في أمسية استثنائية امتزجت فيها رمزية التاريخ بوهج الحاضر، أقامت سفارة جمهورية مصر العربية في جيبوتي مساء أمس الأول السبت، احتفالًا مهيبًا بمناسبة الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في القاهرة، أكبر وأهم صرح ثقافي وأثري في العالم، والذي تقدّمه مصر إلى الإنسانية جمعاء كهدية حضارية ورسالة سلام وإنسانية خالدة تجسّد عبقرية المصري عبر العصور.

وقد استضاف السفير عبد الرحمن رأفت، سفير جمهورية مصر العربية لدى جمهورية جيبوتي، هذا الحدث في دار سكن السفارة، وسط حضورٍ رفيع المستوى تقدّمه رئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا، وزير التجارة والسياحة السيد/ محمد ورسمه ديريه، وقائد خفر السواحل العقيد وعيس عمر بقره، ورئيس الغرفة التجارية السيد/ يوسف موسى دواله، إلى جانب نخبة من أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات الدولية، ولفيف من رجال الأعمال والإعلاميين، فضلًا عن مشاركة واسعة من مختلف قطاعات المجتمع الجيبوتي وأعضاء الجالية المصرية في جيبوتي.

وفي كلمته بهذه المناسبة، عبّر السفير عبد الرحمن رأفت عن اعتزازه البالغ بهذا الحدث العالمي، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري أو معماري ضخم، بل هو جسر يربط الماضي بالمستقبل، ومثال حيّ على قدرة مصر الدائمة على التجدد والابتكار، وأضاف أن هذا المشروع العملاق يأتي تتويجًا لرؤية القيادة السياسية المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تضع الثقافة والمعرفة والهوية في قلب عملية التنمية الشاملة. وأشار السفير إلى أن افتتاح هذا المتحف هو إعلان جديد لمكانة مصر الحضارية والإنسانية، ورسالة إلى العالم مفادها أن الثقافة ليست ترفًا، بل هي قوة ناعمة تسهم في بناء الإنسان وتعزيز التفاهم بين الشعوب.

ولفت السفير إلى أن إقامة هذا الاحتفال في جيبوتي تحمل دلالاتٍ عميقة، إذ تعبّر عن عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تربط مصر بجيبوتي، وعن الرغبة الصادقة في تعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين، وأن ما شهده الحفل من حضور متنوّع وحرارة في التفاعل يجسد عمق الروابط الشعبية والثقافية بين الشعبين الشقيقين.

كما ثمّن السفير الدعم والتفاعل الودّي من مختلف المسؤولين الجيبوتيين وممثلي المجتمع المحلي، مؤكدًا أن العلاقات المصرية–الجيبوتية تشهد مرحلة جديدة من النمو المتكامل في المجالات كافة، استنادًا إلى التفاهم المتبادل والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين.

واختُتمت الأمسية في أجواء من الفخر والبهجة، جسّدت عمق الأخوة والتقارب بين الشعبين المصري والجيبوتي، وأكدت أن مصر ستظل منارةً للحضارة الإنسانية، وجيبوتي ستبقى شريكًا وصديقًا وفيًّا في رحلة التعاون والبناء نحو مستقبلٍ مشتركٍ أكثر إشراقًا.