عقد حزب التجمع الشعبي للتقدم يوم أمس الأول السبت مؤتمرا استثنائيا في قصر الشعب، تحت رعاية رئيس الحزب، رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، وبحضور سيدة جيبوتي الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضرة محمود حيد، ونائب رئيس الحزب رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، وأمينه العام وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا، وأعضاء الحكومة، إلى جانب الكوادر القيادية لحزب التجمع الشعبي للتقدم ، ورؤساء بقية الاحزاب المنضوية تحت مظلة الاتحاد من اجل الأغلبية الرئاسية، بالإضافة إلى حشد غفير من أنصار ومناضلي الحزب وجمهور من المواطنين من منطقة العاصمة والأقاليم الداخلية، الذين قدموا باكرا في موقع المؤتمر للإعراب عن تأييدهم لمواصلة الرئيس جيله قيادة المسيرة الوطنية.

 هذا وتخللت المؤتمر، رقصات فلوكلورية، وفقرات غنائية قدمتها فرقة 4 مارس ، وجسدت الدور الطليعي الذي لعبه حزب التجمع الشعبي من اجل التقدم في تنمية وتطوير البلاد، والحفاط على اللحمة الوطنية.

وقد ألقى رئيس الجمهورية ، رئيس حزب التجمع الشعبي للتقدم السيد/إسماعيل عمر جيله كلمة ضافية في المؤتمر جاء فيها: ايها المناضلون الاوفياء، ايها المواطنون الاعزاء، اقف امامكم اليوم، وقلبي مفعم بالامتنان، وصوتي يفيض بالعاطفة، ونفسي مشبعة بروح الوطنية الصادقة.

اقف امامكم شاكرا ومعتزا بالثقة الغالية التي منحتموني اياها، حين اخترتموني مرشحا لحزبنا العظيم، التجمع الشعبي من اجل التقدم.

ان هذا الاختيار يشرفني، ويغمرني بالعرفان والتقدير، لانه اختيار يعكس ثقتكم العميقة بي…

 ثقة ولدت من حصيلة عمل سياسي اثبت صدقيته، ثقة نابعة - وانا على يقين من ذلك - من ايمان عميق بمستقبل مشرق لوطننا العزيز.

انها ايضا ثقة الوفاء… الوفاء لمبادئنا، وقيمنا، وهويتنا الوطنية الاصيلة.

 ولهذا، وفي هذه اللحظة المهيبة، اقف امامكم مدركا جسامة المسؤولية، واعاهدكم اني لن اخيب امالكم، ولن اتوانى عن تحقيق تطلعاتكم.

ايها المناضلون الاوفياء، ايها المواطنون الكرام، الثقة التي تجددونها لي اليوم هي تجسيد لارادة شعب كريم واصيل، وهي تعبير عن وحدة امة لا تنكسر امام التحديات.

واقولها بصدق واخلاص: ان هذه الثقة نفسها هي ما يمنحني القوة والعزيمة لأواصل معكم مسيرة البناء والتقدم، من اجل مستقبل امن ومزدهر لجيبوتي،ايها المواطنون الاعزاء، لقد استمعت خلال الفترة الماضية الى صوتكم، واصغيت الى همومكم، وتأملت واقعنا الوطني بعمق.

 استمعت الى حكماء الوطن، ونسائه المكافحات، وشبابنا الطموح، وعمالنا المخلصين.

ولم استطع ان ابقى صامتا او غير مكترث حيال ذلك النداء الصادق الذي ارتفع من كل ربوع الوطن… انه نداء الوطن، نداء الواجب، ونداء الانتماء، ونداء الاخلاص للأرض وللشعب، الذي لم استطع ان اتجاهله. 

اننا نعيش اليوم في عالم مترابط متداخل، صار فيه لكل خطوة محلية اثر عالمي، ولكل قرار وطني انعكاس دولي.

 ان كل اصلاح اقتصادي، وكل مبادرة دبلوماسية، وكل توجه دفاعي يجب ان يبنى على فهم عميق لتوازنات العالم وتحولاته.

