قام رئيس الجمهوريه السيد/ إسماعيل عمر جيلة، يوم أمس الأول الثلاثاء، الموافق الـ 28 من أكتوبر الجاري، بتدشين منشأة طبية جديدة على مستوى إقليمي، هي مستشفى الشفاء، الكائن على طريق فينيس.

ويقع هذا الصرح الطبي الذي بُني على مدى أربع سنوات، على مساحة إجمالية تبلغ 32,000 متر مربع، منها 22,000 متر مربع مخصصة للمباني والمنشآت، وتم تشييده تحت الرعاية المباشرة لرئيس الجمهورية، بتمويل حصري من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

ويتمتع المستشفى الذي يضم حاليا 150 سريرًا قابلًا للزيادة حتى 220 سريرًا، بقدرة استيعابية مصممة لتقديم خدماته لأكثر من 500 مريض يوميًا، فضلا عن كونه يزخر بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة، ما يتيح تقديم التدخلات والعلاجات بدقة شبه مطلقة. ويقدم مستشفى الشفاء كذلك خدماته الصحية عبر جميع التخصصات الطبية، بما في ذلك أمراض القلب، الأورام، أمراض النساء والتوليد، جراحة الأعصاب، أمراض الكلى، الأنف والأذن والحنجرة، طب العيون، الجراحة العامة والمسالك البولية.

ومن هذا المنطلق، سيسهم المستشفى بشكل ملموس في الحد من التنقلات المكلفة والمتعِبة التي كان يقوم بها مواطنونا إلى الخارج لتلقي الرعاية الصحية غير المتوفرة سابقًا على أرض الوطن.

ويُعد المستشفى نموذجًا حديثًا في الهندسة المدنية، حيث يجمع بين أعلى معايير المراقبة، بما في ذلك التحكم في درجة الحرارة، الإضاءة، والسلامة من الحرائق. أما ما يخص احتواؤه على مدرجات دراسية صُممت لاستضافة برامج تدريبية متقدمة، إلى جانب قاعات مهيأة لاكتساب الخبرات والتكوين عن بُعد عبر نظام الاتصال المزدوج والمؤتمرات المرئية، فإن ذلك يجعله، دون أدنى شك، مؤسسة تستوفي جميع المعايير التي تؤهلها لنيل المكانة المرموقة كمستشفى جامعي إقليمي.

في ختام زيارته الافتتاحية لمستشفى الشفاء، أدلى رئيس الجمهورية بتصريح صحفي، أكد فيه أن «ما نشهده اليوم ليس وليد الصدفة، بل ثمرة عملٍ طويل اتسم بالثبات والانضباط والتفاني في خدمة الوطن».

وأشاد الرئيس جيله بالمديرة العامة لصندوق الضمان الاجتماعي، مثمنًا حسّها العالي بالمسؤولية، وشغفها بخدمة المصلحة العامة، وحبها العميق للوطن. وأضاف رئيس الجمهورية قائلا «بفضل هذه الطاقة والإيمان بالعمل، تجسدت رؤيتنا على أرض الواقع في هذا الصرح الطبي الحديث، الذي يعكس حيوية نظامنا الصحي وإرادة أمتنا في المضي قدمًا نحو المستقبل».

كما ذكّر بأن فكرة المشروع تعود إلى زيارته الرسمية إلى اليابان عام 2010، حيث طُرحت لأول مرة فكرة إنشاء مستشفى مرجعي يجمع بين التكنولوجيا ووالطابع الإنساني وسهولة الوصول إلى الخدمات الصحية.

وأردقف بالقول «بعد خمسة عشر عامًا، ورغم التحديات التي واجهناها، استطعنا الثبات على المسار. واليوم، الواقع أمامكم، نحمد الله تعالى أن جهودنا أثمرت، وأن وعودنا أصبحت واقعًا ملموسًا».

واختتم رئيس الجمهورية تصريحه بالتأكيد على التزام الحكومة بمواصلة تحديث البنى التحتية الصحية في إطار رؤية جيبوتي 2035، بما يضمن لكل مواطن الحصول على خدمات صحية عالية الجودة، منوها أن هذا المبنى ليس مجرد مستشفى، بقدر ما هو رمز لأمةٍ تعتني بأبنائها، وتحميهم، وتؤمن بمستقبلها.

شارك في حفل تدشين هذه المنشأة الطبية الحديثة، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا، والعديد من أعضاء الحكومة، ومن بينهم وزير العمل المكلف بالرسمنة والحماية الاجتماعية، السيد/ عمر عبدي سعيد، فضلا عن السيدة الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي، السيدة/ خضره محمود حيد، والمديرة العامة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، السيدة/ ديقه أحمد روبله، برفقة كافة كبار معاونيها.