يشارك وزير البيئة والتنمية المستدامة، السيد/ محمد عبد القادر موسى، في أعمال الدورة التفاوضية الخامسة المعنية بالتوصل إلى أول معاهدة دولية ملزمة للحد من التلوث البلاستيكي، والمنعقدة في مدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 11 إلى 14 أغسطس الجاري.

وتستقطب هذه الدورة، التي تنعقد برعاية الأمم المتحدة، ممثلين عن نحو 180 دولة، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة التحديات المتزايدة الناجمة عن التلوث البلاستيكي، والذي يشكّل تهديداً خطيراً للبيئة والصحة العامة على مستوى العالم.

وعلى هامش أعمال الدورة، التقى الوزير محمد عبد القادر موسى بنظيره الصومالي، السيد/ بشير محمد جامع، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، ومناقشة مشروعين مشتركين تعتزم كل من جيبوتي والصومال تقديمهما إلى مرفق البيئة العالمي.

كما عقد الوزير لقاءً مع الوفد السعودي برئاسة السيد/ عبد الرحمن القويز، كبير مستشاري الاستدامة في وزارة الطاقة السعودية، حيث تم استعراض أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال حماية البيئة وتعزيز الاستدامة.

وفي السياق ذاته، التقى السيد/ محمد عبد القادر موسى بالمدير التنفيذي لصندوق البيئة العالمي، السيد/ كارلوس مانويل رودريغيز، وبحث الجانبان المشاريع التي يدعمها الصندوق في جيبوتي، وسبل تعزيز الشراكة المستقبلية.

ويرافق الوزيركل من سفيرة جمهورية جيبوتي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، السيدة/ خضرة أحمد حسن، وأمين عام وزارة البيئة، السيد/ ديني عبد الله. ويمثل التلوث البلاستيكي أحد أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، حيث يُنتج العالم أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وفق بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، يُلقى أكثر من ثلثيها في البيئة، سواء في المحيطات أو التربة أو الهواء، مما يخلّف آثاراً مدمرة على النظم البيئية وصحة الإنسان.

في ظل هذا التهديد العالمي المتصاعد، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في آذار 2022 بالإجماع على بدء مفاوضات لإعداد معاهدة دولية ملزمة قانونياً لمكافحة التلوث البلاستيكي.

 وتشرف على هذه العملية اللجنة التفاوضية الدولية (INC)، والتي عقدت منذ ذلك الحين أربع جولات رسمية، كان آخرها في كانون الأول 2024 بمدينة بوسان في كوريا الجنوبية، لكنها فشلت في تحقيق تقدم جوهري. تُعزى العقبات الرئيسة في المفاوضات إلى الخلافات بين دول تطالب بتقليص إنتاج البلاستيك ومعالجة التلوث من المصدر، ودول أخرى (غالباً مصدّرة للنفط والمواد البتروكيميائية) تفضّل التركيز على إعادة التدوير والتقنيات الجديدة كحلول بديلة دون تقييد للإنتاج.

وتُعد الجولة الخامسة الجارية في جنيف بمثابة فرصة حاسمة لسد الفجوات السياسية والتوصل إلى مسوّدة أولية لاتفاق ملزم، يُتوقع اعتماده بشكل نهائي بحلول نهاية عام 2025، ليصبح أول اتفاق دولي من نوعه يعالج دورة حياة البلاستيك بالكامل، من الإنتاج وحتى النفايات.