوي أضحى خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد السيد/ يونس علي جيدي على الأهمية القصوى للجهود التي تبذلها بلادنا في مجال الطاقات المتجددة، وعلى رأسها مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية.
ويُعدّ اجتماع واغادوغو محطة مفصلية على طريق تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وفرصة لتوحيد الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة لدول الساحل.
على هامش هذا الاجتماع الوزاري الخامس لمبادرة «من الصحراء إلى الطاقة»، التقى وزراء الطاقة من جيبوتي والنيجر وتشاد، رئيس وزراء بوركينا فاسو، السيد/ ريمتالبا جان إيمانويل ويدراغو، وذلك لبحث سبل تطوير قطاع الطاقة وتعزيز التعاون الإقليمي بين دول الساحل.
وركّزت المناقشات على التحديات المشتركة التي تواجه دول المنطقة في مجال الطاقة، والحاجة إلى توسيع الوصول إلى الكهرباء، فضلا عن تحسين كفاءة الخدمات الطاقوية لدعم جهود التنمية.
وأعرب الوزراء المشاركون عن تقديرهم لحكومة وشعب بوركينا فاسو على حسن الاستقبال، مشيدين بالدور الذي تلعبه واغادوغو كمنصة انطلاق لمبادرة «من الصحراء إلى الطاقة»، منذ إطلاقها لأول مرة عام 2019.
من جانبه، ثمّن رئيس الوزراء البوركيني خلال اللقاء، روح الالتزام والتعاون التي أبدتها الدول المشاركة، مؤكدًا على أهمية بناء منظومة إقليمية فعالة لتحقيق السيادة في مجال الطاقة، باعتبارها ركيزة أساسية للتحول الاقتصادي والاجتماعي في منطقة الساحل.
ونوه أن هذه المبادرة تمثل فرصة تاريخية لتحويل الرؤية المشتركة إلى واقع ملموس، يخدم تطلعات الشعوب نحو مستقبل مستقر ومزدهر.
الوزير يونس جيدي يجري مع نائب رئيس مجمَّع الطاقة والتغير المناخي والنمو الأخضر بالبنك الإفريقي للتنمية وعلى هامش الاجتماع أيضا، أجرى وزير الطاقة المكلّف بالموارد الطبيعية، السيد يونس علي جيدي، أمس الأول الثلاثاء، لقاءً ثنائياً مع نائب رئيس مجمَّع الطاقة والتغير المناخي والنمو الأخضر بالبنك الإفريقي للتنمية، الدكتور كيفن كاريوكي.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجال الطاقوي بين جمهورية جيبوتي وهذه المؤسسة المالية القارية، من خلال تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة. وتركزت محادثات الجانبين بشكل رئيسي حول جملة من الموضوعات من أبرزها: برنامج الكهربة الريفية من خلال تركيب محطات طاقة شمسية في أكثر من 15 قرية نائية خارج نطاق شبكة التوزيع الوطنية، ومشروع دعم إعداد إطار قانوني وتشريعي في مجال الكهربة الريفية، ونشر العدادات الذكية في المناطق الريفية، إضافة إلى تحسين الإطار القانوني الخاص بالشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) في قطاع الطاقة، وتمديد برنامج الكهربة المستدامة (PED) لصالح الأسر الأكثر هشاشة في البلاد.