نحن في زمن تتصارع فيه القوى الجيوبوليتيكية، وتتعاظم التوترات الامنية، ويضعف فيه احترام القانون الدولي تحت وطأة مصالح الكبار.

وفي منطقتنا، عادت نزعات الحرب لتطل برأسها من جديد، فيما يهدد التغير المناخي حياة الناس وأمنهم الاجتماعي.

 هذا هو الواقع الذي نواجهه، واقع تختلط فيه التحديات بالفرص، وتتقاطع فيه المخاطر مع الامل.

لكن، وعلى الرغم من كل ذلك، فان وطننا الحبيب جيبوتي – هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بارادته – استطاع ان يجد توازنه ويصون استقراره.

ولا انسى، ايها المواطنون الاعزاء، انه في احلك الاوقات وأكثرها اضطرابا، كانت تضحياتكم الجسيمة وإحساسكم العميق بالواجب، هي التي انقذت وطننا من الضيق الاقتصادي ومن دوامة عدم الاستقرار التي طرقت بابه.

واليوم، اكثر من اي وقت مضى، يجب ان نحافظ على هذا الزخم الذي مكننا من تحقيق قفزة نوعية على طريق التنمية والتقدم.

 نعم، اليوم اكثر من الأمس. علينا ان نوحد جهودنا، وان نمتلك الوسائل التي تتيح لنا بلوغ هدفنا وطموحنا: ان نجعل من جيبوتي وطنا مزدهرا، فخورا، يليق بشعبه العظيم.

أيها المواطنون الاعزاء، ان المرحلة التي نمر بها تتطلب قيادة حازمة ورؤية واضحة، قيادة تتحمل المسؤولية، وتستند الى الخبرة، وتحمي الوطن وتحصن مكتسباته، وتقوده بثقة نحو مستقبل اكثر اشراقا.

ولست اقف امامكم اليوم بصفتي «الرجل المنقذ» الذي يدعي انه الحصن الاخير لوطنه، ولا بصفتي السياسي الباحث عن مجده الشخصي بوعود براقة زائفة، بل اقف امامكم بصفتي مواطنا عاديا، يريد مرة اخرى ان يخدم وطنه بتفان واخلاص، كما فعل دائما.

في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ وطننا، ارى انه من واجبي ان اواصل المسيرة التي بدأناها معا، بروح من التواضع، ولكن ايضا بعزم لا يلين، وايمان راسخ بقدرتنا الجماعية على صنع المستقبل.

 هذا هو نموذج القيادة الجماعية التي اسعى لتجسيدها باسمكم ومن اجل وطننا، والتمس منكم دعمكم الكامل لها في الاستحقاق الانتخابي القادم في شهر ابريل المقبل. وباسمكم ساقدم، في الوقت المناسب، برنامجا وطنيا متوازنا: برنامجا للاستمرارية يصون ما انجزناه.

 وبرنامجا للتجديد يرسم ملامح مستقبلنا المشترك.

انه الطريق الذي يجمع بين السيادة والعقلانية والواقعية الوطنية، وادعوكم جميعا للسير فيه معي، يدا بيد.

ايها المناضلون الاوفياء، ايها المواطنون الكرام، ان عقد الثقة الذي التزم به امامكم اليوم يقوم على دعائم جمهوريتنا الراسخة: الوحدة، المساواة، السلام.

الوحدة، لانها الركيزة الثابتة التي تقوم عليها امتنا. المساواة، لانها جوهر العدالة في دولتنا.

السلام، لانه شرط وجودنا وتعايشنا المشترك. ايها المواطنون الاعزاء، ـطلب منكم ان تؤمنوا بمشروعنا المشترك، ان نواصل معا بناء جيبوتي مستقرة، متماسكة، مزدهرة.

وفقنا الله واعاننا جميعا على خدمة وطننا الحبيب، وسدد خطانا جميعا لما فيه خير شعبنا وامتنا».

