أحيت سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في جيبوتي مساء الأحد الماضي الذكرى الـ71 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية المجيدة، التي انطلقت في الفاتح من نوفمبر عام 1954، وذلك خلال حفل استقبال أقامه سعادة السفير الجزائري الدكتور محمد ناصر بساقلية في فندق كمبنسكي بالعاصمة جيبوتي. وشهد الحفل حضور رئيس الجمعية الوطنية السيد/ دليتا محمد دليتا، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة، من بينهم راعي المناسبة وزير الصحة الدكتور أحمد روبله عبدالله، ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، وأعضاء الجالية الجزائرية، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية والإعلامية.
استُهل الحفل بعزف النشيدين الوطنيين لكلٍّ من جمهورية جيبوتي والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في أجواء احتفالية جسدت عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، عبّر وزير الصحة الدكتور أحمد روبله عبدالله عن سعادته بمشاركة الشعب الجزائري احتفاله بذكرى اندلاع ثورة التحرير، موجهاً باسم حكومة وشعب جيبوتي أحرّ التهاني والتبريكات إلى الجزائر قيادةً وشعبًا.
وأكد الوزير أن هذه الذكرى ليست مجرد احتفالٍ بتاريخٍ مجيد، بل هي تجسيدٌ للقيم السامية التي قامت عليها الجزائر من حريةٍ وكرامةٍ واستقلال، مشيدًا بما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات جسام في سبيل التحرر وبناء دولة قوية ومستقرة.
وأشار الدكتور روبله إلى أن العلاقات الجيبوتية الجزائرية ترتكز على أسسٍ من الأخوّة الصادقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك في سبيل تحقيق السلام والتنمية في القارة الإفريقية والعالم العربي، مؤكدًا حرص جيبوتي على تعزيز هذه الروابط في مختلف المجالات. كما أشاد بجهود السفير الجزائري في جيبوتي، الدكتور محمد ناصر بساقلية، على جهوده المخلصة في توطيد العلاقات الثنائية والدفع بالتعاون الدبلوماسي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
وفي سياق كلمته، جدد وزير الصحة تأكيد موقف جيبوتي الثابت في دعم القضية الفلسطينية العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع من أجل حقوقه الوطنية وتحقيق السلام والعدالة والاستقرار في أرضه.
مشيرًا إلى أن هذا الموقف ينبع من الالتزام المشترك بالقيم العربية والإسلامية ومبادئ العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. واختتم الوزير كلمته بتجديد التهاني للشعب الجزائري الشقيق بمناسبة عيده الوطني، متمنيًا للجزائر دوام الأمن والاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار
. من جانبه، أعرب السفير الجزائري عن فخره واعتزازه بإحياء هذه الذكرى الوطنية المجيدة، مشيرًا إلى أن فاتح نوفمبر يظل رمزًا للنصر والمجد والشهادة والتضحية في سبيل الحرية والاستقلال، ومؤكدًا أن الثورة الجزائرية كانت وما تزال منارة تلهم الشعوب التواقة إلى الحرية والكرامة.
وأوضح السفير محمد ناصر بساقلية أن الجزائر اليوم تواصل مسيرتها التنموية بثباتٍ ونجاحٍ كبير، حيث شهد الاقتصاد الوطني تحسنًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجزائر حققت خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 صادرات بلغت 41 مليار دولار، منها 3.5 مليار دولار خارج قطاع المحروقات، ما يعكس جهود الحكومة لتنويع الاقتصاد وتعزيز الاستثمار الأجنبي والداخلي.
وأضاف أن الجزائر أصبحت أكبر دولة في إفريقيا وثالث أكبر اقتصاد عربي، وعادت إلى فئة الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى وفق تصنيف البنك الدولي لعام 2024، بفضل السياسات الإصلاحية وتشجيع الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال.
كما أشار إلى توقعات بتحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ 4.5% خلال عام 2025، مدفوعًا بزيادة الاستثمارات في القطاعات الصناعية والزراعية والخدماتية.
ولفت السفير إلى أن الجزائر واصلت حضورها الفاعل في المحافل الإفريقية، حيث احتضنت الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بمشاركة 132 دولة، إلى جانب الاجتماعات السنوية للمنتدى الإفريقي للإدارة الجبائية 2025، فضلًا عن فعاليات الصالون الدولي الـ28 للكتاب بالجزائر، واستعدادها لاحتضان المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة في ديسمبر المقبل.
وفي سياق كلمته، أكد الدكتور بساقلية متانة العلاقات الجزائرية الجيبوتية، التي تشهد تطورًا متسارعًا وتناميًا ملحوظًا بفضل الإرادة السياسية الصادقة لقيادتي البلدين، معربًا عن ثقته بأن المرحلة المقبلة “ستشهد آفاقًا واعدة للتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية.
واختُتم الحفل بتقطيع الكعكة الرمزية للذكرى الوطنية، وسط أجواء احتفالية جسدت روح الأخوة والصداقة بين الجزائر وجيبوتي.