ترأس رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، يوم الخميس الماضي في مكتبه بالمجمع الوزاري ، الاجتماع الرابع لمتابعة تنفيذ الخطة الوطنية لمواجهة الجفاف، تنفيذًا للتوجيهات رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، الرامية إلى تعبئة كافة الجهود الوطنية لمواجهة آثار الجفاف الذي يضرب البلاد منذ عدة أشهر.

وقد ضم هذا الاجتماع الوزراء المعنيين بالقطاعات الأساسية، وهم وزراء التضامن، والداخلية، والدفاع، والزراعة، واللامركزية، والبيئة، والصحة، إلى جانب ممثلين فنيين ومستشارين من ديوان رئاسة الوزراء. وتمحورت المناقشات خلال الاجتماع حول عدد من الأولويات العاجلة، وفي مقدمتها توفير مياه الشرب المناطق المتضررة من الجفاف، وذلك من خلال إعادة تشغيل الآبار المتوقفة، والتعاقد لتوفير معدات الحفر، وتركيب المضخات، بما يضمن إيصال المياه إلى المناطق الريفية المتضررة، وتخفيف معاناة السكان الذين يواجهون نقصًا حادًّا في المياه الصالحة للشرب.

وفي السياق ذاته، ناقش الاجتماع ملف المساعدات الغذائية، حيث تم التخطيط لتوزيع أكثر من 11,000 سلة غذائية، تُوجه بشكل خاص إلى الفئات الأكثر هشاشة، ما من شأنه تعزيز الأمن الغذائي وتلبية الاحتياجات العاجلة للأسر المتأثرة بالجفاف.

أما فيما يتعلق بـالإمداد والتموين، فقد تم الاتفاق على ضرورة تعزيز إيصال مياه الشرب والديزل وأعلاف الماشية، إضافة إلى مختلف المواد الغذائية، وذلك عن طريق دعم شبكات النقل وتفعيل آليات التوزيع السريع والمنظم في جميع الأقاليم المعنية.

من جهة أخرى، تطرق الاجتماع إلى ملف المتابعة والتنسيق، حيث أُقرّ اعتماد نظام مراقبة أسبوعي لتتبع سير الأنشطة الميدانية، مع تفعيل التنسيق بين مختلف المؤسسات الحكومية لضمان الانسجام بين التدخلات وتفادي التكرار أو التداخل، بما ينعكس إيجابًا على فعالية الاستجابة الوطنية.

وشهد الاجتماع مداخلات من جانب عدد الوزراء، من أبرزها مداخلة وزيرة الشؤون الاجتماعية والتضامن السيدة/ أولوفه إسماعيل عبدو، التي قدّمت توصيات عملية لتعزيز البُعد الاجتماعي في خطة الاستجابة، مركزةً على حماية الفئات الهشة وضمان توزيع المساعدات بشكل عادل.

بدوره شدّد وزير الداخلية السيد/ سعيد نوح، على أهمية ضمان الشفافية والعدالة في توزيع المساعدات، وضرورة إشراك السلطات المحلية في تحديد الأولويات الميدانية.

ومن جانبه، أوصى وزير الصحة الدكتور أحمد روبله عبد الله، بضرورة تنويع مكونات السلال الغذائية، والتركيز على إدراج مواد ذات قيمة غذائية عالية، بما يُسهم في الحفاظ على صحة السكان، لا سيما الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

جدير بالإشارة إلى أن هذا الاجتماع يعكس مدى التعبئة الشاملة التي تقودها الحكومة لمواجهة حالة الطوارئ الراهنة لاحتواء تداعيات موجة الجفاف بروح من التضامن والفعالية، كما يؤكد على التزام الدولة بتكثيف الجهود للتخفيف من معاناة المتضررين، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية في ظل الصعوبات المعيشية التي يوجهونها.