تسعى جمهورية جيبوتي إلى استثمار موقعها الاستراتيجي عند مدخل خليج عدن لتصبح مركزا تجاريا بارزا في أفريقيا الشرقية.وفي هذا السياق انخرطت جيبوتي في تنفيذ مشاريع بنى تحتية ضخمة. فعلى ساحل يبعد بضعة كيلومترات عن المرفأ التاريخي لمدينة جيبوتي، ينهمك عمال صينيون وجيبوتيون لبناء رصيف جديد مخصص كليا لحاملات الحاويات الآتية من آسيا. ويعد هذا الرصيف الأول من سلسلة ستة موانئ جديدة متخصصة (للمعادن، المواشي، النفط والغاز) سترى النور في بلادنا لتنضاف إلى المرفأين الموجودين أصلا.
وقال سليمان أحمد المكلف بالتعامل مع الزبائن في ميناء دوراله للحاويات «إن هناك خطوطا بحرية تهتم أكثر فأكثر بجيبوتي ونحن بصدد اتباع طريق دبي وحتى سنغافورة». فحركة الذهاب والإياب لسفن الشحن في تزايد مستمر بنسبة تتراوح ما بين 6 و10% سنويا.
وأضاف «ان ميناء مومباسا (بكينيا) يشهد ازدحاما خانقا واريتريا ليست بلدا مضيافا فيما تعد جيبوتي مكانا استراتيجيا وآمنا ونحن نعول على ذلك». لكن جيبوتي باتت عازمة على فرض نفسها كنقطة عبور اقتصادية مميزة بين آسيا وأفريقيا.
وقال رئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبو بكر عمر حدي «من مصر إلى جنوب أفريقيا لا توجد في الساحل الشرقي لإفريقيا سوى تسعة بلدان. وهذا الموقع الجغرافي جعل عشر دول يبلغ تعداد سكانها أربعمائة مليون نسمة جيوبا محصورة لا منفذ لها على البحر. وهؤلاء هم الذين نريد خدمتهم».
وفي الوقت الحاضر تؤمن موانئ جيبوتي بشكل رئيسي خطوط مواصلات مع إثيوبيا ومستهلكيها المقدر عددهم بتسعين مليون نسمة. لكنها تطمح لتغطية كامل القارة. وفضلا عن تنميتها المرفئية تريد جمهورية جيبوتي إضافة مطارين جديدين وسكك حديد ومناطق صناعية.
وفي إطار هذه الخطة الإنمائية سيحل مكان مطار حمبلي، مطار دولي بقدرة استيعابية تصل إلى 1,5 مليون مسافر سنويا على بعد 25 كلم من جيبوتي العاصمة.ومن شأن تنمية حركة العبور جوا وبحرا أن يمكن من تقليص مدة شحن حاوية بين شنغهاي (الصين) وأبوجا (نيجيريا) من 75 يوما حاليا إلى 20 يوما.
وفي الإجمال هناك 14 مشروعا في مجال البنى التحتية في جيبوتي تقدر كلفتها بـ14,4 مليار دولار ممولة بشكل رئيسي من مصارف صينية، وهي استثمارات عملاقة.
وتراهن الحكومة الجيبوتية على النمو الاقتصادي في منطقة شرق أفريقيا لتأمين ربحية هذه الاستثمارات.
ولفت أبو بكر عمر حدي الانتباه إلى انه «قبل دبي وسنغافورة وهونغ كونغ كانت المراكز الاقتصادية والبحرية في المنطقة تتمثل بعدن وجيبوتي».
وأشار إلى الفترة التي سبقت أزمة السويس والتي كانت فيها جيبوتي محطة إلزامية لسفن شحن البضائع. وقال «للأسف لقد تقهقرنا. لكننا نعلم ما يتوجب فعله لاستعادة مكانتنا».