في أجواءٍ مفعمة بالإيمان والخشوع والبهجة، احتضنت قاعة النخيل بفندق كمبننسكي، يوم أمس الأربعاء، حفل تكريم الفائزين في الدورة الثانية من مسابقة حفظ القرآن الكريم، التي نظّمتها الملحقية الدينية بسفارة المملكة العربية السعودية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف.
وأقيم هذا الحدث تحت رعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السيد/ مؤمن حسن برّي، وسفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية جيبوتي السيد/ مِترِك بن عبد الله الدوسري، بحضور الملحق الديني المكلف الشيخ سعد بن عبد العزيز الصَّفيّان، إلى جانب عدد من المسؤولين، والأئمة، والعلماء. وأقيمت تصفيات المسابقة التي تنافس فيها نحو 200 متسابقًا ومتسابقة من مختلف مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمدارس العربية، في جامع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
واختتم الحفل بتوزيع جوائز قيمة على الفائزين، الأوائل في أجواء من الفرح والامتنان، مما يعكس الإرادة المشتركة للحفاظ على هذه المسابقة القرآنية وجعلها موعدًا سنويًا مخصصًا لتعزيز كتاب الله وتعاليمه.
وقد تمّ أيضا تكريم أعضاء لجنة التحكيم من القراء والمتخصصين في علوم القرآن، عرفانًا بجهودهم القيمة التي أسهمت في إنجاح هذه التظاهرة القرآنية المباركة، إلى جانب تكريم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، وسفير خادم الحرمين الشريفين، تقديرًا لدعمهم المتواصل وحرصهم الدائم على النهوض ببرامج وأنشطة الملحقية الدينية.وقد تبارى المشاركون في ثلاثة أقسام: الحفظ الكامل للقرآن الكريم، وحفظ خمس عشرة جزءًا، وحفظ خمسة أجزاء.
وفي كلمته بالمناسبة، وجّه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، شكره إلى المملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل للبرامج الدينية في جيبوتي، مؤكدًا أن هذا النوع من المسابقات يوجّه طاقات الشباب نحو ما هو إيجابي وتعزز ارتباطهم بالقرآن الكريم وقيمه.
وفيما يلي نورد خطاب الوزير كاملا: «يسعدني ويشرفني أن أشارككم اليوم في هذا الحفل القرآني البهيج، لتكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم التي تنظمها الملحقية الدينية بسفارة خادم الحرمين الشريفين، في إطار التعاون المثمر بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في جمهورية جيبوتي ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
أيها الإخوة الكرام، إنّ هذه المسابقة القرآنية ليست مجرد تنافس في الحفظ والتلاوة، بل هي تجسيد لعظمة رسالة القرآن الكريم في تهذيب النفوس وتزكية القلوب، وبناء الأجيال على الأخلاق الفاضلة والوسطية والاعتدال.لقد أسعدنا أن نرى هذه المشاركة الكبيرة وهذا الإقبال الواسع الذي يعكس ما يتمتع به أبناؤنا وبناتنا من حبٍ لكتاب الله وحرصٍ على التنافس « و في ذلك فليتنافس المتنافسون». أيها الحضور الكريم، تولي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عنايةً خاصة بكتاب الله تعالى، حيث جعلت من تحفيظ القرآن الكريم وتكريم حفظته محوراً رئيسياً في خطتها الدينية والتربوية، عبر دعم مدارس التحفيظ، وتنظيم المسابقات الوطنية والإقليمية، وتشجيع الناشئة على التعلق بكتاب الله قولاً وعملاً. وفي هذا السياق، تحرص الوزارة على تكريم الفائزين في المسابقات المحلية، كما تعمل على اختيار أفضل المتفوقين لتمثيل جمهورية جيبوتي في المسابقة الإقليمية لجائزة رئيس الدولة لحفظ القرآن الكريم، التي تُقام سنوياً في شهر رمضان المبارك، بمشاركة متسابقين من دول القرن الإفريقي وشرق إفريقيا.
أيها الإخوة والأخوات، إن ما يجمع بين جمهورية جيبوتي والمملكة العربية السعودية هو رابط العقيدة ووحدة الرسالة، وما تقوم به المملكة – حكومةً وشعباً – في خدمة القرآن الكريم ونشر تعاليمه هو موضع تقديرنا واعتزازنا الدائم. فنشكر لسفارة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بسعادة السفير، وللملحقية الدينية، جهودها المشكورة في دعم العمل القرآني والدعوي في بلادنا.
كما أخص بالشكر اللجنة المنظمة والمحكمين والمشرفين الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإنجاح هذه المسابقة، وأتقدم بأسمى التهاني إلى أبنائي وبناتي الفائزين والفائزات، سائلًا الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبهم ونور صدورهم، وأن يوفقهم لمزيد من التفوق والتميّز.
من جانبه، توجه الملحق الديني بالسفارة السعودية، الشيخ سعد بن عبد العزيز الصَّفيّان، بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على ما يوليانه من عناية ورعاية ودعم متواصل لحفظة كتاب الله، داخل المملكة وخارجها، تأكيدًا لنهج القيادة الرشيدة في خدمة القرآن الكريم ونشر تعاليمه السامية.
كما شكر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة، الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، ولفضيلة وكيل الوزارة، الشيخ الدكتور عواد بن سبتي العنزي، على توجيهاتهما الكريمة ومتابعتهما المستمرة لأنشطة وبرامج الملحقية الدينية بسفارة المملكة في جيبوتي، ومن بينها مسابقة القرآن الكريم للعاصمة والمحافظات والأقاليم في جيبوتي لعام 1441هـ / 2020م، التي أُقيمت في جامع الملك سلمان بالعاصمة جيبوتي.
ونوه أن هذه المسابقة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والبرامج المباركة التي تنفذها الملحقية الدينية بالسفارة السعودية في جيبوتي سنويًا، والتي حظيت بتقدير واسع على المستويين الرسمي والشعبي، نظرًا لما تتسم به من تنظيمٍ راقٍ وتنسيقٍ تامٍّ مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في جيبوتي، وبالتعاون الوثيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف الجيبوتية.
وتهدف هذه الجهود إلى تشجيع النشء والشباب على حفظ كتاب الله، وتحفيزهم على التنافس في ميدان القرآن الكريم، وغرس القيم الإيمانية في نفوسهم.وأردف بالقول « في الختام، لا يسعني إلا أن أرفع أصدق عبارات الشكر والتقدير إلى القيادتين الحكيمتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية جيبوتي، وإلى وزارتي الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة والشؤون الإسلامية والأوقاف في جيبوتي، وإلى جميع الحضور الذين شرّفونا بتلبية الدعوة.
كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى اللجان المنظمة، والمشرفين، والمحكّمين، وأبنائنا وبناتنا المشاركين الذين شرّفهم الله بحفظ كتابه العزيز.