السيد/علي عبدي فارح نائب برلماني

أشعر اليوم بالفخر و الاعتزاز بمشاركة بلادنا في إحياء الذكرى الخامسة والعشرين للمصالحة الصومالية التي انطلقت من مدينة عرتا عام 2000، إن هذه المناسبة التاريخية تجسد أسمى معاني الأخوة الإفريقية والتضامن الإقليمي.

إن مدينة عرتا ستظل رمزاً خالداً في ذاكرة الشعبين الجيبوتي والصومالي، لأنها احتضنت حواراً شاملاً جمع الفرقاء الصوماليين بعد سنوات طويلة من الصراع والدمار، فكانت بداية لعودة الأمل إلى شعبٍ أنهكته الحرب الأهلية.

إن مبادرة المصالحة الصومالية جاءت بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله، الذي آمن بأن استقرار الصومال هو مفتاح السلام في القرن الإفريقي بأسره،وتعد التجربة التي قادتها جيبوتي عبر مؤتمر عرتا نموذجاً يُحتذى به في العمل الدبلوماسي الإقليمي القائم على الحوار والوساطة الصادقة، بعيداً عن المصالح الضيقة.

أن المصالحة الصومالية لم تكن حدثاً عابراً، بل كانت نقطة تحول أساسية أعادت بناء مؤسسات الدولة الصومالية ومهّدت الطريق لقيام حكومة انتقالية مثلت كل أطياف المجتمع، إن الاحتفال بهذه الذكرى بعد مرور خمسةٍ وعشرين عاماً ليس فقط لاستحضار الماضي، بل لتجديد الالتزام الجماعي بمواصلة دعم مسيرة السلام والتنمية في الصومال.

وستظل جيبوتي، حكومةً وشعباً، وفية لدورها التاريخي في دعم وحدة واستقرار الصومال، ومستمرة في مدّ يد العون من أجل مستقبلٍ يسوده الأمن والازدهار، إن ذكرى مصالحة عرتا هي تذكير بأن الحوار هو أقصر الطرق إلى السلام، وأن إرادة الشعوب أقوى من رياح الفُرقة والاقتتال ، وأدعو إلى البناء على روح تلك المصالحة لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز التعاون بين دول وشعوب المنطقة.