امتدادا لجهودها المستمرة لنشر الوعي الديني وتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، نظّمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ممثلة بالمجلس الأعلى الإسلامي، مساء الجمعة الماضي، جلسة توعوية جماهيرية في بلدية بلبلا،وتحديدا في الميدان الرياضي الكائن بالقرب من مسجد عِز الدين بحي بلبلا 11، تمحورت حول آفات اللسان ومخاطرها، ولا سيّما في هذا العصر الذي يشهد انتشارًا واسعًا لوسائل التواصل الاجتماعي وما يترتّب عليه من إساءة استخدام الكلمة وتجاوزات لفظية خطيرة.
وإلى جانب مسئولين كبار من الوزارة، شهدت الأمسية حضورًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع، من شباب ورجال ونساء، في مشهد عكس تنامي الوعي الديني لدى المواطنين بأهمية هذه القضايا السلوكية الحساسة.
وقام بتنشيط هذه الجلسة التوعوية نخبة من العلماء والدعاة، من بينهم الشيخ عبد الرحمن شمس الدِّين، والشيخ عواله طاهر، إضافة إلى الشيخ آدم مؤمن، الذين تناولوا في كلماتهم مظاهر الانفلات اللفظي وخطورته على الفرد والمجتمع، مستشهدين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على حفظ اللسان وصون الكلمة.
وأكد هؤلاء العلماء في مداخلاتهم أن اللسان أداة خطيرة، يمكن أن تكون سببًا في سعادة الإنسان ونجاته، أو وسيلة لهلاكه وشقائه، مشددين على أن ضبط اللسان من كمال الإيمان وحسن الخلق. كما حذروا من التساهل في السبّ والشتم أو التطاول على الذات الإلهية أو الرسول الكريم ﷺ أو الاستهزاء بالدِّين، معتبرين ذلك من أعظم الذنوب وأخطرها على العقيدة.
كما لفت الشيوخ إلى أن من آفات اللسان الأخرى السبّ والشتم والكذب والغيبة والنميمة، داعين إلى تجنّب هذه العادات المذمومة التي تؤدي إلى تفكك أواصر المجتمع، وإشاعة البغضاء بين أفراده، وإضعاف روح الألفة والمحبة التي دعا إليها الإسلام.
وفي كلمة مقتضبة ألقاها في مستهلّ هذه الأمسية التوعوية، أعرب رئيس الهيئة العليا للفتوى بالمجلس الأعلى الإسلامي، عن خالص شكره وتقديره للجنة المنظمة على جهودها المباركة التي أفضت إلى إنجاح هذه التظاهرة الدينية.
وثمن الشيخ عبد الرحمن محمد علي، المعروف بـ شمس الدين، من جهة أخرى، الحضور الجماهيري اللافت الذي عكس الرغبة الصادقة لدى سكان بلدية بلبلا في التزوّد بالمعرفة الدينية والاستفادة من مثل هذه البرامج التي تسهم في ترسيخ الوعي الأخلاقي وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع.
كما حذّر الشيخ شمس الدين من الاستعمال السيئ للكلمة في هذا العصر الذي كثرت فيه المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا الجميع إلى تحرّي الصدق والإنصاف في القول، والابتعاد عن الغيبة والنميمة والإشاعات التي تزرع الفتنة وتضعف الروابط الأخوية.
وأشار الشيخ شمس الدين في معرض حديثه إلى أهمية حفظ اللسان من اللغو والحديث فيما لا يعني، موضحًا أن كثرة الكلام من غير فائدة تُذهب وقار المسلم وتنقص من مروءته، وتجرّه في كثير من الأحيان إلى الوقوع في الزلل والخطأ.