 من جهته ، ألقى نائب رئيس حزب التجمع الشعبي للتقدم، رئيس الوزراء السيد/عبدالقادر كامل محمد، كلمة استهلها بالقول:» في هذا اليوم المهيب، نحن مجتمعون هنا بروح التجمع الشعبي من أجل التقدم، من أجل عقد مؤتمر استثنائي ليس كغيره من المؤتمرات السابقة.

مؤتمرا يعد لحظة صدق ووحدة.. لحظة التزام تاريخي. إنني تحدثتُ اليوم، ليس لمجرد حديث عن مناقشة برنامج سياسي بسيط، بل لأننا اليوم أمام مسؤولياتنا للمشاركة في: رؤية مجسدة، قيادة مُجربة، ثبات ومصير مشترك.

كما تعلمون، تم تعزيز السلام، وتقوية التماسك الوطني، والحفاظ على وحدة الشعب الجيبوتي في وجه العواصف الإقليمية.

لقد طورت جيبوتي نضجاً وطنياً ودولياً. وأصبحت دولة محترمة ومؤثرة على الساحة الدولية، دولةٌ برزت وتألقت في صدارة القارة الأفريقية. لقد تحولت جيبوتي إلى مفترق طرق استراتيجي منفتح على العالم، وتتطلع نحو المستقبل».

 وأشار رئيس الوزراء إلى أن جيبوتي بفضل رؤية وعزيمة راسخين ، تقف اليوم شامخة، مستقرة وفخورة في بيئة مضطربة ، موضحا أنه « يلوح في الأفق موعد انتخابي استثنائي جديد، لا يتقدم فيه رجل للشعب، بل هو قسمٌ مُجدّد ومهمة وطنية واجب تاريخي، تلبية لمناشدة الأمة بأكملها التي تطالب بمواصلة الطريق الذي تم رسمه، ومتابعة مسيرة السلام والاستقرار والتقدم التي تجسدت بثبات وشجاعة».

 وقال رئيس الوزراء موجها كلامه إلى الرئيس : « نعم، أيها الرفيق الرئيس، الشعب يناشدك، ويطالب بوجودك، بنظرتك الثاقبة، بخبرتك، ووفائك للجمهورية.

 إن هذا الشعب الذي يعرفك ويثق فيك، يطلب منك بإلحاح أن تستجيب لندائه. إنه يطلب منك:» أن نواصل المسيرة، فالنواصل للحفاظ على السلام وترسيخ التقدم.

 فلنواصل لإعداد المستقبل، في ظل الاستقرار الوطني.» نعم سيادة الرئيس، لقد حولت المحن إلى انتصارات، والهشاشة إلى قوة.

وبقيادتكم ستواصل جيبوتي مسيرتها نحو الحداثة والازدهار، وبصحبتكم سنحول المكتسبات إلى نتائج، والوعود إلى إنجازات، والأحلام إلى حقائق.

لأن الشعب لا يرى فيك مجرد رئيس دولة. 

إنه يراك قائداً أباً، ورمزا لأمة تتقدم و تبني وتؤمن وتأمل، إنه لا يدعوك لولاية إضافية بل يدعوك لأمل إضافي.. أمل في خدمة الاستقرار، أمل في خدمة النجاح، أمل في خدمة الوطن، أمل في وضع جيبوتي في مدار المستقبل.

لهذا السبب، وفي هذا المكان التاريخي، حيث ينبض قلب التجمع الشعبي من أجل التقدم، نعلن بصوت واحد: إننا ننصبك رسمياً مرشحاً للحزب التجمع الشعبي من أجل التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة.

