بعد مناقشات مكثفة استغرقت يومين، اختُتم في فندق الشيراتون الخميس الماضي أعمال المنتدى الوطني للشباب حول أثر التغير المناخي على صحة الشباب، باعتماد التزام جماعي من الشباب الجيبوتي لمواجهة هذه التحديات.

وشهد المنتدى الذي أقيم من قبل حركة الشباب المتحد، برعاية وزارتي الصحة والبيئة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومشاركة أكثر من 200 شاب وشابة، إلى جانب الأمناء العامين لوزارتي الصحة والبيئة، وممثلي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى خبراء وصنّاع قرار وممثلين عن المجتمع المدني.

وناقش المشاركون بشكل رئيسي انعكاسات الاحتباس الحراري على صحة الشباب في جيبوتي، وطرحوا حلولًا عملية تتناسب مع الواقع المحلي، كما تضمن برنامج المنتدى جلسات حوارية وورش عمل تفاعلي، حول الآثار الجسدية والنفسية للتغير المناخي على الشباب، إلى جانب الاستماع إلى إفادات ميدانية.

وهدف المنتدى إلى صياغة توصيات موجّهة للسياسات الوطنية، مع التركيز على سبل التكيّف مع التحديات المناخية.

 ويعكس هذا الحدث الوطني الهام، مستوى تنامي دور المجتمع المدني في التصدي لتداعيات التغير المناخي، من خلال إشراك الشباب في بلورة الحلول الرامية إلى بناء مستقبل صحي ومستدام.

وفي كلماتهم في اختتام المنتدى، أكد الأمين العام بالإنابة لوزارة الصحة السيد/ علي أحمد موسى، على ضرورة إدماج قضايا المناخ في السياسات الصحية الوطنية، لافتا في هذا السياق إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب استراتيجيات وقائية شاملة تدمج بين السياسات البيئية والبرامج الصحية الموجهة للشباب.

 بدوره ، ثمن الأمين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة السيد/ ديني عبد الله عمر ، الحضور اللافت والمشاركة الواسعة للشباب في فعاليات المنتدى، مشيدًا بوعيهم المتنامي بقضايا المناخ والبيئة.

ودعا السيد/ ديني في كلمته الشباب إلى مواصلة التزامهم الفعّال في حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية، باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أكثر استدامة لأجيال الحاضر والمستقبل.

تحدث بهذه المناسبة أيضا، رئيس حركة الشباب المتحد السيد/ أحمد مجولا ، الذي حث الشباب على مزيد من الانخراط في مواجهة التحديات البيئية.

جدير بالإشارة إلى أن التغير المناخي يُعدّ من أبرز التحديات التي تهدد صحة الشباب في العصر الراهن، إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتزايد موجات الحر إلى مشكلات صحية مباشرة مثل الإجهاد الحراري وضربات الشمس والجفاف، فضلاً عن تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن تلوث الهواء وزيادة نسبة الغبار والجسيمات الدقيقة.

 كما يُسهم تغير أنماط الأمطار في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك، التي تصيب الشباب بشكل خاص لارتباطهم بالأنشطة اليومية والدراسة والعمل في بيئات خارجية.