بعد تحضيرات امتدت لعدة أسابيع، أقامت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ممثلة بفرعها في جمهورية جيبوتي، يوم أمس الأول الثلاثاء، إقصائيات لدورة الثانية لمسابقة الحديث النبوي الشريف.
وأقيمت فعاليات المسابقة هذه المرة في قاعة المؤتمرات بمتحف (إيجا) ، تحت رعاية القائم بأعمال سفارة المملكة المغربية في جيبوتي القائم بأعمال السفارة المغربية السيد/ محمد المدغري، وبحضور رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في جيبوتي الشيخ/ علمي عبد الله عطر، ومدير إدارة الشئون الإسلامية السيد/ إسماعيل حسن روبله، إلى جانب ممثلين لمعهد الوسطية وثقافة السلام، والأعضاء الفاعلين في فرع مؤسسة محمد السادس بجيبوتي.
وعلى غرار العام الماضي، تبارى المتسابقون الذين بلغ عددهم 30 مشاركا ومشاركة، على أصناف المسابقة الثلاثة، والمتمثلة في حفظ أربعين حديثا سندا ومتنا، واستظهار خمسة وثلاثين متنا مع ذكر من انتهت إليه رواية الحديث وفهم دلالة ألفاظه، بالإضافة إلى حفظِ خمسة وعشرين متنا من أحاديث الأحكام.
وقد تولى تحكيم هذه المسابقة الهامة لجنة مكونة من علماء وشيوخ متخصصين في علوم الحديث، تمثلت مهمتهم الرئيسية في تقييم المشاركين بناءً على قدرتهم على الحفظ الصحيح وفهم المعاني والأحكام الفقهية للأحاديث النبوية.
وفي كلمة مقتضة ألقاها في الحفل، شدد القائم بأعمال السفارة المغربية في جيبوتي على الأهمية القصوى لهذه التظاهرة، التي تضمن المحافظة على الحديث النبوي الشريف الذي يعتبر المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية.
واعتبر مسابقة الحديث النبوي الشريف بأنها جزء أساسي من الجهود المبذولة من قبل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بغية تعزيز القيم الإسلامية والارتقاء بمستوى الوعي الديني في أوساط الشباب، مما يساهم في تحقيق التنمية الروحية والفكرية للمجتمع بشكل عام.
وأشاد كذلك بالمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة المغربية للاعتناء بالقرآن الكريم والسنة النبوية، متوجها بالشكر لرئيس فرع المؤسسة في جيبوتي ومعاونيه.
كما عبر القائم بالأعمال المغربي عن تمنياته بالنجاح والتألق المتسابقون كافة.
بدوره، أشار رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في جيبوتي إلى ان هذه المسابقة ضمن جهود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تعمل على غرس القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع، وتشجيع الشباب على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي السمحة.
وأضاف قائلا : «ولا يفوتني في هذا المقام أن أؤكد أن هذه المسابقة الكريمة تمثل خير شاهد على عمق الروابط الأخوية، التي تجمع بين جمهورية جيبوتي والمملكة المغربية الشقيقة، علاقاتٍ قائمة على الأخوة الصادقة والتعاون البنّاء في خدمة الدين والأمة».
وأفاد بأن هذه المبادرة الكريمة ليست مجرد مسابقةً للتنافس فحسب، يقدر ما هي مدرسة للتربية الروحية والفكرية، ومجال لتزكية النفوس وصقل المواهب.
وأدرف قائلا «في الختام، أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على رعايته السامية ودعمه السخي لهذه المسابقة العلمية المباركة. والشكر موصول لفخامة رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله، الذي يولي بالغ الاهتمام لهذا النوع من المسابقات التي من شأنها أن تعزز الوعي الديني الراشد لدى شريحة الشباب في هذا البلد المعطاء.
كما أثمن الدور الهام الذي يقوم به القائم بالأعمال في السفارة المغربية لإنحاح هذه المسابقة التي تمنح شباب الأمة فرصة للتزود بالعلم النافع، وتنمية مهاراتهم المعرفية والروحية والاجتماعية» وعقب سباق محموم بين المتنافسين، على صدارة أصناف المسابقة الثلاثة، أعلنت لجنة التحكيم عن الفائز الأول في كل صنف على النحو التالي: فاز بالمرتبة الأولى للصنف الأول «حفظُ أربعين حديثا سندا ومتنا» المتسابقة هدو عمر عبد، وفاز بالمركز الأول بالنسبة للصنف الثاني «استظهارُ خمسة وثلاثين متنا مع ذكر من انتهت إليه رواية الحديث وفهم دلالة ألفاظه» المتسابق سليمان طاهر عثمان، فيما كان المركز الأول للصنف الثالث والأخير أي حفظُ خمسة وعشرين متنا من أحاديث الأحكام، من نصيب المتسابق علي محمد آدن.
جدير بالذكر أن هؤلاء الفائزين الثلاثة سيخوضون نهائيات مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف المقرر تنظيمها في وقت لاحق بمشيئة الله تعالى.