عاد رئيس الجمهورية، السيد/ إسماعيل عمر جيله، إلى أرض الوطن بعد ظهر يوم أمس الأربعاء، بعد مهمة مزدوجة في إثيوبيا، حيث شارك في القمة الإفريقية الثانية للمناخ، كما حضر مراسم الافتتاح الرسمي لسد النهضة الإثيوبي الكبير لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وقد ألقى الرئيس كلمة أمام المشاركين في القمة، سلط فيها الضوء على التحديات البيئية والمناخية التي تواجه القارة الإفريقية، مؤكدًا أن التغير المناخي بات يشكل تهديدًا عالميًا متفاقمًا، وأصبح يمثل عائقًا حقيقيًا أمام جهود التنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا التي، رغم مساهمتها المحدودة في انبعاثات الغازات الدفيئة، تتعرض لآثار كارثية كالجفاف، والفيضانات، وموجات الحرّ الشديد.
وأوضح الرئيس جيله أن هذه الأوضاع «تُقلص من آفاق النمو الاقتصادي للقارة بنسبة تصل إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي»، داعيًا إلى ضرورة تبني نموذج تنموي جديد، يضع التحول في مجال الطاقة ضمن الأولويات القصوى.
كما شدد على أن القارة الإفريقية تسعى لتحقيق هدفين متكاملين في إطار مواجهة التغير المناخي، هما: التكيف والتخفيف، واللذان يُعدّان جزءًا من أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، واتفاق باريس للمناخ.
وفي هذا السياق، استعرض رئيس الجمهورية تجربة جيبوتي في إنشاء «الوكالة السيادية للكربون»، التي تعمل على تجميع المساهمات البيئية وفق مبدأ «الملوِّث يدفع»، وتحويلها إلى مشاريع تكيف تعود بالنفع على المجتمعات المتضررة من آثار الاحتباس الحراري.
وأكد أن هذه التجربة الناجحة مكنت من توفير تمويل مستدام للمشاريع الصغيرة الموجهة للفئات الأكثر هشاشة.
ودعا الرئيس جيله إلى إيجاد آلية تنسيق على مستوى القارة لضريبة الكربون، بهدف تعزيز التمويل الخاص بالتكيف، ودعم التحول العادل في مجال الطاقة، وتوسيع نطاق التعاون الإقليمي، ومنح إفريقيا صوتًا أقوى على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن تحقيق العدالة المناخية يتطلب توفير تمويل مستدام وموثوق، داعيًا إلى رفع نسبة تمويل مشاريع الطاقات المتجددة إلى 20% على الأقل بحلول عام 2030، وتسهيل الوصول إلى الصناديق الدولية الداعمة للبنية التحتية الخضراء والمرنة.
كما رحّب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف الـ29 بشأن مضاعفة التدفقات المالية إلى الدول النامية ثلاث مرات بحلول عام 2035، مؤكدًا أنه، رغم أهميته، لا يزال غير كافٍ لتحقيق الأهداف المناخية المنشودة.
وأكد رئيس الجمهورية في ختام كلمته أن القمة تمثل فرصة لإفريقيا للتحدث بصوت واحد، والمطالبة بحقوقها المناخية، وإلزام الشركاء الدوليين بتعهداتهم في مجال تمويل التحول البيئي، بما في ذلك آليات مثل تخفيف الديون مقابل الاستثمار الأخضر، وصندوق التعويض عن الخسائر والأضرار، والصندوق الأخضر للمناخ.
وفي إطار زيارته لإثيوبيا، شارك الرئيس إسماعيل عمر جيله أيضًا في مراسم افتتاح سد النهضة الإثيوبي الكبير، وهو مشروع استراتيجي ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وخلال الزيارة، عقد رئيس الجمهورية سلسلة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والمسؤولين، من بينهم رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
كما التقى بنظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، حيث ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في الصومال، مع التركيز على الجهود المبذولة من قِبل الحكومة الصومالية لاستعادة الاستقرار وبسط سيادتها على كامل الأراضي الوطنية.
وجدد الرئيس جيله، خلال اللقاء، التزام جمهورية جيبوتي الثابت بدعم عملية التنمية والاستقرار في الصومال، ومواصلة تقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة للشعب الصومالي الشقيق.