غادر رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، يوم أمس الأول الثلاثاء دولة قطر، متوجها إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي انطلقت فعالياتها منتصف الأسبوع المنصرم بمقر المنظمة الدولية، وسيجتمع رؤساء الدول والحكومات في مناسبة الأسبوع الرفيع المستوى الذي يُعقد في 22 سبتمبر الجاري بغية استعراض أولوياتهم والتبادل بشأن التحديات العالمية من أجل إحراز تقدم في إرساء السلام وبسط الأمن وتحقيق التنمية المستدامة.
وكان رئيس الجمهورية قد شارك يوم الاثنين الماضي في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي انعقدت فعالياتها في العاصمة القطرية الدوحة.
وقد ألقى الرئيس كلمة في القمة استهلها بالقول:» بقلوب يعتصرها الألم، ووجدان لا يعرف الصمت أمام الظلم، نقف اليوم لا لنسجل حضورًا دبلوماسيًّا، بل لنقول كلمة حق لا لبس فيها: إن العدوان الإسرائيلي الغادر، الذي استهدف الدوحة، هذه الأرض الطيبة، قلب العروبة النابض، ليس مجرد استهداف لمدينة، بل هو اعتداء على كل عربي ومسلم، وتحد صارخ للقانون الدولي، ولإنسانيتنا المشتركة.
إن قصف الدوحة، التي لطالما كانت منارة للسلام، وملاذًا للمظلوم، وصوتًا لا يخبو للحق، ليس حادثًا عابرًا، بل هو صفعة مدوية في وجه الصمت الدولي، وكشف فاضح لطبيعة المشروع الاحتلالي الإسرائيلي البغيض، الذي لا يعترف بسيادة، ولا يردعه قانون».
وأضاف رئيس الجمهورية في كلمته قائلا:» نقولها اليوم بوضوح، ومن قلب الدوحة: من يقصف عاصمة عربية آمنة، فإنه يتحدى الأمة بأسرها، ومن يصمت، فإنه يفسح الطريق للعدوان القادم.
وإزاء هذا الحدث الخطير، فإن جمهورية جيبوتي تعلن ما يلي: تدين بأشد العبارات هذا العدوان الآثم، وتعده جريمة لا تسقط بالتقادم.
تطالب بتحقيق دولي عاجل، يكشف الحقيقة، ويوثق الجريمة، ويحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة.
تدعو إلى تحرك عربي وإسلامي فوري، يتجاوز حدود الإدانة إلى دوائر الفعل الرادع، والقرار المؤثر. لقد آن الأوان لأن تتحرك هذه الأمة كجسد واحد، فكرامتنا ليست قابلة للتجزئة، وسيادتنا ليست موضوعًا للنقاش أو التفاوض.
علينا أن نترجم تضامننا إلى أفعال ملموسة، تحمي أوطاننا، وتصون سيادتنا، وترسل رسالة واضحة بأن عواصمنا ليست ساحة مفتوحة للانتهاكات والاعتداءات.
أيها الإخوة، نحن نمد أيدينا للسلام العادل، لكننا لا نقبل أن يفهم هذا السلوك الحضاري على أنه ضعف، أو أن يترجم صبرنا على أنه استسلام.
وإذا كان ذلك قد أسيء فهمه، فلتكن هذه القمة نقطة تحول، تعيد ضبط ميزان الكرامة والسيادة.
في الختام، نؤكد من هذا المنبر وقوف جمهورية جيبوتي التام، قيادة وشعبًا، إلى جانب دولة قطر الشقيقة، ونأمل أن يولد من رحم هذا الجرح العميق، وعي عربي وإسلامي جديد، لا يعرف التردد، ولا يقبل التهاون، ولا يصمت حين تستباح السيادة».
الرئيس جيله يلتقي أمير قطر على هامش القمة العربية الإسلامية في الدوحة أجرى رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله، محادثات ظهر يوم الاثنين الماضي مع أمير دولة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة.
وقد أعرب رئيس الجمهورية لأمير قطر عن تضامن جمهورية جيبوتي الكامل حكومة وشعبا، مع دولة قطر الشقيقة وشعبها، ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على أراضيها.
من جانبه، عبر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن شكره لجمهورية جيبوتي رئيسا وحكومة وشعبا على دعمهما وتضامنهما مع دولة قطر في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي على سيادتها وحرمة أراضيها.
وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الاعتداء الإسرائيلي الغادر على سيادة دولة قطر.
كما تطرقت المحادثات إلى السبل الكفيلة بتمكين الدول العربية من الحصول على ضمانات أمنية رادعة لعدوان إسرائيلي على أراضي أي منها على غرار الهجوم الغادر الذي شنته على الأراضي القطرية.
حضر المقابلة من الجانب الجيبوتي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ عبد القادر حسين عمر، وسفير جمهورية جيبوتي لدى دولة قطر السيد/ طيب دبد روبله.
فيما حضرها من الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ورئيس الديوان الأميري السيد/ عبدالله بن محمد الخليفي . البيان الختامي للقمة أدان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية بالدوحة عدوان إسرائيل الغاشم على قطر، معتبرا أنه يقوض أي فرص لتحقيق سلام بالمنطقة، داعيا إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها.
كما أدان بأشد العبارات هجوم إسرائيل الجبان غير الشرعي على دولة قطر، معبرا عن التضامن المطلق مع الدوحة والوقوف معها في ما تتخذه من خطوات للرد.
وشدد على أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية، مشيدا بموقف قطر الحضاري والحكيم في تعاملها مع الاعتداء الغادر.
كما كرر الرفض القاطع لمحاولات تبرير العدوان الإسرائيلي على الدوحة تحت أي ذريعة، وتهديد إسرائيل المتكرر بإمكانية استهداف قطر مجددا.
وجدد البيان دعم جهود الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف العدوان بغزة، مشيرا إلى أن الاعتداء يهدف لتقويض جهود الوساطة الرامية لوقف العدوان على القطاع. كما أكد على الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض واقع جديد بالمنطقة، وإدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بأي ذريعة، مشددا على ضرورة تنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة.
كما حذر من تبعات أي قرار إسرائيلي بضم جزء من الأراضي المحتلة، مطالبا بتحرك دولي عاجل يضع حدا لاعتداء إسرائيل المتكرر بالمنطقة.
وأكد البيان أن العدوان الإسرائيلي على قطر، إلى جانب الجرائم المستمرة من إبادة جماعية وتطهير عرقي وحصار، يقوض فرص السلام في المنطقة.
ورفض البيان الختامي محاولات تبرير العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي ويستهدف تقويض جهود وقف العدوان على غزة والتوصل لحل سياسي عادل.
كما رفض البيان بشكل قاطع محاولات تبرير العدوان الإسرائيلي تحت أي ذريعة، كما أدان التهديدات المتكررة التي أطلقتها إسرائيل بإمكانية استهداف قطر مجدداً، معتبراً أن هذه الاعتداءات تهدف إلى تقويض جهود الوساطة الرامية إلى وقف العدوان على غزة.
ورحب البيان بقرار «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة»، مؤكداً أهمية الأمن الجماعي، وإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
وأكد البيان على ضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة، والتي تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وضرورة التصدي لها.
ودعا البيان جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب ومساءلتها عن آثارها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها.
كما أدان البيان الختامي سياسات إسرائيل التي أحدثت كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة، محذرا من أي قرار إسرائيلي بضم أراضٍ فلسطينية محتلة، واعتبره انتهاكاً للقانون الدولي ونسفاً لجهود السلام.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دول المنطقة، محذراً من تبعات استمرار العدوان على قطر وغزة، والانتهاكات في الضفة الغربية وسوريا ولبنان وإيران.
كما أكد القادة دعمهم الكامل للجهود التي تبذلها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف العدوان على غزة، مشيرين إلى الدور البناء والمقدر الذي تلعبه قطر في الوساطة ودعم الأمن الإقليمي.
وشدد البيان على أهمية الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، مشدداً على ضرورة الوقوف ضد أي محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد في المنطقة أو تهجير الفلسطينيين.
كما ندد بسياسات إسرائيل التي تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، محذراً من تبعات أي قرار إسرائيلي بضم أجزاء من الأراضي المحتلة.
ودعا البيان الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى النظر في مدى توافق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاقها، وتنسيق الجهود لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
ورحب القادة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين، مع الإشادة بالجهود التي بذلتها كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية في اعتماد هذا الإعلان.
وفي بيانها الختامي، دعت القمة إلى اتخاذ تدابير لدعم تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.