بدورها، قالت رئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والعدالة السيدة/ إلييا إسماعيل جيدي، وهو حزب من خارج كتلة الأغلبية الرئاسية:«يسعدني أن أقف أمامكم اليوم في هذا المؤتمر لأعبر عن تقديري لهذه المناسبة السياسية الهامة التي تجسد روح الديمقراطية والتلاحم الوطني تحت راية حزب التجمع الشعبي للتقدم ، الحزب المعزز لجمهوريتنا الحديثة ، إن هذا الحزب العريق ليس مجرد إطار سياسي بل ظل عبر مسيرته الطويله مدرسة للوطنية وفضاءا لترسيخ قيم الجمهورية، ومنه انطلقت التجربة الديمقراطية الجيبوتية، وكون أجيال من الرجال والنساء الذين كرسوا انفسهم لخدمة الوطن ومبادئه السامية، لقد كان حزب التجمع الشعبي للتقدم مهد الوعي ومحرك بناء الدولة وركيزة استقرار بلاد وسط محيط اقليمي مضطرب وتحديات متعددة الأوجه تتطلب رؤية واضحة وثاقبة.

وأضافت» إن الاستقرار الذي تنعم به بلادنا لم يكن وليدة الصدفة بل هو ثمرة رؤية ثاقبة وقيادة حكيمة جسدها الرئيس إسماعيل عمر جيله الذي مثل على الدوام الركيزة الأساسية لوحدة البلاد وضمان سلامه، لقد حافظتم فخامة الرئيس، على جوهر ما هو أهم من كل شيئ، آلا وهو وحدة الأمة واستمرار نهجها في التنمية والبناء.

 ان هذا الاستقرار هو الأساس الذي نبني عليه يوما بعد يوم مستقبل جيبوتي، دولة آمنة وواثقة من قدرتها على المضي قدما في مسيرتها بكل ثبات.

فخامة الرئيس،إنكم تمثلون القوة المحورية التي تُبنى عليها الوحدة والاستقرار. لهذا السبب نناشدكم بأن تستمروا في توجيه جيبوتي نحو المستقبل.

 نحن في الاتحاد من أجل الديمقراطية والعدالة، نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الحوار ليس تنازلًا، بل ضرورة من أجل الجمهورية.

 يجب ألا تتحول اختلافاتنا إلى انقسامات، بل إلى مصادر للإثراء المتبادل في مواجهة التحديات المشتركة، لا توجد حلول حزبية، بل مسؤولية وطنية مشتركة.

 يكمن نضج حياتنا السياسية في هذه القدرة على الحوار والاحترام المتبادل والبناء معًا.

 وإنني أشارككم من أعماق ضميري، هدفًا مشتركًا: ضمان انتصار بلدنا. ولكي نُسمع صوتنا، علينا أن نكون مُتّسقين.

 هذا ما يُخبرنا به شعب جيبوتي. لقد طلبوا منكم ذلك؛ لقد اختاروكم - ليس من باب العادة، بل عن قناعةٍ والتزام.

سيدي الرئيس، نحن نُحب جيبوتي، وأنتم تُحبونها أكثر منا. ويتجلى إخلاصكم لوطننا في إنجازاتكم، والتزامكم الراسخ، وفي ورؤيتكم التي تُرشد خطانا.

 واليوم، نُسلمها إليكم مرةً أخرى بثقة، الثقة في قيادتكم سيدي الرئيس إسماعيل عمر جيله» .

 تحدث في المؤتمر أيضا، قادة الأحزاب المنضوية تحت مظلة الإتحاد من اجل الاغلبية الرئاسية ، وهم كل من أمين عام حزب التجمع الشعبي للتقدم السيد/إلياس موسى دواله، ورئيس حزب أنصار الإصلاح السيد/ إبراهيم شحم داؤود، وأمين عام حزب جبهة إعادة الوحدة والديمقراطية السيد/ اوجري كفلي أحمد ، ورئيسة الحزب الاجتماعي الديمقراطي السيدة/ حسنة مؤمن بهدون، ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي السيد/عبدالرحمن محمد اللاله.

وأكدوا جميعا تأييد أحزابهم الكامل للتجديد الثقة لرئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله، كمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة ، بهدف ترسيخ المكتسبات التي تحققت تحت قيادته» الوحدة والتلاحم والتنمية واستقرار البلاد» في ظل المرحلة الحالية التي تسود فيها التحديات الجمة متعدد الأوجه على الصعيدين الاقليمي والدولي.