السيد/ عبد الرحمن عبد الله باديو أكاديمي ومؤرخ صومالي
بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للمصالحة الصومالية التي احتضنتها مدينة عرتا الجيبوتية عام 2000، نحن جميعا نعتز بهذه المناسبة التي نستذكر فيها محطة مفصلية في التاريخ السياسي والاجتماعي للصومال الحديث.
أستطيع القول إن ما حدث في عرتا لم يكن مجرد اتفاق لانتهاء الخلافات بين الصوماليين ، بل كان خطوة تاريخية أعادت للدولة الصومالية روحها بعد عقدٍ من الانقسام والفوضى التي أعقبت سقوط النظام المركزي عام 1991.
و أن تلك المبادرة التي رعتها جمهورية جيبوتي، بقيادة الرئيس إسماعيل عمر جيله، شكلت نموذجًا نادرًا للمصالحة الشاملة التي جمعت طيفًا واسعًا من ممثلي المجتمع الصومالي — من زعماء عشائر ومثقفين وسياسيين وعلماء دين — في إطار وطني جامع، لقد وضع اتفاق عرتا الأساس لقيام مؤسسات الدولة الحديثة، وأعاد الاعتراف الدولي بالصومال بعد سنوات من الغباب عن الساحة ، أن قيم الحوار والتفاهم التي بُنيت عليها تلك المصالحة ما زالت تمثل ركيزة للسلام البناء في الصومال اليوم، كوني أكاديميا صوماليا أقول: إن الذكرى الخامسة والعشرين ليست مجرد احتفال رمزي، بل دعوة لتجديد الالتزام بمبادئ الوحدة والتسامح والتعاون التي أرستها عرتا، ولتذكير الأجيال الجديدة بأن السلام لا يُمنح، بل يُبنى بالإرادة والإيمان بالمستقبل.